أغسطس 29 2012
معضلة واسمها القدس .. هناك من يريد أن تبقى كذلك
بقلم:  داود كتاب*
 عدت هذا الأسبوع لمساعدة ابني بشارة بإطÙاء Øرائق أقامها بعض المØترÙين والمزاودين بالتهجم دون أبسط قواعد البØØ« والاستقصاء وسهولة إطلاق الاتهامات دون الØد الأدني من الاØترام والاخلاق. وخرجت بالعديد من الاستنتاجات Øول بعض الأمراض التي تضرب ÙÙŠ الجسم الÙلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص.
 الموضوع المسبب لكل هذه الضجة Ùيلم دولي مدة عرضه 24 ساعة عن مدينة القدس يوÙر Ùرصة Ùريدة لعرض قصص Øياتية عن معانة وألم المقدسيين ÙˆÙÙŠ أهم Ù…Øطات التلÙزة العالمية.
وتتمثل Ùكرة المشروع بتصوير يوميات سكان القدس ÙÙŠ يوم Ù…Øدد وعرضها دون “رتوش†تذكر أو تدخل مقص الرقيب أو المخرج.
القدس طبعاً مدينة معقدة وربما هذا سبب اختيارها من قبل المنتج الألماني صاØب Ùكرة برلين 24 والتي عكست Øياة أشخاص من خلÙيات مختلÙØ© بصورة إنسانية.  Ùكل مدينة كبيرة لها عقد ولكن القدس قد تكون أكثرها عقداً.
Ùهناك الÙلسطيني وهناك الإسرائيلي وهناك الأجنبي وهناك رجال الدين وإلى ذلك من كشكول يصعب تÙصيله.
الشركة الÙلسطينية التي تم التوجه لها يديرها ابني الذي رجع بعد التخرج من الولايات المتØدة متØمساً لعمل شي إعلامي للقضية الÙلسطينية يعكس المأساة الإنسانية والتطلاعات الوطنية لشعبنا.
تم وضع شروط للمشاركة الÙلسطينية ÙÙŠ الÙيلم منها التعاقد المباشر بين الجانب الألماني والجانب الÙلسطيني وتخصص أي تمويل بأن يأتي للإنتاج الÙلسطيني Ùقط من الجانب الأوروبي، كما وتم الاتÙاق على Øرية المخرجين والمنتجين الÙلسطينيين باختيار المشاركين ÙÙŠ الÙيلم واستمرار المشاركة الÙلسطينية ÙÙŠ كاÙØ© مراØÙ„ التصوير والمونتاج لضمان أصالة الصوت الÙلسطيني.
 وتم التواصل مع كاÙØ© الجهات الوطنية والإسلامية ÙÙŠ القدس ورام الله، كما تم تشكيل الÙرق التقنية وتم التعاقد مع المخرجين وكان واضØاً للمخرجين أن التعاقد يتم مع شركة Ùلسطينية Ùقط لمنتج طويل ومعقد عن كل ما يجري ÙÙŠ القدس وسيبث على مدى 24 ساعة.
 وكما أسلÙنا، لا يستطيع أي إنسان أن يتجاهل وجود الجانب الإسرائيلي، ومن المعرو٠أن الموق٠الرسمي الÙلسطيني هو ضرورة قيام عاصمة الدولة الÙلسطينية ÙÙŠ القدس الشرقية مما يعني أنه لا توجد Ù…Øاولة إلغاء الطر٠الآخر.  Ùالمهم هو عدم إلغاء الطر٠الÙلسطيني.
قام المنتجون والمخرجون والباØثون- كما علمت- بالتنقيب عن الØالات الإنسانية والقصص القوية التي تعكس الرواية الÙلسطينية المقدسية الأصيلة.  وتم التعر٠على العديد من القصص التي تØرك المشاعر وتعكس المأساة.
Ùمنها العائلة التي انقسم بيتها بسبب الجدار، ومنها الشباب ÙÙŠ سلوان الذين يناضلون ضد الاستيطان الهمجي، ومنها قصص Ù…Øامين يناضلون للØÙاظ على هويات المقدسيين، ومنها صاØب دكان ÙÙŠ مخيم شعÙاط المنكوب، ومنها قصص مبعدي Øركة Øماس ÙÙŠ منطقة ÙƒÙر عقب، ومنها صاØب سيارة إسعا٠يعاني يومياً على Ù†Ùاط التÙتيش… تعر٠عليها المخرجون وتØمسوا لعرض تلك القصص أمام الرأي العام العالمي.
 ولكن المزاودين تدخلوا بأسلوبهم الهمجي، Ùبدأت Øملات التشكيك وتزوير المعلومات، وظهر ذلك على موقع مناهضة التطبيع.  Ùالتعاقد الÙلسطيني الألماني Ø£ØµØ¨Ø ØªØ¹Ø§ÙˆÙ†Ø§Ù‹ إسرائيلياً Ùلسطينياً، وتمويل الجانب الÙلسطيني من الÙيلم من قناة آرتي الألمانية وغيرها من المØطات الأوروبية Ø£ØµØ¨Ø ØªÙ…ÙˆÙŠÙ„Ø§ من صندوق القدس الإسرائيلي.  كل ذلك بهد٠تدمير مشروع وطني يهد٠إلى نقل صورة أهلنا ÙÙŠ القدس إلى العالم.
 لم يتصل أي انسان مع شركة “كتاب للإنتاج” لمعرÙØ© الØقيقة، بل تم إصدار بيان بأسلوب رسالة Ù…ÙتوØØ© قام ناشروها بتوزيع التهم Ùيها وعلى الطر٠الآخر الرد بعد أن عينت جهة غير منتخبة ودون أية مرجعية معقولة بوضع أنÙسهم ÙÙŠ مقر القاضي والجلاد.
 وتبع ذلك Øالة هستيرية من التهديد لكل من له علاقة بالمشروع، وكأن وق٠التصوير سيعيد لنا القدس. وقد تمت Ù…Øاولة لدخول الموقع  المذكور لمØاورة كاتبي البيان بعقلانية، ورغم وجود بعض أسماء الشخصيات الÙلسطينية المعروÙØ© (والتي لم تعر٠عن البيان) إلا أن الموقع لم يضع اسم كاتب البيان أو المسؤول عن تلك الØملة أو عنوان أو هات٠متبنيه، كما لم تتم الإجابة عبر البريد الالكتروني الموجود ÙÙŠ البيان عن التساؤلات.
 تواصلنا مع وزارة الإعلام ونقابة الصØÙيين والمؤتمر الشعبي للقدس وشخصيات وطنية وممثلي المنظمة وتنظيم ÙØªØ ÙˆØºÙŠØ±Ù‡Ù… وكلهم يقولون Ù†Ùس الشي:  مشروعكم ممتاز ومهم وضروري  ونØÙ† بØاجة ماسة إليه… وعند الدخول ÙÙŠ التÙاصيل يقولون لك ونØÙ† لا نعر٠ما هو التعري٠الØقيÙÙŠ لـ “التطبيع”ØŒ والخلاصة أن عليك قلع “شوكك بيدك”.
 البعض Øاول تقديم اقتراØات من قبيل: لماذا لا يتم إنتاج Ùيلم عن القدس الشرقية Ùقط؟ وهذا ممكن، ولكن Ù…Øطات التلÙزة كما هو الإعلام يبØØ« عن التناقض ويريدون أن يروا شطري القدس ÙÙŠ آن واØد. والغريب ÙÙŠ هذه الØالة بالذات أن التناقض بين القدس الغربية والشرقية ÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø£Ø³Ø§Ø© ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ø® والتمييز والاØتلال والضم. Ùالمدخل للرأي العام الدولي لا يأتي بأن Ù†Ùرض Ùقط روايتنا ونتوقع من الآخرين قبولها كما هي.  Ùقوتنا ÙÙŠ عدالة قضيتنا ويجب أن لا نتراجع عندما يتم عرض قصة الآخر.
مؤيدو ما يسمى بØركة مناهضة التطبيع لا يمثلون وجهة نظر أو اجتهاد.  ÙموقÙهم هو “Ùرمان” وعلى الجميع الإذعان Øتى ولو بالقوة لما قرروا هم بما هو ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ…Ù† هو طالØ.
Ùالسؤال لسلطتنا الوطنية هل توجد ÙÙŠ Ùلسطين سلطة أم سلطلتان؟  وهل ÙŠØÙ‚ لجهة غير منتخبة أن تبتز المواطنين وتÙرض أجندتها على الجميع؟  وهل هذه هي التعددية الÙلسطينية التي طالما تمنيناها؟
 أØد المخرجين الÙلسطينيين اتصل بوزارة الثقاÙØ© لسؤالهم عن موقÙهم Ùكان الرد من Ø¥Øدى الموظÙات أن الوزارة معارضة للÙيلم، وهذا غريب Ùقد تم التواصل مع رئيس الوزراء Øول الÙيلم Ù†Ùسه خلال شهر رمضان وتمت مناقشة مشاركة شخصية معينة Ùيه.  Ùهل Ùعلاً أن للسلطة موقÙاً أم أن هناك من يصنع المواق٠Øسب المزاج المختل٠يوميا؟
 ÙÙŠ نهاية المطا٠سيتم Øسم الموضوع باتجاه معين ومن الممكن أن يتم إلغاء مشروع له Ùائدة كبيرة لعرض مأساتنا. وسيتم التصÙيق من بعض الأطرا٠وسيØتÙÙ„ البعض لهذا الانتصار، ولكن السؤال الØقيقي يبقي: من هو المنتصر ومن هو الخاسر؟  قد يكون هناك شركات خاسرة وستبØØ« عن مشاريع أخرى رابØØ© ÙÙŠ مجال الترÙيه أو الموسيقى التجارية أو مسابقات رمضانية وغيرها.
 ولكن الخاسر الØقيقي هو تلك العائلة التي تم قطع بيتها من قبل الجدار، وذاك الناشط ÙÙŠ سلوان الذي كان يمكن أن يعبر عما يجري ÙÙŠ Øياته يومياً، وذلك المØامي الذي كان يمكن أن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù„Ù„Ø±Ø£ÙŠ العام الأجنبي عن قضية الهويات والتمييز المنظم من خلال قوانين عنصرية.
 نعم.. القدس معضلة صعبة ولكننا Ù†ØÙ† الذين نصعبها ونØÙ† الذين نستطيع أن Ù†Ùككها. كل من شارك ÙÙŠ عمليات الإرهاب الÙكري والترهيب للمخرجين، شريك ÙÙŠ إبقاء القدس كما هي ويجب أن لا ÙŠØ±ØªØ§Ø Ø¨Ø§Ù„ كل من شارك ÙÙŠ عملية التخريب المبرمجة هذه.
سأرجع بعد أيام إلى الأردن.. ولكنني سأبقى متألما لما Øدث ÙÙŠ القدس، ليس Ùقط مما  تقوم به إسرائيل Ùهي ÙÙŠ النهاية العدو والمغتصب، ولكن المأساة هي Ùينا ÙˆÙÙŠ عدم قدرتنا على التÙاهم والعمل المشترك لما هو ÙÙŠ المصلØØ© العامة ÙˆÙÙŠ خدمة شعبنا وقضيتنا.
*صØÙÙŠ Ùلسطيني من القدس
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .