يناير 05 2015
تابوهات مصطنعة
بقلم داود ÙƒÙتّاب
ÙŠÙÙ†ØµØ Ø§Ù„ÙƒØªÙ‘Ø§Ø¨ØŒ عادةً، بتجنب المواضيع ذات الصلة بالدين والجنس والسياسة، التي تÙدعى تابوهات، والإبتعاد عنها كي لا تجلب لهم المشاكل والمتاعب. لكن أو ليس هد٠الكتابة هو إجبار القارئ على التÙكير وإعادة النظر بالآراء المسبقة والمواق٠المتعار٠عليها؟
يتخو٠البعض من صدمة٠تهز قناعاتهم ومعتقداتهم وعاداتهم بزعم أن تغيّرها يعكس نوعاً من الضع٠أو التنازل، متجاهلين أن استيعاب ما يستجد من آراء بل والتغيير Ù†Ùسه يعدّ أرقى أشكال النضوج الÙكري، وأن الإنسان الراÙض للتغيير هو متعنت بأÙكاره ومواقÙÙ‡ وتصرÙاته.
التغيير هنا ليس لمجرد التغيير، بالطبع، إنما بسبب تلقي معرÙØ© أو معلومات جديدة، أو الإقتناع بØجة تخال٠ما تعودنا عليه، أو متابعة تصرÙ٠مغاير للسلوكيات التي تربينا عليها ÙÙŠ شرقنا العربي- الإسلامي، الذي تعودنا Ùيه على قبول مسلمات٠لا تعدّ ولا تØصى منذ نعومة أظÙارنا، ومنها ما تلقيناه مع Øليب الأم وورثناه من الآباء والأجداد. لكن هل تلك المقولات والتقاليد منزّلة وغير قابلة للنقاش والØوار، ومن ثم للتغيير؟
هناك من يعتقد أن كسْر التابو عبر الØديث المÙØªÙˆØ ÙˆØ§Ù„Øرّ عن أي أمر يرغب به الكاتب أو المÙكر يجب أن يتم بذكاء، وأصØاب هذه الآراء ترى أن التعامل مع المØرمات من دون خطة٠متكاملة٠قد يجلب تأثيرات معاكسة، وبأن كسر التابوهات من خلال الشخص الخطأ والمكان الخطأ والأسلوب الخطأ ينتج عنه رد Ùعل سلبي قد يعيق Ù…Øاولة كسرها لسنوات مقبلة.
هناك وجهة نظر أخرى تعتبر كسر للتابوهات ضمن أي ظر٠هو أمر جيد، لأنه ÙŠÙرض رأياً مخالÙاً، وبذلك يًÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ النقاش والØوار، وهو ما ÙŠÙنتج ÙÙŠ نهاية المطا٠التغييرَ المطلوب.
تواردت عليّ Ø£Ùكار المقال بسبب ازدياد نشْر صور قديمة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وربما أقدم، على الصÙØات الاÙتراضية (التواصل الاجتماعي) تÙظهر غالبية النساء من غير غطاء الرأس (الØجاب)ØŒ الأمر الذي Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø¹ مرّ السنين تقليداً Ù…Øصوراً بين Ùئة من النساء بينما الØديث عن Ùكرة إزالة الØجاب بات من التابوهات، التي يجب أن لا ينطق بها Ø£Øدٌ خوÙاً من التهجم عليه/ عليها بذريعة التكÙير وما إلى ذلك من إرهاب Ùكري.
لقد ÙˆÙرت ثورة المعلومات Ùرصةً تاريخيةً لإثارة النقاش المÙØªÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹ØªÙ…Ø¯ على أسس Ùكرية ومهنية ومرتبط بأدلة ووثائق تدعم أية Øجة٠أو تعارضها، لكنها لن تؤدي غرضها هذا إذا كان هذا الكم من التابوهات مهيمناً على ثقاÙتنا ومجتمعنا وتمنع أي نقاش ÙŠÙترض تبادل الآراء والأÙكار.
مراجعة التقاليد والسلوكيات والقناعات المتوارثة تعدّ أساساً لأي Ùكر تنويري، وهو مكÙول لكل شخص ÙˆÙÙ‚ ما أقرّه البند التاسع عشر للإعلان العالمي Ù„Øقوق الإنسان، الذي نصّ بأن “لكل شخص الØÙ‚ ÙÙŠ Øرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الØÙ‚ Øرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأÙكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالØدود الجغراÙيةâ€.
لقد Øان الوقت لكسر كاÙØ© المØظورات المتعلقة بالدين والجنس والسياسة، وغيرها من الأمور، الممنوع مجرد مناقشتها، وأن Ù†Ùكر من دون قيود أو شروط أو تابوهات مصطنعة.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .