الأرشيف لفئة'مقالاتي'

مارس 17 2015

حجة المؤامرة تعفينا من النقد الذاتي

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

كلما مرّ حدث كبير يتم اتهام العرب أو المسلمين أنهم يقفون وراءه نرى العديد من المعلقين يلصقون تهمة المؤامرة وراءه وكأن لسان حالهم يقول أن من قام بتلك العملية لا يمكن أن يكون منا.

الإدعاء بوجود العديد من المؤمرات حول من يقف وراء أحداث الحادي عشر من أيلول لم تنته إلى أن تبين في شريط فيديو للقاعدة تحمّلهم مسؤوليتها. ولم يمرّ وقت على أحداث القتل في باريس إلا وسمعنا العديد من الأقوال- أحياناً على لسان أشخاص مثقفين – تُحمّل مسؤولية العملية إلى كل جهة سوى من قام بها.  ومرة أخرى تلاشت التصورات عند خروج شيخ من القاعدة في اليمن ليتحمّل مسؤولية ما حدث على أساس أنه انتقام للرسول وهو أصلاً ما كان قد قاله الإخوان كوشي عند قيامهم بعملية القتل في مكاتب الصحيفة الهزلية الفرنسية.

ولكن أكبر وأكثر روايات المؤامرة هذه الأيام  تتمحور حول تنظيم الدولة الإسلامية المسمى “داعش.”   تعددت التصورات والأقوال حول من يقف وراء تنظيم داعش المتطرف بحيث لم يبقَ أي طرف أو دولة إلا وقد تم ضمه لقائمة الدولة والمجموعات المتهمة بأنها وراء داعش. الغريب أن أية محاولة لحصر تلك الدول ينتج عنها معلومات متناقضة تشمل الكثير من الدول المشتركة الآن في الحرب على داعش.

لا شك ان أجهزة المخابرات للعديد من الدول العظمى والصغرى مهتمة بموضوع مثل داعش لأسباب مختلفة وقد تكون قد سهلت عن قصد أو غير قصد عمل أشخاص أو مجموعات مرتبطة أو أصبحت مرتبطة بداعش.  فالمعروف أن أجهزة المخابرات تعمل في الكثير من المواقع والدول بما فيها الدول الصديقة والدول المستقرة أمنياً فكم بالحري إمكانية أن تلعب تلك الأجهزة دوراً في مناطق غير مستقرة مثل العراق.

ولكنني من غير المؤمنين أو المتحمسين لفكرة المؤامرة الكبرى والتي يدّعي المقتنعون بها أن هناك قوة كبرى تحرك كل ما يجري ضمن سيناريو محكم ومخطط له مسبقاً.  يقوم العديد من المعلقين ومنهم أشخاص ذوو الفكر المتطور والعلمي بالإنزلاق لتكرار أفكار عن مؤامرات مفترضة دون توفير الحد الأدنى من الإثباث أو عناصر الإقناع.  وكان صحفي مرموق قد وقع في هذا الفخ الفكري عندما قال في مقاله وبدون توفير الحد الأدني من الإثبات- إن “أحمد داود أوغلو متورط هو ومخابراته في دعم وتقديم التسهيلات لمنفذي العملية الباريسية وتنظيماتهم.” إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 17 2015

كيف يمكن كسب المعركة الأيديولوجية ضد التطرف

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

من المؤكد أن الحرب العسكرية على داعش ستنجح إلى حد كبير في عام 2015.  الغضب الذي اجتاح الأردن بعد أن علم بالجريمة البشعة ضد الطيار معاذ الكساسبة سيعمل بالتأكيد على ضمان حسم المعارك عسكرياً.  ومع ذلك لا أستطيع القول أنه لدي نفس الثقة بمثل هكذا نجاح في ما يخص الحرب الأيديولوجية على التطرف.  ينبغي أن يتم خوض كلتي المعركتين، العسكرية والأيديولوجية، في وقت واحد إلى أن يتحقق النصر.

الظهور العلني للخليفة الذي بايعه تنظيم داعش قد قدّم للتحالف العربي والغربي هدفاً ملموساً واضحاً يمكن أن يُهزم.  إلا أن إيجاد الأسباب غير الملموسة التي أعدت البيئة الحاضنة لهؤلاء المتطرفين وإمكانية إلحاق الهزيمة بها إنما يحتاج إلى استراتيجية فعالة.

لمحاربة التطرف الأيديولوجي في الشرق الأوسط ينبغي الإنطلاق من الشباب. ومن الأهمية بمكان أن يتم إعطاء الشباب العربي/المسلم إجابات مرضية لاحتياجاتهم الإقتصادية والإجتماعية والروحية.  التحدي صعب وليس هناك حلول سحرية.

إذا كان بالإمكان استخدام جزء مما ينفق لهزيمة داعش عسكرياً لتوفير الفرص الإقتصادية عندئذ يمكن القضاء على مصدر رئيسي للغضب في صفوف الشباب.  يجري إضافة الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنوياً إلى سوق العمل غير القادر على توفير فرص عمل لهم بمعدلات تنذر بالخطر.  في عام 2012 قدّر صندوق النقد الدولي أن معدل البطالة وصل إلى 25٪  وبذلك يكون معدل البطالة في المنطقة من  أعلى مستوياته عالمياً. ولقد ازدادت الحالة سوءً منذ ذلك الحين.

إذا ألقينا نظرة على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وغالباً ما تكون مأساوية فإنها خير دليل على هذه المشكلة.  لقد حاول 100,000 مهاجر عبور البحر الأبيض المتوسط بطريقة غير شرعية فقط خلال الفترة من شهر كانون الثاني/يناير إلى شهر تموز/يوليو 2014. هذه المسألة تحتاج إلى أن يتم معالجتها من جانبَي البحر الأبيض المتوسط.  بالإضافة إلى توفير فرص عمل في المنزل، فإن أوروبا والتي سكانها هم أكبر سناً ولديها العديد من فرص العمل تحتاج إلى تخفيف القيود على سياساتها للمساعدة في أعباء هذه المعضلة الضخمة من العرب والمسلمين العاطلين عن العمل.    إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 17 2015

الوحدة الفلسطينية مطلوبة

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

بينما لا يزال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقبع مكانه بانتظار الإنتخابات الإسرائيلية، فإن عدداً من التطورات المحلية والدولية الهامة تحدث وقد يكون لها تأثير عليه على نطاق واسع.

الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 آذار/مارس جمّدت تقريباً كل الجهود لتحريك عملية السلام المتوقفة.  المسؤولون الأميركيون ونظراؤهم الأوروبيون أيضاً قد أوضحوا أنهم لن يسمحوا لأي مسعى في الأمم المتحدة أو في أي محفل دولي آخر حتى يقرر الإسرائيليون ما إذا كانوا يريدون أن يستمر بنيامين نتنياهو قائداً لهم أم لا.

يخوض نتنياهو بالطبع صراعاً علنيا غير مسبوق مع البيت الأبيض في ما يخص المفاوضات الإيرانية التي هي أيضاً ستبلغ ذروتها بحلول نهاية شهر آذار/مارس.

في غياب التطورات السياسية، تحدث عمليات هامة بحيث أن أياً من يتم انتخابه في الإنتخابات الإسرائيلية فإنه يتعين عليه أن يتعامل معها. إن التغييرين الرئيسيين اللذين يتم طهيهما وراء الكواليس لهما علاقة بحركة المقاطعة والمحكمة الجنائية الدولية.

تلقت جهود حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات (بي.دي.إس.) عدداً من الجوائز الكبرى في الآونة الأخيرة. وقد وقّع أكثر من 700 فنان ومقرهم في المملكة المتحدة عريضة أعلنوا فيها أنهم سيقاطعون إسرائيل والفعاليات الثقافية الإسرائيلية. في الولايات المتحدة صوّت الطلاب في جامعة ستانفورد المرموقة  بنسبة 10-1 لصالح حركة ال بي.دي.إس. ضد إسرائيل.   إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 17 2015

هل تسببت إسرائيل بإنهاء التنسيق الأمني؟

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

عندما دخل الجنود الإسرائيليون مخيم الدهيشة الفلسطيني في محافظة بيت لحم ارتكبوا انتهاكات للاتفاقيات الفلسطينية – الإسرائيلية غالباً ما يشار إليها باسم اتفاقيات أوسلو.

الاتفاقات التي كان من المقرر أن تنتهي قبل نهاية القرن العشرين لا تزال معنا منذ عقد ونصف من القرن الحادي والعشرين.  لكن الرصاص الإسرائيلي الذي وقع على جثة جهاد الجعفري قد تكون قد قتلت تماماً ليس فقط الشاب الفلسطيني ذا الثمانية عشر من العمر فحسب، بل أيضاً التنسيق الأمني مع إسرائيل.

قسّمت اتفاقيات أوسلو الأراضي المحتلة (ناقص القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بطريقة أحادية الجانب) إلى ثلاث مناطق متميزة.  احتفظت إسرائيل بكامل السيطرة وبالحق الأمني الكامل على المناطق (ب) و(ج).  والفرق هو فقط أن الفلسطينيين في المناطق (ج) يُسمح لهم بالرقابة الإدارية أي التقاط القمامة وغيرها.

ولكن المناطق (أ) التي كان من المفترض أن تنمو تدريجياً لتشمل الأراضي المحتلة بكاملها هي تحت السيطرة الإدارية والأمنية الفلسطينية.  لا يُسمح لإسرائيل دخول مناطق (أ) وأي شيء أو أي شخص يريدونه من تلك المناطق يجب أن يتم بالتنسيق مع قوات الأمن الفلسطينية.  مخيم الدهيشة الذي هو تماماً ضمن مناطق (أ) هو تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية الكاملة.

لذلك عندما قُتل الجعفري  وهو من المؤيدين لحركة فتح  فإن الإسرائيليين لم ينتهكوا سيادة المناطق الأمنية الفلسطينية فحسب، إلا أنهم دمروا الآلية الوحيدة المتبقية من التعامل الإيجابي مع الفلسطينيين والتنسيق الأمني. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 17 2015

التحديات التشريعية للإعلام المرئي والمسموع في الأردن

نشرت بواسطة تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

من المتوقع أن يناقش البرلمان الأردني قانون المرئي والمسموع الجديد. جاء القانون تلبية للحاجة الدستورية بتحديث جميع القوانين المؤقتة.

وضع قانون المرئي والمسموع الحالي، الذي صدر في عام 2002، حدًا لاحتكار الحكومة لموجات الأثير.  ومنذ ذلك الحين تم الترخيص لعشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، إلا أن القطاع شهد العديد من التشوهات، يأمل نشطاء حرية الإعلام أن يتم تصحيحها في القانون الجديد.

عقد النائب زكريا الشيخ، رئيس لجنة التوجيه البرلمانية، مشاورات مع أصحاب وسائل الإعلام وعدد من ورشات العمل وخلوة مدتها يومين في العقبة على أمل التوصل إلى توافق بين أعضاء لجنته والجماعات الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك الحكومة. أنشطة وراء الكواليس هذه أنتجت القانون سيتخلى عن الشرط الذي يعطي مجلس الوزراء السلطة الكاملة لترخيص محطات الإذاعة والتلفزيون أو رفض الطلبات دون أن يعطي سببا لهذا الرفض.

ومع ذلك، هذه ليست طريقة تتبع إذا كان البلد يرغب في جذب الاستثمار.  القانون الجديد سيلغي أيضا السماح للشركات التجارية، التي تعمل مع الجهات الحكومية عدم دفع رسوم الترخيص. ولن يسمح حصول المحطات المرخصة على إعفاء من الرسوم والإعلان في نفس الوقت وهو الحال مع عدد من المحطات التي تملكها جهات حكومية مثل (الجيش والشرطة وأمانة عمان). في حين أن هذا التحرك هو موضع ترحيب لأنه يحاول خلق فرص متكافئة، إلا أنه فشل في إعطاء دفعة جدية لوسائل الإعلام المجتمعية.

تم اعتماد الاستراتيجية الإعلامية الأردنية من خلال دعوات الحكومة إلى ضرورة دعم وتعزيز الإعلام المجتمعي. اليونسكو، التي تصفها بأنها علامة “للتعددية الإعلامية”ØŒ تعرّف الإعلام المجتمي بأنه “وسيلة بديلة لإعلام عام وتجاري”. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 16 2015

دعم السياحة رداً على الإرهاب

نشرت بواسطة تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

AlHayat

بقلم داود كُتّاب

أول ضحايا الأزمات السياسية والاضطرابات الأمنية هو قطاع السياحة، غالباً، فالسائح الذي وفّر مدخراته من أجل إجازة ترفيهية أو رحلة حج دينية غير مستعدٍ أن يعرّض نفسه للخطر.

قد يبدو الأمر كذلك، إلا أن ما يحرك السياحة بصورة فعلية هو إستراتيجيات مدروسة تعتمد على عوامل عدّة، وحال توافرها فمن السهل التغلب على عامل الاستقرار السياسي، الذي لا يشكل بذاته خطورة مباشرة للسائح، إنما يكون الضخ الإعلامي عاملاً ترهيبياً بامتياز. وإذا اتفقنا أن قوى الشر والتطرف تهدف بعملياتها الإجرامية، التي تُبث إعلامياً، إلى ترهيب المواطنين والسياح فإن تقوية السياحة لبلد ما مهدد من المتطرفين تصبح مسألة قومية من الدرجة الأولى.

الأمثلة عديدة على دول تغلبت على تهديد الإرهاب وزاد عدد السواح الأجانب لديها، ففي الماضي نجحت قبرص ومصر وأندونيسيا وغيرها من دول واجهت الإرهاب بالعمل الدؤوب والترويج المركّز وتوفير الخدمات المطلوبة والأساسية للسائح. وحتى دولة الاحتلال تنجح في جذب السياح من خلال حملات ترويجية وعمليات تسويق مهنية، إضافة إلى وجود دعم حقيقي دولي للسياحة في تلك الدول.

يمكن رفع مستوى السياحة الخارجية لو كان هناك تفهم حقيقي لحاجاتنا، والطلب من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التطرف أن تقوم بالدعم عبر الترويج للأردن بلداً مستقراً يحتشد بالأماكن السياحية الترفيهية والتاريخية والدينية. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

مارس 09 2015

المطلوب… مجلس مركزي فلسطيني شجاع

موقع دوت مصر

بقلم داود كُتّاب

بينما يجتمع المجلس المركزي الفلسطيني  في المقر في رام الله، سيتم مناقشة قضيتين رئيسيتين تتعلقان بالاستراتيجية الوطنية الفلسطينية. أولاً سيحتاج المجلس إلى اتخاذ قرار حول كيفية التعامل مع اقتراب موعد  الأول من شهر نيسان/إبريل وهو التاريخ الذي ستصبح فيه فلسطين عضواً قانونياً في المحكمة الجنائية الدولية.  وثانياً، يجب على اجتماع القيادة الفلسطينية أن يقرر مستقبل التنسيق الأمني مع إسرائيل واستجابتها لذلك.

دعا سليم الزنون، الناطق باسم المجلس الوطني الفلسطيني وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع الذي سيعقد في مقر الرئاسة في رام الله لمناقشة مستقبل النضال الوطني الفلسطيني. تم منع عشرة من أعضاء مجلس منظمة التحرير الفلسطينية ذي ال 124 عضواً والذين يقيمون في قطاع غزة من حضور المؤتمر. لم تعط لهم تصاريح للسفر عبر معبر إيريز في حين تم إغلاق معبر رفح لمدة أشهر.

في معالجة مسألة الإنضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن المجلس الفلسطيني سيعطي بالتأكيد الضوء الأخضر للقيادة في رام الله لمتابعة موضوع اتهامات جرائم الحرب ضد إسرائيل. والفلسطينيون يُعِدون ملفاً مفصلاً حول جرائم إسرائيل في الحرب في غزة خلال الهجوم الذي حدث في الصيف الماضي.  ومع ذلك، فإن خبراء قانونيين يشعرون أن فلسطين سيكون لها قضية أسهل بكثير لمقاضاة إسرائيل في ما يتعلق بالمستوطنات المستمرة وغير المشروعة.

لإثبات جريمة من جرائم الحرب فإن على الفلسطينيين أن يظهروا ليس فقط الالتزام الفعلي في جريمة محددة واضحة المعالم فحسب، بل أيضاً يجب أن يظهروا أن الجهة المخالفة لم تفعل شيئاً أو فعلت القليل جداً في التحقيق فيها. ورغم أن إسرائيل نادراً ما حمّلت جنودها وضباطها المسؤولية عن جرائم الحرب، إلا أنها كانت دائماً تخلق المظهر ليبدو التحقيق تحقيقاً حقيقياً وبالتالي كانت تضعف إمكانية أن تبدو مذنبة بشكل واضح. ومع ذلك، حكمت محكمة العدل الدولية في عام 2007 بأن المستوطنات غير قانونية وتشكل انتهاكاً للقانون الإنساني، وقضية استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب هي أكثر وضوحاً. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

فبراير 22 2015

حكومةٌ تصادر حرية الإختيار

نشرت بواسطة تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

بقلم داود كُتّاب *

لا شك أن للسلطة التنفيذية، في كلّ الدول، دورها المهم في تسيير الأمور واتخاذ قرارات تؤثر على جمهور عريض من الناس، ومن المؤكد أنّ هذه القرارات لن تسر الجميع، لذا فإن امتياز إصدارها يجب أن يُتخذ بحذرٍ شديدٍ، وبأعلى درجات التنسيق مع ممثلي الشعب والفئات ذات الصلة في محاولة دائمة إلى تحقيق توازن يحفظ توفير خيارات متعددة للمواطنين بعد تحذيرهم.

أعلن رئيس الوزراء، الأربعاء الماضي، عن تبكير نهاية الدوام الرسمي للمؤسسات الرسمية إلى الساعة الثانية عشرة، ووفق تعميمٍ سابقٍ جرى التأكيد أن القطاع الخاص ملزم بتنفيذ القرار الحكومي، وعليه تعويض العاملين لديه ممن تتطلب طبيعة عملهم دوام أيام العطلة بأن يُدفع إليهم بدل عمل إضافي.

قرارات الحكومة سارية المفعول على القطاع الخاص لم تتخذ بالتنسيق مع ممثليه من غرف تجارية ونقابات واتحادات وغيرها، رغم أن ما يصدر عن “الدوار الرابع” من المفترض أن يُطبّق حرفياً عليها من دون استثناء.

قد يكون القرار الرسمي سليماً، غير أن المشكلة تكمن في العقلية التي لا تزال تعتقد بأن الحكومة تعلم، وحدها، مصلحة المواطن ولا تترك له حق الاختيار، وحتى الحق في أن يخطئ أحياناً، وهو تعبير عن نظامٍ مستبدٍ يتحكم في مناحي الحياة كافةً. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

فبراير 19 2015

مكافحة العنصرية تساهم في وضع حد للإحتلال

بقلم داود كُتّاب

طوال سنوات، ظلّ حزب “هادش” اليهوديّ العربيّ، الذي يعني اسمه الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، جزءاً صغيراً لكن دائماً من البرلمان الإسرائيليّ.  وقد فاز عادةً بأربعة إلى خمسة مقاعد من أصل 120 مقعداً في الكنيست، مؤمّناً بالتالي غطاء للمزاعم الديمقراطيّة الإسرائيليّة من دون التمكّن من التأثير على السياسات الداخليّة أو الخارجيّة.  وفي العام 2013، فاز الحزب بأربعة مقاعد.  ومن المتوقّع أن تتغيّر هذه “المشكلة” في الإنتخابات المقبلة نتيجة محاولات اليمين الإسرائيليّ لإبقاء العرب الفلسطينيّين خارج البرلمان.

 ويقول أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة لجميع الأحزاب العربيّة في إسرائيل، لـ “المونيتور” إنّ مزيج السياسات العنصريّة وتغيير القانون الإنتخابيّ ساهم في إنتاج هذه القائمة غير المسبوقة.  وتمّ إنشاء هذا الإتّحاد بسبب “رفع العتبة، Ùˆ[نتيجة] تفاقم السياسات والممارسات العنصريّة، الذي برز في القوانين العنصريّة بالإضافة إلى الإعتداء غير المسبوق على غزّة في صيف 2014”.

ومع أنّ عودة ليس واثقاً من أنّ اتّحاد قوى الديمقراطيّة والسلام في إسرائيل سينجح في الإطاحة بحكومة بنيامين نتيناهو اليمينيّة، إلا أنّه يشير إلى أنّ “هذا الإختبار الجديد لا يزال في مراحله الأولى”. لكنّ هذا المحامي البالغ من العمر 40 عاماً والمولود في حيفا يأمل أن “تنجح هذه التجربة وتستمرّ بسبب إمكانيّة إخراج اليمين من السلطة”.

ومع أنّ رئيس القائمة المشتركة يركّز على هدف الإطاحة بالحكومة اليمينيّة الحاكمة في إسرائيل، إلا أنّه ليس متحمّساً جداً للخيارات البديلة عن نتنياهو. ويقول لـ “المونيتور”: “تشكّل معركتنا ضدّ الإحتلال والعنصريّة والتمييز بديلاً ديمقراطيّاً في مواجهة “المعسكر القوميّ” بقيادة نتنياهو Ùˆ”المعسكر الصهيونيّ” بقيادة هرتسوغ وليفني”.

ويأمل عودة أنّ تنجح جهودهم، إلى جانب جهود القوى الديمقراطيّة الأخرى في إسرائيل، على الأقلّ في إبطاء أو وقف ما يسمّيه “التدهور باتّجاه الفاشيّة”ØŒ الذي يعتبره نتيجة للإحتلال.

ويقول إنّ “إنهاء الاحتلال وإحلال جوّ من السلام هما الخطوة الأولى لإنهاء التمييز العنصريّ ضدّ المواطنين العرب كأقليّة وطنيّة”.

ويدرك أيمن عودة التحدّيات المقبلة، لكنّه صبّ اهتمامه على الحاجة إلى تشجيع العرب على المشاركة في الإنتخابات التي لن تشهد أيّة منافسة بين الأحزاب العربيّة.  وهو يأمل زيادة مشاركة المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل من 56% [في الجولة الأخيرة من انتخابات 2013] إلى 65 أو حتّى 70% في الجولة الحاليّة”.

في ما يلي نصّ المقابلة بالكامل: إقرأ المزيد »

لا تعليقات

فبراير 15 2015

منهاج أديان لجميع الأردنيين

نشرت بواسطة تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

بقلم داود كُتّاب *

نواجه أزمةً فكريةً لدى الشباب العرب، العنصر الأكثر عدداً في المجتمع. ومن البديهي أن الشباب عبر التاريخ والحضارات هم الجيل المنشغل بالبحث عن هويته وموضعه في هذا الكون.

من أكثر التوجهات الأكثر شيوعاً في عالمنا العربي هو التوجه نحو العوالم الروحانية والتدين. ويُحَمِّل كثيرون –وبحق- مسؤوليةً كبيرة على جهازنا التربوي لفشله في ملء الفراغ النفسي والروحاني الذي يحتاجه أطفالنا وشبابنا وهم يمرون في فترة البحث والتساؤلات عن الحياة والمستقبل.

في مجال الروحانيات، وهو عنوان أوسع بكثير من الدين، نرى أن ما يُقدّم لشبابنا محصور في أفكار ومعلومات من خلال مساقات يتم تدريسها من قبل أشخاص غير مؤهلين، غالباً، وتتضمن مواد تعليمية جامدة وغير قابلة للنقاش.

تُفرض حصة الدين من الصف الأول وصولاً إلى التوجيهي، ويُجبر كل طالب على تلقي معلومات تأتيه باتجاهٍ واحدٍ ومن دون إتاحة فرصة معقولة للنقاش وتبادل الأفكار، وللأسف يفرز الطلبة خلال حصة الدين، المسلمين عن زملائهم المسيحيين، الذين يجري تلقينهم، كذلك، دروساً دينية باتجاه واحد من دون توفير فرصة للنقاش وتبادل الآراء. إقرأ المزيد »

لا تعليقات

« السابق - التالي »