ديسمبر 15 2013
هل للرأي العام أهمية ÙÙŠ الشرق الأوسط؟
بقلم داود كتّاب *
النزاع الÙلسطيني-الإسرائيلي مثير للاستغراب، Ùقد Ø£Ùطيل أمده واستمر Ù„Ùترة طويلة إلى درجة Ùقد Ùيها الرأي العام سلطته ÙÙŠ التأثير على السياسة أو عملية صنع القرار على مستوى القادة.  بغضّ النظر عمّا يريده الشعبان الÙلسطيني والإسرائيلي، Ùإن ما ÙŠØصل على الأرض ÙˆÙÙŠ دوائر صنع القرار ÙÙŠ تل أبيب ورام الله نادراً ما يعكس الرأي العام.
Ùلو كان للرأي العام أيّة أهميّة لكنّا قد Øللنا النزاع منذ أمد بعيد. ÙØ¥Øدى الØقائق المثبّتة علمياً هي أن غالبيّة الÙلسطينيين والإسرائيليين يعرÙون بالضبط شكل الØÙ„ النهائي: دولتان ذات سيادة على Øدود عام 1967 تقريباً مع بعض التعديلات المتعلّقة بالكتل الإستيطانية الكبرى، وعودة عدد Ù…Øدود من اللاجئين لإضÙاء قيمة رمزيّة، ÙˆØلّ عمليّ لقضيّة القدس.
لكن الرأي العام لا أهميّة له. أنظر Ùقط إلى هؤلاء الضØايا الذين Øاولوا الاستجابة للرأي العام. عدد كبير من ممثلي منظمة التØرير الÙلسطينيّة الذين رغبوا ÙÙŠ أن يعكسوا الرأي العام عن طريق بدء الØوار مع إسرائيليين اغتيلوا. رئيس وزراء إسرائيلي له شعبيّة كان يقوم بما أرادته غالبيّة الإسرائيليين Ù‚Ùتل كذلك. ÙÙŠ كلي الØالتين لم يكن القاتل من الطر٠الآخر وإنما من الشعب Ù†Ùسه. كان على ياسر عرÙات ونظرائه الإسرائيليين أن يتÙاوضوا سرّاً قبل الوصول إلى اتÙاقيّات أوسلو. ياسر عرÙات Ù†Ùسه أخبر الرئيس كلنتون أنه سو٠يÙقتل إذا واÙÙ‚ على الأÙكار التي طرØها باراك. أما شارون، Ùقد اضطر لإØاطة Ù†Ùسه بعدد مبالغ Ùيه من الØرّاس الشخصيين Ù„Øماية Ù†Ùسه من الإغتيال عندما كان يطبّق ما أظهرت الإستطلاعات أنه قرار شعبي للإنسØاب من غزّة.  كما لم يستطع Ùعل أيّ شيء منذ ذلك الØين، رغم أن الإستطلاعات تÙظهر أن أيّة إنسØابات إضاÙيّة ÙÙŠ الضÙّة الغربية سو٠تØصل على دعم غالبيّة الإسرائيليين.
أسباب انعدام Ùاعليّة الرأي العام متنوّعة.  Ùبالنسبة للقضايا التي تنطوي على Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© واستراتيجية عليا يعطي الجمهور من هم ÙÙŠ السلطة مجالاً أوسع للتØرّك.  Ùالإنسان العادي ÙÙŠ الشرق الأوسط يشعر غالباً أن من هم ÙÙŠ السلطة يملكون قدراً من المعلومات تØت تصرّÙهم يعطيهم القدرة على اتخاذ القرار الأÙضل للشعب. الشعب قد يناقش السلطة Øول مختل٠القضــايا تقريـباّ باستثناء المواضيع التي تتعلّق بالأمن والمواضيع ذات الأهميّة الإستراتيجيّة الوطنيّة. القادة تÙترك لهم Øريّة القرار ÙÙŠ هذه النواØÙŠ ونادراً ما تتم مساءلتهم.
ولسوء الØظ يستغلّ القادة موق٠الجمهور هذا، وينÙّذون قرارات تعكس ما يريدونه، مستÙيدين من أن الجمهور نادراً ما ÙŠØاسبهم Øول قضايا تتعلّق بالأمن.
والقضيّة أكثر وضوØاً ÙÙŠ Øالة إسرائيل: كدولة ناشئة تأسست ÙÙŠ وجه الكثير من الصعوبات، Ùإن لدى الجمهور الإسرائيلي إيماناً مبالغاً Ùيه بمؤسساته الأمنيّة. وبما أن معظم القادة السياسيين الإسرائيليين جاءوا من المؤسسة العسكريّة Ùإن الجمهور لا يمانع ÙÙŠ تقديم مساندة عمياء لكل ما يقوله قادته ÙÙŠ القضايا المتعلّقة بالأمن. ورغم أن الجمهور الإسرائيلي مستعد لمساءلة أيّ قرار آخر إلا أنه يبدو أنه مجمع على ممارسة الصمت بشأن القضايا الإستراتيجية المتعلقة بالأمور الأمنيّة.
قبل أن أضع أهميّة الرأي العام نهائياً على الر٠بما ÙÙŠ ذلك ما يتعلق بالأمور الأمنية، دعوني أتراجع جزئيّاً عن صرÙÙŠ النظر عنه تماماً.  ÙÙŠ المجتمعات العاديّة، عندما يتØدّث Ø£Øدهم عن الرأي العام Ùهو يتØدّث عن قضايا تØوز على دعم 55 أو لنقل 60 ÙÙŠ المئة من الجمهور. لكن ÙÙŠ الشرق الأوسط، ÙˆØتى تكون للرأي العام أهميّة، يجب أن يزيد عن أغلبيّة ثلثي الجمهور أو أكثر.
وعندما اØتجّت غالبية الإسرائيليين ضد مجازر صبرا وشاتيلا، اضطرّت الØكومة إلى الإستجابة.  وعندما عارضت الغالبيّة الساØقة من الÙلسطينيين إطلاق صواريخ القسّام بعد الإنÙجار الذي وقع أثناء مهرجان Ù„Øماس، تراجع قادة الØركة الإسلاميّة بقوّة وأعلنوا من طر٠واØد وقÙاً للهجمات.
إذا لم تكن هناك أهميّة للرأي العام السائد Ùما الذي يهمّ؟  هناك طريقان لإجراء تغيير ÙÙŠ الشرق الأوسط:  إمّا بذل جهد للوصول إلى الغالبية الساØقة للرأي العام ÙÙŠ مجتمع ما، وهو أمر يتطلّب من الناشطين تخÙيض سق٠توقّعاتهم والمواÙقة على القاسم المشترك الذي ينتج عنه دعم جماهيري ساØÙ‚. أما الطريق الآخر Ùهو الضغط الخارجي على القادة. وقد شهدنا ذلك ÙÙŠ Øالة الإنسØاب من غزّة، عندما اضطرّ شارون تØت الضغط الدولي للتØرك قدماً باتجاه السلام ÙÙŠ إطار خريطة الطريق وإعداد خطّة سياسيّة Øازت على مواÙقة البيت الأبيض رغم أنها لم تØصل على مساندة ساØقة داخل إسرائيل.
التغيير ÙÙŠ نزاع الشرق الأوسط لن ÙŠØصل ببساطة من خلال تØسّÙÙ† بسيط ÙÙŠ الرأي العام.  Ùقط عندما تجتمع عناصر التغيير الأساسية ويØصل انتقال غامر ÙÙŠ الرأي العام، يمكننا توقّÙع تغيّر له أهميته ÙÙŠ هذا النزاع الذي طال أمده.
* داود كتّاب صØاÙÙŠ Ùلسطيني ومدير معهد الإعلام العصري ÙÙŠ جامعة القدس ÙÙŠ رام الله. ينشر هذا المقال بالتعاون مع خدمة Common Ground الإخبارية.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .