ديسمبر 24 2012
هل ستضّيع الØركات اليسارية والتقدمية Ùرصتهم التاريخية؟
* بقلم داود كتاب
تواجه الØركات اليسارية والتقدمية ÙÙŠ العالم العربي تهمة متكررة وهي أن قيادتهم لا رغبة لها ÙÙŠ المشاركة ÙÙŠ الØكم طبعاً إلا ÙÙŠ Øال السيطرة الكاملة.  ولذلك تشعر Ø£Øيانا أن قيادات الØركات اليسارية لا تتÙاعل مع Ùرص تأتيها Ø£Øيانا على طبق من Ùضة لأنها منشغلة بأمور أيدولوجية بعيدة عن الواقع.
مثال عن ذلك ما يجري ÙÙŠ الأردن Øالياً.  Ùهناك Ùرصة تاريخية للØركات اليسارية ولأول مرة منذ عقود أن تدخل وتؤثر على العملية السياسية من خلال قوائم وبرامج Øزبية على مستوى الوطن وبذلك تكون قد أعطت المواطن الأردني الراغب بÙرصة للخروج من خيارات سيئة عشائرية كانت أم دينية.
الإنتخابات الأردنية القادمة ÙˆÙرت ولأول مرة ÙÙŠ تاريخ المملكة 27 مقعداً نيابياً يتم التناÙس عليها على مستوى الوطن ومن خلال قوائم وطنية.  مما لا شك Ùيه أن عدد المقاعد ليس كاÙياً (أقل من 10%)  ولكن لا يعتقد Ø£Øد أنه بعد الÙشل الكبير للإتØاد السوÙياتي ان هناك Ùرصاً Øقيقية لليسار ÙÙŠ الØصول على أغلبية ÙÙŠ الدول العربية هذه الأيام.  كما هو معرو٠أيضاً ان اليسار اليوم بØاجة الى من يروج له Ùكرياً وأن يجد تطبيقات عملية له.  Ùهل هناك Ø£Ùضل من التواجد تØت قبة البرلمان لليسار لكي يبدأ بتطبيق مبادئه بصورة عملية!  كما وسيكون للمشاركة Ùرصة ÙÙŠ إيجاد تØالÙات سياسية وتطوير عملي للمواق٠السياسية والخطاب السياسي والذي لم يتم تطويره منذ سنين.
طبعاً هناك من يقول إن العمل السياسي وتأثير الشارع ونشاط المجتمع المدني موجود ومهم لليسار. هذا صØÙŠØ ÙˆÙ„ÙƒÙ† من قال إن وجود نواب ÙÙŠ البرلمان يعني ضرورة التوق٠عن التظاهر والعمل الجامعي وغيرها من نشاطات أثبت اليسار أن له ما يقوله هناك.
هناك من يعتقد أن المشاركة ÙÙŠ الإنتخابات ÙÙŠ ظل القانون الØالي قد ÙŠÙهم منه أنه طعن ÙÙŠ ظهر شركاء اليسار والذين تشاركوا ÙÙŠ الاعتراض لهذا القانون السيء كما اعترض عليه رئيس الوزراء الØالي عبد الله النسور والنائب بسام Øدادين والذين اختارا الاعتراض من الداخل وليس من خارج الإطار السياسي.
إن العمل السياسي ÙÙŠ جوهره هو عمل تراكمي.  وبما أن تعري٠السياسة أنه ÙÙ† ممكن Ùمن الطبيعي أن ينتقل نشاط وزخم العمل السياسي الى داخل البرلمان دون الØاجة إلى التنازل أو التوق٠عن الدعوة لتغيير النظام الإنتخابي. يمكن أن يكون البرلمان منبراً إضاÙياً للØركة لتطوير خطابها السياسي دون التنازل عن المنابر الأخرى.
لقد Øسم التيار الإسلامي ÙÙŠ الأردن موقÙÙ‡ بعدم المشاركة ÙÙŠ الإنتخابات القادمة وهذا ØÙ‚ له.  وÙÙŠ غياب المشاركة الإخوانية ÙÙŠ العملية الإنتخابية القادمة Ùإن Ùرص Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ù„Ù„ÙŠØ³Ø§Ø± والقوميين وغيرهم ستكون أكبر.
كما وإن غياب تقديم خيارات من قبل قوائم Ùكرية تقدمية للمواطن الأردني Ùإن القوائم العشائرية والرجعية ستكون لها Ùرص أكبر ليس Ùقط بالسيطرة على مقاعد الصوت الواØد ولكن أيضاً بمقاعد القوائم الوطنية. Ùغياب اليسار من المناÙسة سيكون بمثاية هدية لقوى الشد العكسي والأطرا٠التي تؤيد الصوت الواØد بدل من زيادة قوة الأطرا٠الأكثر تقدمية.
قد ÙŠÙهم من هذا Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø£Ù† المشاركة اليسارية ÙÙŠ غياب جبهة العمل الإسلامي ستعتبر عملاً انتهازياً. ولكن السياسة هي عبارة عن اغتنام الÙرص والاستÙادة من وضع سياسي معين.  Ùهناك رؤساء دول مثلاً تقرر انتخابات مبكرة عندما تشعر أن Ùرصها Ù„Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£ÙƒØ¨Ø±. هل هذا عمل انتهازي؟  ممكن. ولكن بالأساس صلب العمل السياسي يعتمد على براغماتية والإستÙادة من الÙرص.  ÙÙرص اليساريين الØالية قد تتلاشى أو تضع٠لو كان هناك مشاركة إخوانية.  Ùلو شاركت الØركات الإسلامية Ùهل ستضØÙŠ بعدد من مقاعدها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙŠØ³Ø§Ø±ÙŠÙŠÙ† أو غيرهم.ØŸ  أشك بذلك.
الخيار واضØ.  ÙÙÙŠ غياب الرغبة بتغيير النظام السياسي للمملكة الأردنية الهاشمية، Ùإن المشاركة والمشاركة الÙعالة ÙÙŠ العملية الإنتخابية القادمة قد تكون الخيار المنطقي والعملي للقوة المستقلة والتقدمية.  وÙÙŠ غياب ذلك Ùإن ما يشاع Øول خو٠اليسار من ÙØص مدى قوته الÙعلية من خلال المشاركة ÙÙŠ الإنتخابات ستعتبر السبب الØقيقي ÙÙŠ الغياب عن هذا الاستØقاق الإنتخابي.
*       الكاتب مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .