مايو 01 2012
القدس الشري٠يرØب بكم
* بقلم داود كتاب
طال انتظار دعوة الرئيس الÙلسطيني العرب والمسلمين لزيارة القدس، لكنْ من الأÙضل أن تأتي متأخرة من ألا تأتي أبداً. Ùسكان القدس الÙلسطينيون البالغون 300 أل٠شخص ÙÙŠ Øاجة ماسة إلى هذه الزيارة التي تأتي ÙÙŠ وقت ÙÙصلوا Ùيه بالقوة عن Ù…Øيطهم الطبيعي.
امتنع العرب والمسلمون لسنوات عن زيارة القدس والأراضي الÙلسطينية الأخرى لأسباب متنوعة. معظمهم ليست لديهم Ùرصة للذهاب Øتى لو أرادوا ذلك. ولم تكن لأية دولة عربية باستثناء مصر والأردن (وهذه الأخيرة منذ 1994 Ùقط) علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. سكان الدول غير العربية ذات الكثاÙØ© السكانية الكبيرة من المسلمين يمكنهم أن يقوموا بمثل هذه الزيارة، وقد قام بها بعضهم ÙÙŠ العقود الماضية ÙˆÙÙŠ الأغلب خلال رØلات سياØية. رأيت مسلمين من أندونيسيا وسريلانكا والهند وجنوب Ø£Ùريقيا وبنغلاديش بين زوار آخرين يعبرون عبر جسر الملك Øسين. البعض ممن يستطيع الزيارة رÙض ذلك معتبراً أن من الصعب عليه عاطÙياً رؤية المدينة المقدسة تØت Øكم عسكري أجنبي.
لقد شارك بعض القادة الدينيين أيضاً ÙÙŠ مقاطعة القدس ولكن لأسباب مختلÙØ©. أمر البابا شنودة الأقباط المصريين بعدم زيارتها بسبب القرار الأØادي الجانب (قبل عملية السلام مع مصر) بإعطاء Ù…ÙØ§ØªÙŠØ Ø¯ÙŠØ± بالقرب من كنيسة القيامة إلى مناÙسيهم الأثيوبيين (كانوا ÙÙŠ ذلك الوقت ØÙ„Ùاء لإسرائيل). كما أصدر العلاّمة الاسلامي يوس٠القرضاوي Ùتوى ضد الزيارات إلى القدس، لم ÙŠÙطعن Ùيها إلا منذ وقت قريب Øيث طالب أخيراً وزير الأوقا٠الÙلسطيني القرضاوي بالتراجع عنها.
دعا بعض الناس علناً وهم ذوو الخطابات البليغة، الى المقاطعة، مدّعين أن هذه الزيارة إنما تشجع الإسرائيليين على الاستمرار ÙÙŠ اØتلالهم، وتبين أن الاØتلال وضم القدس أمران طبيعيان. هؤلاء الخطباء، الذين يعارضون التطبيع، كانوا ÙÙŠ بعض الأØيان ÙŠÙرهبون ويعاقبون سياسياً كل من يتعارض مع وجهة نظرهم. وقد اعتمدت النقابات المهنية ÙÙŠ الأردن ومصر علانية هذه المواق٠على رغم أنه خلال المناقشات مع الكثير منهم كانوا يظهرون أنهم يتÙهمون وجود Ùرق بين مظاهر التضامن والزيارات التي تضÙÙŠ الشرعية على الاØتلال.
موق٠الرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس الذي يدعو الجميع إلى إظهار التضامن مع القدس من خلال القدوم إليها ليس جديداً، على رغم أنه لم يعبّر عنه بهذا Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ Ø³Ø§Ø¨Ù‚Ø§Ù‹ وأمام منبر مهم كجامعة الدول العربية. Ùغالباً ما عبّر المرØوم Ùيصل الØسيني عن مثل هذا الطلب، وكثيراً ما كرر أن ليس من العدل أن ÙŠÙساوى الضØية بالمعتدي. كانت Øجته أنه من خلال مقاطعة القدس، Ùإن هؤلاء الأشخاص يسببون الأذى لزملائهم الÙلسطينيين، الذين ÙŠÙÙترض انهم يدعمونهم، وليس لإسرائيل التي لا تهتم Øقاً بما إذا كان أناس من الدول العربية يأتون أم لا.
قبل عام، قدم الرئيس ابو مازن دعوة مماثلة متØدثاً إلى تلÙزيون دبي. ومنذ ذلك الØين، Ùإن هذا الموق٠غير المنطقي بمقاطعة الÙلسطينيين ÙÙŠ شكل غير مباشر قد خالÙته الÙرق الرياضية، ومعظمها من دول الخليج، التي زارت Ùلسطين بناء على دعوة من الاتØاد الرياضي الÙلسطيني ÙˆØ¨ØªØµØ§Ø±ÙŠØ Øصلوا عليها عبر السلطة الÙلسطينية. الدعوة التي أعلنها عباس أخيراً تأخذ هذه المسألة خطوة أخرى إلى الأمام. وأØد الأسباب التي جعلت الÙرق الرياضية تنجو من عواقب الزيارة أنهم دخلوا Ùلسطين باستخدام ØªØµØ§Ø±ÙŠØ ØµØ§Ø¯Ø±Ø© عن السلطة الÙلسطينية. ولكن كل من يريد زيارة القدس اليوم عليه أن يعبر الجدار ذا الثمانية أمتار من الارتÙاع، وعشرات من نقاط التÙتيش، وهذا يتطلب مواÙقة إسرائيلية.
مواطنو بعض الدول المعادية لإسرائيل كسورية وإيران غير قادرين على القدوم Øتى اذا كانوا يريدون ذلك. ولكن يمكن سكان بقية العالم، بما Ùيها منطقة الخليج والدول الآسيوية، أن يأتوا من خلال الØصول على تأشيرة من سÙارة إسرائيلية أو واØدة من الدول الØليÙØ© لإسرائيل التي كلÙت القيام بتلك المهمات.
قد يعترض البعض قائلين إنه لا يمكنهم أن يقبلوا بأن تكون التأشيرة الإسرائيلية على جواز سÙرهم لأنهم يساÙرون الى دول مثل سورية ولبنان (على رغم أن بعض البلدان ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Øصول على جواز سÙر ثان وهذا أمر ممكن). كذلك وعلى رغم أن هذا غير مضمون، يمكن الطلب أن يتم ختم التأشيرة الإسرائيلية على وثيقة خارجية وليس على جواز السÙر.
ومع ذلك، Ùإن القضية الأساسية تبقى أن إسرائيل تضيّق الخناق المادي والسياسي على سكان القدس الÙلسطينيين وعلى الأماكن المقدسة، Ùهناك Øاجة للمساعدة من الشعوب والقوى الخارجية لرÙع المعنويات للمقدسيين المرابطين والصامدين ÙÙŠ القدس.
زيارات القدس تخلق تعاطÙاً سياسياً أقوى من أي أمر آخر Øيث لا توجد وسيلة أقوى من الزيارة لخلق تعاط٠وتضامن، هذا Ùيما لم تتوق٠إسرائيل ولا مؤيدوها يوماً واØداً عن زياراتهم التضامنية للقدس وإسرائيل.
لقد Øان الوقت بالنسبة الى أولئك الذين يؤمنون بالعدالة للÙلسطينيين والذين يرغبون ÙÙŠ أن يروا المدينة المقدسة مدينة متعددة الأعراق والأديان ونابضة بالØياة، أن ينظموا زيارات لها. أما الÙئات السياسية والاجتماعية والدينية المØلية الÙلسطينية Ùستكون سعيدة جداً لدعوة الأصدقاء والمؤيدين واستضاÙتهم، ولتقودهم ÙÙŠ جولات ÙÙŠ المدينة وتزودهم بالمعلومات المستجدة Øول ما يجرى ÙÙŠ القدس من Ù…Øاولات تهويد وطمس لطابعها العربي والإسلامي. وأهمية القدس أكبر من Øصرها بسكانها أو بالشعب الÙلسطيني، لأنها عالمية. ويبقى أن على المسلمين والمسيØيين وأتباع جميع الأديان والأعراق أن يستجيبوا الدعوة الÙلسطينية الصادرة من أعلى مسؤول سياسي ويدعموا المدينة المØاصرة وسكانها الÙلسطينيين.
*  صØاÙÙŠ Ùلسطيني
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .