أكتوبر 16 2012
تقدير الØكومة الاردنية الخاطئ Ø£Ùاد الإخوان
بقلم داود كتاب
لست من المعجبين ببرنامج جماعة الإخوان المسلمين ولا أرغب برؤيتهم ÙÙŠ موقع متقدم ÙÙŠ Øكم الأردن، إلا أنني مضطر لأقول إن المطبخ السياسي الØالي ساعد الإخوان من Øيث لا يدري.
قلت المطبخ السياسي لأنني كغيري من المتابعين للشأن الأردني غير متأكد من الجهة التي تق٠خل٠ما Øدث خلال الأسبوعين الماضيين ÙÙŠ Ù…Øاولة Ùاشلة لثني Øركة الإخوان عن الخروج ÙÙŠ مسيرتهم ‘جمعة إنقاذ الوطن’ØŒ Ùهل وراء هذا التØرك الØكومة برئاسة Ùايز الطراونة أم دائرة المخابرات العامة أم الديوان الملكي أم الجهات الثلاث معا؟
ما جرى ÙÙŠ الأسبوعين الماضيين وخاصة ÙÙŠ الأسبوع الماضي يعكس غياب التخطيط السليم من عمل غير مهني واستهتار ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø¹Ù‚Ù„ المواطن وقدرته/ها على الاستيعاب Ùهل أخذ القائمون على تلك الخطة إمكانية Ùشلها وهل تم Øساب الثمن السياسي لذلك الÙشل، أم كان هناك رÙض للتÙكير العلمي لتلك الإمكانيات؟.
لنستعرض بداية ما Øدث، لقد جرت Ù…Øاولة Ùجة لوق٠الإخوان المسلمين عن التظاهر رغم أن مسيرتهم كانت ‘Ùردية’ Øيث كانت الØركات المعارضة قد انسØبت أو رÙضت المشاركة، ولكن بدلا من ترك الإخوان لوØدهم تم التØريض ضدهم مما أدى ÙÙŠ نهاية المطا٠إلى تعزيز موقÙهم.
بدأ عملية التØشيد رئيس الوزراء Ùايز الطراونة بمقابلة مطولة على التلÙزيون الاردني وتبعته جهات Øكومية واصÙØ© تلك المظاهرة بالÙتنة. وتبع المواق٠الØكومية تØشيد عبر صØ٠رسمية، وغيرها من الإذاعات الØكومية وشبة الØكومية والموالية للØكومة ÙÙŠ Øملة تجييش لم يسبق لها مثيل. وقد شملت Øملة التجييش إلصاق مسمى ‘الزØ٠المقدس’ Ùˆ’معركة بدر’ وغيرها من المسميات على مسيرة الاخوان الذين Ù†Ùوها من خلال وسائل اعلام مستقلة.
ولا ننسى دور الØكومة المكشو٠ÙÙŠ الضغط غير المبرر على النواب لإصدار تعديل سيء على قانون المطبوعات والنشر يهد٠إلى ارهاب الإعلام الاليكتروني ولكنه أيضا سيÙشل ÙÙŠ وق٠التعبير عن الرأي عبر الانترنت ويضر بسمعة الأردن ÙÙŠ الخارج.
الطر٠الثالث الذي Ø³Ù…Ø Ù„Ù†Ùسه بأن يتم تسييره ÙÙŠ عملية أخذ مواق٠كانت دائرة الأمن العام Øيث بدأت تتسرب أخبار بأنها لن تØمي مسيرة الإخوان وكان ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت جرى تØريك جهات معينة بالدعوة لمظاهرة موالية ستعقد ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت ونÙس المكان. وبدا بأن هد٠التسريبات Øول عدم تدخل الأمن، بمثابة تخوي٠للمواطنين ÙÙŠ Ù…Øاولة يائسة لمنعهم من المشاركة.
موق٠الأمن العام الصامت والذي بدا سلبيا واستمر لمدة طويلة نسبيا كان مقلقا للكثيرين Ùمن المعرو٠أن الأمن العام (كما الØكومة) يجب أن يكون على مساÙØ© متساوية بين جميع الÙئات والأطراÙ. وقد دÙع استمرار صمت الأمن بالمعارض البارز ليث شبيلات لإصدار بيان شديد اللهجة انتقد ذلك الصمت مناشدا شخص المدير العام للأمن بعدم نسيان قسمه للسهر على أمن جميع المواطنين. وقد تبع ذلك بيان لرئاسة مجلس الأعيان ÙˆÙÙŠ نهاية الأمر اجتمع الأمن العام الاربعاء وأصدر قرارا تضمن خطة أمنية Ù„Øماية المتظاهرين وكأن ذلك ‘منة’ وليست Øقا.
ورغم ذلك التراجع ÙÙŠ الØشد الإعلامي والصمت الأمني إلا أن بعض الأطرا٠Øاولت الضغظ على الإخوان من خلال تخوي٠وإرهاب سائقي الØاÙلات بعدم المشاركة ÙÙŠ نقل المتظاهرين. كما وترك قرار تÙتيش وتدقيق هويات المشاركين ÙÙŠ المظاهرة الإخوانية علامة استÙهام Øول الهد٠الØقيقي من مثل هذا الإجراء والذي قد يبدو أنه مهني ولكن الكثيرين يعتقدون أن ذلك يأتي لتخوي٠المشاركين وتقليل عددهم، وبالتالي إضعا٠قدرتهم على المطالبة السياسية.
يبدو أن Ù…Øاولة كسر العظم قد انتهت بانتصار Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ø®ÙˆØ§Ù† بتنÙيذ المسيرة.
ولكن السؤال المهم: من سيدÙع ثمن هذا الخطأ السياسي وهذا التقدير السيء والذي يعكس Ùكرا كان من الممكن أن ÙŠÙ†Ø¬Ø Ù‚Ø¨Ù„ الربيع العربي وقبل انتشار وسائل الإعلام العديدة من تلÙزيونات Ù…Øلية ودولية وإذاعات وصØ٠مستقلة Ùضلا عن مئات المواقع الالكترونية.
لقد خسر الأردن الكثير بهذا العمل غير المدروس والمناÙÙŠ أصلا للدستور ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙ„ØÙ‚ المواطن ÙÙŠ التعبير والتظاهر. كما تم إضعا٠العديد من وسائل الإعلام المØسوبة على الØكومة ÙˆÙقدت مصداقيتها.
والأهم من كل ذلك Ùإن الهد٠الرئيس لمن كان وراء هذا العمل قد جلب نتائج سلبية. Ùعلى موقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر’ هناك الالا٠من التغريدات والتي تØمل ‘الهاشتاغ’: لست اخوانيا ولكن… أي أن آلا٠الأردنيين غير المتعاطÙين مع الإخوان تعاطÙوا معهم بسبب Ù…Øاولات الØكومة سلب Øقهم ÙÙŠ التعبير.
Ùهل Ùعلاً كان ذلك هد٠المطبخ السياسي أم كان نتيجة غير متوقعة سببها غياب التØليل والتخطيط السليم، والأهم غياب الالتزام الÙعلي بنص ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¯Ø³ØªÙˆØ± ÙˆØقوق المواطنة؟!.
مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .