أبريل 28 2011
من يراقب المراقب؟
من المعرو٠أن مهام المجالس التشريعية عالميا تنØصر ÙÙŠ موضوعي التشريع ورقابة السلطة التنÙيذية. ولكن يبقى السؤال الأهم: من يراقب هؤلاء النواب ØŸ والجواب التقليدي لهذا السؤال هو المواطن، ÙÙÙŠ الديمقراطيات الناجØØ© يقوم المواطن ومن خلال صندوق الاقتراع بعملية استمرار أو “طرد†النائب بناء على أدائه. ولكن هل تنطبق هذه الآلية على مجالسنا البرلمانية ÙÙŠ الأردن؟ إن أداء ممثلي الوطن تØت قبة البرلمان أمر مهم لو استطاع المواطن معرÙØ© ما يجري. ÙÙÙŠ غياب البث التلÙزيوني والإذاعي الكامل غير المجتزأ لما يجري ÙÙŠ مجلس الأمة ÙˆÙÙŠ الصراع القائم بين البرلمان والصØاÙØ© Øول Øجم ونوع التغطية الإعلامية لهم، يبقى من الصعب على المواطن أن ÙŠØدد مدى نجاعة من يقوم بتمثيله ÙÙŠ أعلى سلطة تشريعية ورقابية ÙÙŠ الوطن. هذه الدائرة الÙارغة يمكن أن يتم ملؤها من خلال متابعة Øثيثة للمجتمع المدني والإعلام. ولكن وبالرغم من أن جلسات مجلس الأمة Ù…ÙتوØØ© للجمهور Ùإن القليل جدا من المواطنين يبادرون Ù„Øضور جلسات مجلس النواب. ويشمل الغياب هذا المتخصصين ÙÙŠ شؤون العمل الØزبي والسياسي إضاÙØ© إلى ممثلي عن المجتمع المدني. وهناك استثناءات بطبيعة الØال، ولكن غالبية الجلسات تتم بØضور يمكن عده على أصابع اليد. لقد نجØت بعض المؤسسات  بكسر هذا الصمت، Ùقد تم خلال المجلس الØالي بث جلساته على الهواء مباشرة عبر راديو البلد، ولكن ذلك البث تم بصورة Ùيها نوع من التØايل Øيث يتم إعادة بث لما يتم نقله عبر موقع “جوردن ديز†الإليكتروني. كما أن عددا من الصØÙيين التابعين لمؤسسات إعلامية مستقلة رÙعوا بلا شك سق٠ما يتم نشره رغم أن الطابع العام للعمل الإعلامي التشريعي لا يزال ÙÙŠ أسÙÙ„ أولويات أصØاب القرار ÙÙŠ الدولة الأردنية. شبه الانغلاق الإعلامي هذا تم اختراقه خلال الأسبوع الØالي بنشر المرصد البرلماني ÙÙŠ موقع “عمان نت†لدراسة متكاملة عن أداء المجلس السادس عشر لآخر 29 جلسة خلال 3 أشهر من عمر دورته العادية الأولى، وقد ÙˆÙر الزميل Øمزة السعود ÙÙŠ دراسته المستÙيضة وعلى الموقع الاليكتروني كنزا من المعلومات المتعلقة بØضور وغياب النواب ومداخلاتهم تØت القبة وتقييم تلك المداخلات. وقد Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø²Ù…ÙŠÙ„ السعود بتوÙير قاعدة معلومات متكاملة عن 119 نائبا ÙÙŠ مجلس النواب توثق كاÙØ© نشاطاتهم البرلمانية تØت القبة. ورغم أنها المرة الثانية التي يتم Ùيها رصد Øضور وغياب وعدد مداخلات النواب، إلا أن الدراسة الØالية توÙر إضاÙØ© نوعية لمساعدة المواطن بتقييم نائبه ÙÙŠ البرلمان. Ùقد تم خلال الدورة الØالية رصد نوعية وليس Ùقط عدد مداخلات النواب. وقد ابتكر الزميل Øمزة السعود طريقة مهنية ومØايدة لذلك، Øيث رصد تقييم عدد من مندوبي الصØ٠اليومية لأداء النواب أولا بأول، وتم ابتكار نموذج تقييم يعتمد ثلاثة معايير: الأصالة، والتأثير، والأهمية، وقد أعطيت النماذج للصØÙيين بصورة دورية بØيث اختل٠المقيم من جلسة إلى أخرى، كما وقد Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ù…Ø±ØµØ¯ البرلماني ÙÙŠ التخÙي٠من Øدة انتقادات النواب للنتائج من خلال توÙير الدراسة بأكملها لأمانة المجلس العامة قبل نشرها إعلاميا بأربع وعشرين ساعة. ورغم شهادة العديد من المراقبين من صØÙيين وممثلي المجتمع المدني لأهمية وموضوعية الدراسة إلا أن عدم القبول ساد أوساط عدد من النواب، وتØديدا السيدات منهم، والذين اتصلوا بمعد الدراسة Ù…Øاولين الضغط عليه لتعديل النتائج أو سØب أسماء النواب الذين لم يبلوا بلاء Øسنا. وكانت غالبية الانتقادات ÙˆÙØوى المكالمات عمومية ÙÙŠ طبيعتها ومشككة ÙÙŠ النتائج دون إعطاء انتقاد عيني. Ùمنهم من رÙض قبول عدد أيام الغياب ومنهم من كان مقتنعا بأن له/ها مداخلات أكثر مما تم رصده رغم ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø¯ بأنه لم يشمل المداخلات اللغوية أو نقاط النظام أو مداخلات رئيس لجنة عندما يداÙع Ùيها عن قرارات لجنته. إلا أن جل الانتقادات ÙÙŠ Øقيقتها جاءت ÙÙŠ مجال المقارنة. Ùقد كان غضب النواب بتسجيل نائب آخر ÙÙŠ مرتبة أعلى منه أو منها. لم يكن وليس الهد٠من دراسة مرصد البرلمان إرضاء النواب بل إن هدÙها الرئيس هو توÙير معلومات Ù…Øايدة عن أداء نواب الوطن. ولا تكمن أهمية الدراسة ÙÙŠ الوقت الØالي ولكن أهميتها ستكون كبيرة عند انعقاد انتخابات جديدة وإذا ما Øاول بعض النواب الØاليين Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø Ù…Ø±Ø© أخرى. Ùالمواطن الناخب سيستطيع من الآن Ùصاعدا وبكبسة زر على موقع parliamentjo.net معرÙØ© تØركات وأداء نائبه، والمتأمل بعد توÙر تلك المعلومة أن يستطيع المواطن مواجهه نائبه وثم مكاÙئة أو معاقبة ذلك النائب. وعلى سبيل المثال، لن يستطيع نائب ما الادعاء بأنه عارض رÙع الأسعار ÙÙŠ Øين أن سجله على المرصد البرلماني خال من المداخلات ÙÙŠ الجلسة التي تم Ùيها مناقشة رÙع الأسعار. كما سيكون من الصعب ادعاء نائب ما أنة سيكون ممثلا Øقيقيا للمواطن ÙÙŠ البرلمان إذا ما كان قد غاب مثلا عن ثلث أو ربع جلسات البرلمان Øسب الدراسة. Ùالنائب الآن أمام راصد يتابع تØركه موثقا ما يتم وموÙرا للناخب كل ما ÙŠØتاج لكي يكون صوته ÙÙŠ الانتخابات القادمة مبنيا على الØقائق وليس على الكلام المعسول أو إرضاء لجهة عشائرية وجهوية. *الكاتب مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي وهي مؤسسة غير ربØية تدير راديو البلد وموقع “عمان نتâ€. للاطلاع على دراسة أداء المجلس من خلال: المرصد البرلماني |
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .