يونيو 17 2013
غياب الدراسة الشمولية تتسبب بنتائج مغايرة
بقلم داود كتاب
ÙÙŠ Ø£Øد جلسات التÙاوض العربية الإسرائيلية قبل عقد وني٠وÙÙŠ Ùترة راØØ© قال Ø£Øد المÙاوضين الإسرائيليين للمÙاوض العربي بالجملة التالية:  أنتم المÙاوضون العرب بارعون وند قوي لنا ولكن هنا تتوق٠قوتكم Ùليس لديكم عمق ولا توجد دراسات معمقة ولا تقومون بÙØص كاÙØ© السيناريوهات الممكنة ÙÙŠ Øال قيام هذه الÙكرة أو تلك.
 Ùكرت بهذه العبارة بعد نقاش مطول مع زملاء من أصØاب المواقع الإلكترونية والذين اجتمعوا لبØØ« الرد على قرار الØكومة الأردنية بØجب مئات المواقع الإلكترونية.  وكان Ø£Øد أهم Ù…Øاور النقاش هو كي٠وقعت الØكومة الأردنية بخطأ كبير مثل Øجب مئات المواقع بدون أية دراسة معمقة أو Ù…Øاولة للتعمق ÙÙŠ نتائج القرار أو السيناريوهات المتوقعة.  وقد زاد من الدهشة أنه يبدو Ùعلاً أن القرار اتخذ ÙÙŠ آخر Ù„Øظة وبدون دراسة معمقة.  Ùمثلاً قبل أسبوعين من القرار خاطب رئيس الوزراء Øشداً من الإعلاميين الدوليين ووعدهم باسم Øكومة الأردن بعدم Øجب المواقع وبضروة التشاور مع أصØاب المواقع للتوصل الى تÙاهم Øول المشاكل المترتبة على غياب التنظيم ÙÙŠ عمل المواقع.
 وقبل يومين Ùقط من القرار تبين أن وزير الشؤون الإعلامية أكد لأØد الزملاء Ù†Ùس الÙكرة التي قالها رئيس الوزراء وهي أن هناك Ùكراً Øقيقياً بتعديل قانون المطبوعات سيئ السيط بما يتجاوب مع رغبات أصØاب المواقع Ùˆ يتلاءم مع المعايير الدولية والتي طالما أكدها الأردن.
 وطبعاً ما كان على الØكومة لمعالجة الخلل الموجود ÙÙŠ وضع المواقع الإلكترونية الإخبارية سوى إعادة قراءة الÙصل الرابع من الاستراتيجية الوطنية للإعلام والتي تمت بناء على رغبة ملكية ÙÙŠ عهد الرئيس معرو٠البخيت والتي أعلنت Øكومة النسور علناً عن تأييدها. وينص الÙصل الرابع من الاستراتيجية ضرورة التنظيم الذاتي للمواقع من خلال الاتÙاق على مدونة سلوك وتوØيد عمل المواقع من خلال تجمع نقابي والأهم ÙÙŠ الاستراتيجية ضرورة خلق سجل للمواقع الإخبارية Øتى يتسنى لمن يرغب معالجة أية مشكلة ÙÙŠ المواقع من هوية وعنوان صاØب الموقع.  والجدير ذكره أن أصØاب المواقع الأردنية المعارضين Ù„Ùكرة الترخيص قد أعلنوا ÙÙŠ أكثر من مرة عن استعدادهم لتسجيل مواقعهم كما جاء ÙÙŠ الاستراتيجية.
 غياب دراسة تأثيرات Øجب المواقع بدأ يتجلى من خلال معرÙØ© أن مئات المواقع غير الإخبارية والتي لم يشملها قرار الØجب قد تم Ùعلاً Øجبها بسبب وجودها على Ù†Ùس الخادم لأØد المواقع المØجوبة.  Ùقد تبين أن العديد من مزودي الانترنت ال 36 ÙÙŠ الأردن لا يملكون التقنيات للØجب المØدد ÙÙŠ قرارالØكومة مما اضطرهم للØجب العشوائي الأمر الذي سيترتب عليه خسارة مالية كبيرة وضرر معنوي لصناعة الانترنت ÙÙŠ الأردن.
 من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† شيئاً ما Øدث ÙÙŠ Ùرصة نهاية الأسبوع الماضي والذي نتج عنه قرار الØجب المتسرع.  Ùقد يكون Ø£Øد أو أكثر من المواقع غير المرخصة قد قام بعمل أساء للأردن أو أضر سمعتها أو أمنها القومي.  هناك من قال إن Ø£Øداث معان وتخوÙات من ردود Ùعل رÙع أسعار الكهرباء قد سببت ÙÙŠ اتخاذ القرار المتسرع.  ولكن هل معالجة الأمر يوازي خطورته.  Ùمعالجة موقع واØد أو أكثر ممكن بطرق عديدة ولكن ما Øدث يعكس Ù…Øاولة شخص قتل ذبابة مستخدماً رشاشاً.  Ùهل Øجب مئات المواقع وتراجع عن وعود دولية ومØلية لمعالجة مشتركة للمشكلة هي Ø£Ùضل طريقة لتنظيم هذا القطاع؟
 والسؤال الأهم أمام من لم يدرس السيناريوهات المØتملة، هل Ùكر القائمون على قرار الØجب بما سيØدث؟ هل معقول أن الØكومة الأردنية لم تتوقع الاØتجاجات المØلية والدولية والتي ستزيد ÙÙŠ الاتهامات المØلية والدولية أن الأردن Ùعلاً دولة ليست Øرة كما جاء ÙÙŠ إعلان مؤسسة Ùريدم هاوس؟
 وهل توقع المسؤولون الأردنيون أن ØªÙ†Ø¬Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ§Øª الØجب Ùعلاً ÙÙŠ توق٠تدÙÙ‚ المعلومات ÙÙŠ عصر ثورة المعلومات. Ùقرار الØجب مثلاً لم يتم تنÙيذه عبر أجهزة الهوات٠الذكية.  كما ونجج العديد من المواطنين الأردنيين الأذكياء بخلق وسائل التØايل على قرار الØجب وتم توزيع تلك الوسائل على العديد من وسائل التواصل الإجتماعي (والتي لم يشملها القرار).  خطورة خلق تلك البرمجيات والتي تسمى بالبروكسي خلق جيلاً من الأردنيين الذين تØايلوا على قرار الØجب وسيتØايلون على أي قرار مستقبلي.  والأخطر ÙÙŠ ما Øدث أن هناك مواقع يجمع عليها معظم الأردنيين أنه يجب Øجبها لتØريضها ضد النظام الأردني . Ùهل Ùعلاً Ùكر القائمون على قرار الØجب بكل تلك النتائج؟  أم كان قراراً متسرعاً يعكس غضباً من موضوع ما ولا يعكس قيادة سياسية تستعين بخبراء ومستشارين Ø£Øياناً يقدمون نصيØØ© بلا بدل من مستشارين يواÙقون على ما يريده المسؤول.
 نØÙ† بØاجة ماسة الى مأسسة قرارت الدولة وخاصة تلك القرارت التي تترك أثراً طويل الأمد على المجتمع والدولة.  ومن المؤكد أنه لو تم التواصل مع أصØاب المواقع الإخبارية بدل من إقصائها دون التشاور معها لكان توصل المسؤولون على قرار يجنب الدولة السلبيات ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت يوÙر للدولة Øاجاتها ÙÙŠ ضبط هذا القطاع الإعلامي الناشئ والمهم.  الأمر لم ينته٠بعد وإمكانية التشاور تبقى دائماً Ù…ÙتوØØ©.
* الكاتب أسس موقع عمان نت الإلكتروني عام 2000 وهو إعلامي عربي Øاصل على جوائز عديدة وعضو المجلس التنÙيذي لمعهد الصØاÙØ© الدولي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .