نوفمبر 08 2014
الرقابة الذاتية مرض الإعلام العربي
بقلم داود ÙƒÙتّاب
2014/11/08
يكÙÙ„ الدستور الأردني Øرية الرأي والتعبير والصØاÙØ© من خلال المادة الخامسة عشر بÙروعها والتي تتذيل جميعها بعبارة “ضمن Øدود القانونâ€ØŒ وهي عبارة بريئة لغير العارÙين بالقانون، غير أنها ÙÙŠ الواقع تنÙÙŠ كل ما جاء قبلها.
“ضمن Øدود القانون” تعني أن الدستور يتنازل عن الضمانة المطلقة لذلك الØÙ‚ØŒ تاركاً للمشرّعين Øرية تÙسير وتØديد تلك الضمانة التي استغلتها الØكومات Øين قامت بتغيير قانون النشر والمطبوعات ثماني مرات منذ عام 1993.
ويرÙض الدستور، كذلك، أية رقابة مسبقة على الصØاÙØ© باستثناء Ùترة الطوارئ، ÙÙÙŠ تلك الأØوال تكون الرقابة Ù…Øدودة، إذ “ÙŠÙرض القانون على الصØ٠والنشرات والمؤلÙات ووسائل الإعلام والاتصال رقابة Ù…Øدودة ÙÙŠ الأمور التي تتصل بالسلامة العامة وأغراض الدÙاع الوطني.”
يلØظ المتابع للصØاÙØ© الأردنية، ÙÙŠ الÙترة الأخيرة، أمراَ غريباً. Ùغياب الرقابة المسبقة لا يشمل الرقابة الذاتية التي تعشش داخل أغلب الصØÙيين والإعلاميين، متنبهين إلى تجارب زملاء لهم خاضوا ÙÙŠ الكتابة عن قضايا Øساسة، وجرى Ù…Øاسبتهم عليها رسمياً أو بطرق غير رسمية، لدرجة بات الصØÙÙŠ ÙŠÙكر مراراً قبل الكتابة ÙÙŠ مواضيع قد تجلب له/ها المتاعب مع الدولة وأدواتها المختلÙØ©.
وتÙيد دراسة لمركز Øماية ÙˆØرية الصØÙيين أن 94% من الصØÙيين، ÙÙŠ الأردن، يمارسون نوعاً من أنواع الرقابة الذاتية من خلال عملهم اليومي.
الأمور التي تغلب Ùيها الرقابة الذاتية تتعلق بالشأن الأمني أو العسكري رغم عدم وجود Ù…Øددات قانونية، لذلك Ùإن الإعلامي غالباً ما ينشر الأخبار الأمنية المواÙÙ‚ عليها أو الصادرة عن الجهات الأمنية على مبدأ “امش٠الØيط الØيط وقل يا رب السترة”.
وتعدّ الشؤون العسكرية وأخبار القوات المسلØØ© من أكثر المواد الصØÙية التي تØصل على رقابة ذاتية من الإعلاميين ومØرريهم، رغم أن القانون لا ÙŠØدد أية خطوط Øمراء، ما عدا أسرار الجيش المتعلقة بعدد ونوعية وموقع تمركز القوات المسلØØ©.
القوات المسلØØ© عممت الأسبوع الماضي بمنع نشر أية أخبار عنها “إلا بطلب مباشر٠وصريØ٠من المسؤولين ÙÙŠ القيادة العامةâ€.  وطبعاً التعميم لا يعتمد على أي قانون أو نظام سوى ذلك المتعلق بأسرار تØرك القوات المسلØØ©.
من المؤكد أن التعميم العسكري، Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ زيادة نسبة الرقابة الذاتية لدى الإعلاميين، رغم أنها كانت أصلاً عاليةً جداً، Øسب تقارير مركز Øرية ÙˆØماية الصØÙيين التي وجدت أن نسبتها ÙÙŠ ما يتعلق بالجيش تÙوق 84%.
دÙع استمرار الرقابة الذاتية على الإعلام الورقي الأردني، بهذا الشكل المبالغ به، إلى نزوØ٠كبير٠من النشر باتجاه الإعلام الإلكتروني، لكن هذا الأخير يواجه اليوم مشاكل متعددة عقب تعديل قانون الإعلام، الذي أدى إلى Øجب المواقع غير المرخصة، وأسÙر عن نزوØ٠جديد٠نØÙˆ مواقع التواصل الإجتماعي التي لا تزال خارج قانون المطبوعات رغم شمولها بقانون مكاÙØØ© الإرهاب.
تكمن الخطورة ÙÙŠ وجود رقابة ذاتية تمنع الإعلاميين من متابعة أو نشر أية مادة ذات طبيعة Øساسة، مع أن هذه الأخبار هي ما ÙŠØتاجه المواطن، وبذلك ÙŠØµØ¨Ø ÙƒÙ„ أردني متعطش للمعلومة Ùريسةً لمواقع التواصل الإجتماعي والإشاعات، إضاÙØ© إلى متابعة الإعلام الأجنبي لمعرÙØ© ما يجري ÙÙŠ بلده.
Ù†ØÙ† بØاجة إلى تعديلات دستورية وتشريعية، وما هو أهم من التعديلات هو إجراء عملية جراØية تهد٠إلى استئصال الرقيب المعشعش داخل أدمغة الصØÙيين.
* داود كتّاب مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .