أبريل 23 2013
توزير النواب بيد النواب
* بقلم داود كتاب
من الملاØظ ÙÙŠ متابعة الشان السياسي الاردني أخيراً، ان ثمة عدم ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ الرؤية ÙÙŠ موضوع تشكيل الØكومات وخاصة قضية “توزير النوابâ€.
وكما جاء ÙÙŠ الورقة النقاشية الثالثة للملك Ùان الدستور الاردني لا يعارض الÙكرة من ناØية المبدأ ØŒ ولكن يبدو ان هنالك عدة عقبات بØاجة الى تجاوزها او ما تسميه الورقة النقاشية “نضوج سياسي†قبل الوصول لهذه المرØلة.
ورغم ان مصادر “رÙيعة المستوى†تؤكد ان رأس القرار السياسي الاردني لا ÙŠØبذ توزير النواب ÙˆÙÙ‚ المعطيات الراهنة، الا ان الموق٠الرسمي المعلن يضع الكرة ÙÙŠ ملعب النواب انÙسهم ÙÙŠ تØدي ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ù‡Ù…. Ùإن كانوا يرغبون بتوزير “أنÙسهم†عليهم إنجاز بعض الامور على المستويين التشريعي والتنظيمي، إضاÙØ© الى تطوير ÙÙŠ الاداء الكتلوي والØزبي البرلماني.
ومن الناØية التشريعية، Ùإن الضرورة الملØØ© تØتم تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب على مختل٠المستويات وخصوصا ÙÙŠ ما يتعلق بتأسيس وتنظيم العمل “الكتلويâ€. وقد لاØظنا “هلامية†هذه الكتل خلال المشاورات والانشقاقات التي Øصلت ÙÙŠ بعضها.
أما ÙÙŠ الناØية التنظيمية، Ùلا بد من ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙŠØ¯ من الأمور المتعلقة بطبيعة عمل النواب والتي من الصعب تضمينها ÙÙŠ التشريعات أو Øتى النظام الداخلي للمجلس، وهنا يظهر اهمية إقرار مدونة سلوك واضØØ© المعالم تمنع وجود تضارب Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙÙŠ Øال السير ÙÙŠ طريق توزير النواب.
ومن ناØية الاداء، Ùمن الضروري الابتعاد الخطاب الشعبوي والاستمرار ÙÙŠ “دغدغة المشاعر الشعبية†ÙÙŠ غياب البرامجية الواضØØ© المعالم التي من المÙترض أن تشكل خارطة طريق للنواب.
قراءة سريعة واولية لما يجري ÙÙŠ الاسابيع الاولى من عمر مجلس النواب السابع عشر لا توÙر اي بادرة امل بأن يتم تغيير تلك الاسس القديمة.
ورغم تأكيد الملك عبد الله الثاني ÙÙŠ خطبة العرش على ضرورة تعديل النظام الدخلي للمجلس وإقرار مدونة سلوك نيابية، وهذا ما جاء ÙÙŠ تصريØات متكررة لرئيس مجلس النواب سعد السرور، إلا أنه من الصعب تصور تغييرات ذات جدوى ÙÙŠ النظام الداخلي للمجلس خاصة ان النظام يعطي صلاØيات كبيرة لرئيس المجلس.
كما ومن الصعب تصور ان يقوم المجلس الØالي باقتراØات ذات بعد تتموي ديمقراطي ÙÙŠ Øين انه من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù† الغلبية النيابية غير مقتنعة بالعمل الديمقراطي المبني على اØترام الاخر وتبادل الاراء وارتقاء النقاش Ùˆ تØمل النواب دورهم كنواب امة بدل من تركيزهم على مطالبات خدماتية Ù…Øصورة بدوائرهم ومصالØهم.
ولعل المشادات اللÙظية والÙوضى التي سادت بعض جلسات النواب ÙÙŠ الايام الاولى من عمر المجلس والتي كانت ذروتها اشهار Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ØªØت القبة دون عقاب او Ù…Øاسبة لدليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ صعوبة تØقيق مثل هذا التغيير.
ورغم بساطة الموضوع Ùان عدم التزام النواب بما Ùيهم رئيس المجلس بقانون الصØØ© العامة الذي اقره مجلس الامة بمنع التدخين ÙÙŠ الاماكن العامة دليل على غياب الجدية لدى النواب باØترام اسس العمل النيابي والنظام الداخلي لمجلسهم.
ÙˆÙÙŠ مجال الاداء النبابي ÙØدث ولا Øرج، Ùمن الصعب جدا تصور مجلس نواب ناضج بØيث يمكن توزير نوابه ÙÙŠ Øين ان كتله النيابية مرنة لدرجة “الزئبقيةâ€.
Ùمن المعرو٠لدى الانظمة البرلمانية العالمية ان التصويت على الثقة ÙÙŠ الØكومة والميزانية العامة تعتبران من اهم مسؤوليات نواب الامة بØيث يتم اتخاذ القرارت الØزبية ÙÙŠ تلك المواضيع من خلال تواÙÙ‚ او تعارض سياسات الØكومات مع برنامج الاØزاب، ومن المعرو٠ان الطاعة الØزبية تكون Ù…Ùروضة ÙÙŠ تلك الاØوال بØيث يلتزم اعضاء الØزب او الكتلة بقرار الاغلبية مهما كان ومن اجل اعطاء رئاسة الØزب القدرة على التÙاوض والمناورة. ولكن ما شهدناه ÙÙŠ المجلس السابع عشر هو Ù†Ùس “الهلامية†التي كنا نشاهدها ÙÙŠ السابق، الامر الذي ادى الى اتخاذ هذه الكتل قرارا بتعويم التصويت على الثقة خوÙاً على سلامة تلك التكتلات من الانشقاقات والتي من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù†Ù‡Ø§ ليست مترابطة وملتزمة بÙكر معين يجمع بين اعضائها.
من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù† غياب شجاعة تشريعية وعدم وجود قدرة على اجراء تعديلات للنظام الداخلي للمجلس وغياب الالتزام والانضباط الØزبي يشير الى صعوبة وصول المجلس الØالي الى امكانية توزير النواب ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت الابقاء على الÙصل بين السلطات وقيام مجلس الامة بدورة ÙÙŠ التشريع ومراقبة اداء الØكومة.
ورغم وعد رئيس الوزراء د. عبد الله النسور بتوزير النواب خلال هذا العام، إلا أن من الصعب تخيل قبول رأس القرار السياسي على توزير نواب المجلس السابع عشر الا ÙÙŠ Øالة تغيير جذري ÙÙŠ اداءهم وطريقة عملهم.
*  الكاتب مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .