ديسمبر 21 2011
على Ùلسطين الانتظار سنة أخرى
بقلم داود كتاب *
لدى القادة المØليين والأجانب عادةٌ هي أن يخلقوا توقعات لشعوبهم، بخاصة للÙئات التي تعاني الظلم. ولأنهم لا يريدون أن ÙŠØدّوا أنÙسهم بأيام أو أشهر معينة، Ùإنهم كثيراً ما يقولون عبارات مثل “نأمل أن تجرى الانتخابات ÙÙŠ شتاء عام كذا أو ÙÙŠ النص٠الأول من 2012″ØŒ وهكذا دواليك.
دولة Ùلسطين التي كانت تنتظر الØرية والتØرر من نير اØتلال استعماري عسكري ظالم، ربما لديها رقم قياسي عالمي من الوعود الÙاشلة. وعود بدأت منذ بداية القرن العشرين عندما وعد القادة البريطانيون القادة العرب بأن Ùلسطين ستكون Øرة ومستقلة (بينما كانوا ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه يعدون اليهود بوطن ÙÙŠ Ùلسطين).
سجلات القرن الماضي ÙˆØتى القرن الـ21 مملوءة بوعود للÙلسطينيين بالØرية والاستقلال. والوعد الأكثر Øداثة وغير المجدي والصارخ هو الذي ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ الرئيس باراك أوباما من على منبر الامم المتØدة. ÙÙŠ Øديثه ÙÙŠ اÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ±Ø© الشتوية للجمعية العامة ÙÙŠ أيلول (سبتمبر) 2010ØŒ قال الرئيس الأميركي: “عندما نأتي الى هنا العام المقبل، Ùإنه يمكن أن يكون لدينا اتÙاق من شأنه أن يؤدي إلى عضو جديد ÙÙŠ الأمم المتØدة – إلى دولة Ùلسطين مستقلة وذات سيادة، تعيش ÙÙŠ سلام مع اسرائيل”.
لم تكت٠إدارة أوباما بالانضمام إلى الØكومات السابقة ÙÙŠ تقديم وعود كاذبة لا تÙÙŠ بها ÙØسب، بل قامت الولايات المتØدة بØملة نشطة لضمان Ùشل قرار لمجلس الأمن ÙÙŠ الأمم المتØدة يتضمن الطلب ذاته. وقد شهد العام الماضي سنة أخرى Ùشل خلالها المجتمع الدولي ÙÙŠ إنهاء اØتلال عسكري كان قد رÙضه مجلس الأمن بالإجماع عام 1967.  نص القرار  242  لمجلس الأمن ÙÙŠ الأمم المتØدة ÙÙŠ مقدمته على “عدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق الØرب”.
وبينما نقترب من نهاية سنة Ùاشلة أخرى تتم المطالَبة الآن بجدول زمني آخر. Ùقد أعطت اللجنة الرباعية المكونة من الأمم المتØدة والولايات المتØدة وأوروبا وروسيا الÙلسطينيين والإسرائيليين الآن 90 يوماً ليقدموا بيانات خطية عن ماهية موقÙهم ÙÙŠ شأن الØدود والأمن.  تنتهي Ùترة الـ90 يوماً ÙÙŠ 26 كانون الثاني (يناير) 2012.  وقد قدم الآن الÙلسطينيون إجاباتهم وعلى إسرائيل أن تÙعل ذلك.
هد٠اللجنة الرباعية بسيط.  Ùهي تريد أن تلتزم إسرائيل خطياً ÙÙŠ رؤيتها Ù„Øدود الدولة الÙلسطينية المستقلة المجاورة التي يدعمها المجتمع الدولي.  Ùقد Ùشلت إدارة نتانياهو التي قبلت (بشرطين) ØÙ„ الدولتين ÙÙŠ الإجابة عن هذا السؤال خلال المÙاوضات الØاسمة التي Ø£Ùجريت وجهاً لوجه ÙÙŠ شتاء 2010. وشروط نتانياهو تنص على أن تكون الدولة الÙلسطينية منزوعة Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ£Ù† يعتر٠الÙلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية لا ينبغي أن تمنع الإسرائيليين من ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…Ø§Ù‡ÙŠØ© رؤيتهم Ù„Øدود الدولة الÙلسطينية وكيÙية تنظيم الأمن الإسرائيلي.  وليس الطلب من إسرائيل أن تقدم رؤيتها ÙÙŠ شأن الØدود (كما ÙÙŠ أواخر 2010) إلا تطويقاً لعائق الاستيطان الإسرائيلي.
إذا أوضØت دولة إسرائيل تماماً أين ترى Øدود الدولة الÙلسطينية المستقبلية، Ùإنه سيكون من الصعب معرÙØ© لماذا تقوم بتسوية أو بمصادرة أية أرض على الأقل ÙÙŠ تلك المناطق المخصصة (Øتى من وجهة نظر إسرائيلية) للدولة الÙلسطينية.
وبالطبع، ليس من المعتاد أن تقدم إسرائيل أية خريطة. Ùخلال المÙاوضات التي امتدت على مدى 20 عاماً لم يقدم الإسرائيليون إلى نظرائهم الÙلسطينيين خريطة واØدة أو قطعة من الورق تØدد المكان الذي يرون Ùيه أين ستكون الدولة الÙلسطينية. رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، كان الأقرب ÙÙŠ هذا الشأن عندما Ø³Ù…Ø Ù„Ù†Ø¸ÙŠØ±Ù‡ Ù…Øمود عباس أن يرى الورقة ولكن من دون أن ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بأن يأخذها أو ينسخها.
ÙˆÙÙŠ Øين أن من غير Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† يرى يوم 26 كانون الثاني أي اختراق، Ùإنه سيتم تعميم موعد آخر ÙÙŠ 2012ØŒ هو أيضاً من وجهة النظر الÙلسطينية بالأهمية ذاتها.  لقد أعلن الرئيس Ù…Øمود عباس أن يوم 4 أيار (مايو) سيشهد انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ÙÙŠ الضÙØ© الغربية وقطاع غزة تشارك Ùيها كل الأطرا٠بما Ùيها Øماس ÙˆÙصائل منظمة التØرير الÙلسطينية.
وإضاÙØ© إلى الاتÙاق على موعد الانتخابات الموØدة، ÙŠÙقال إن Øماس ÙˆÙØªØ Ø³ØªØ³ØªØ®Ø¯Ù…Ø§Ù† المقاومة الشعبية (عكس المقاومة المسلØØ©) كوسيلة لتØقيق استقلال Ùلسطين.  وقد ذكرت بعض التقارير الصØاÙية أيضاً أن Øماس مستعدة أن تراجع موقÙها ÙÙŠ شأن الاعترا٠بإسرائيل. ويرى الÙلسطينيون يوم 4 أيار وهذه التÙاهمات أهداÙاً مرØلية أكثر أهمية، لأنه إذا نجØت الانتخابات بتوØيد الÙلسطينيين، Ùإن هذا سيعطيهم الØÙ‚ بتوØيد الÙلسطينيين ÙÙŠ Øملة منسقة غير عنيÙØ© لإنهاء هذا الاØتلال الظالم Ù„Ùلسطين الذي دام 44 عاماً.
* كاتب وصØÙÙŠ Ùلسطيني
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .