يناير 05 2015
Øين تكون الأغلبية مخطئة
بقلم داود ÙƒÙتّاب *
من بديهيات Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ اعتماد Øكْم الأغلبية ÙÙŠ أمور٠تهم المجتمع، لكن ثمة قضايا ومواق٠لا ØªØµÙ‘Ø Ùيها هذه القاعدة، Ùالأغلبية Ø£Øياناً تكون على خطأ، وتقتضي الØاجة قرارات واعية٠من قيادة تمثّل الشعب، وطبعاً ليس الشعب بأكمله. وهذا بالضرورة لا يعني ما يقوله البعض أننا شعوب عربية غير ناضجة بصورة٠كاÙية٠للديمقراطية، غير أنها خلاصة تØضر Øين تغلب الغوغائية والشعبوية ÙÙŠ التأثير على الرأي العام بطريقة٠مبالغ بها.
مبدأ الأغلبية منوطٌ بمسائل أساسية، وأهمها ضرورة وجود معرÙة٠كاÙية٠لدى المواطنين ÙÙŠ Øال جرى الاستماع إلى رأيهم، Ùلا يكÙÙŠ –مثلاً- استÙتاء الأردنيين صبيØØ© تنÙيذ قرار إعدام 11 Ù…Øكوماً Ùقط من خلال سؤالهم ما هو رأيك بتنÙيذ عقوبة الإعدام!
هناك العديد من الأمثلة، التي يمكن الاستعانة بها، لإثبات أن رأي الشعب قد يكون بالÙعل خاطئاً، ÙˆØتى ÙŠÙعتمد رأي الجمهور بصورة٠قاطعة٠يجب أن تتوÙر لديه معلومات٠صØÙŠØØ©ÙØŒ ويؤسس Øوارٌ Ù…Ùيدٌ يستشار الاختصاصيون خلاله.
من المعرو٠عبر التجارب العالمية على مرّ التاريخ أن زعيماً غوغائياً ÙŠÙمكنه أن ÙŠØرك ويغيّر نظرة الجماهير باستخدام الإعلام الموجه وتوÙير معلومات٠مØددة٠وغير موثقةÙ.
قبل أسابيع من تنÙيذ قرار الإعدام خرج علينا وزير الداخلية Ø¨ØªØµØ±ÙŠØ Ù…Ù† دون مقدمات٠ÙÙŠ مجلس النواب ÙŠÙيد أن هناك Øاجة لإعادة تنÙيذ Øكم الإعدام، لأن الإجرام قد زاد ÙÙŠ الأردن، وأن هناك Øاجة إلى عملية ردع المجرمين لإعادة هيبة أجهزة الأمن.
المعلومات التي أعلنها الوزير لم تÙسند بأية وثائق أو أرقام تؤكدها، Ùهل زاد الإجرام Ùعلاً؟ وهل زادت عمليات القتل العمد واغتصاب القاصرات (وهما الجرمان اللذان ÙŠØاكمان بالإعدام)ØŸ والأهم ما هي الوقائع وأين الدراسات التي تثبت أن تنÙيذ الØكم سيوÙر الردع؟
تدل Ø¥Øصائيات عالمية أن الأمر ليس بهذه البساطة والسهولة، ÙتنÙيذ Øكم الإعدام ÙÙŠ ولاية تكساس الأميركية –على سبيل المثال- لم يؤثر ÙÙŠ تغيير نسب الإجرام. كما ÙŠÙيد الاختصاصيون أن زيادة أو نقصان الإجرام بما Ùيها الجرْم المسبب لقرارت الإعدام تعتمد على مجموعة كبيرة من العوامل الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، وأن من يتجه إلى الإجرام نادراً ما ÙŠÙكر إذا كان سيجري معاقبته بالإعدام أم لا.
هل الأغلبية دائماً على Øق؟ الجواب يعتمد على عوامل عدّة، وأهمها وجود Ùرص متساوية لأصØاب الرأي المؤيد والمعارض بأن يوضØوا مواقÙهم بØرية ومساØة٠زمنية٠كاÙيةÙØŒ وأن تÙوّÙر الإØصائيات العلمية الضرورية لكي يستطيع المواطن أن يتخذ القرار السليم.
وتتسم الاستÙتاءات، التي تعتمد على أسئلة عابرة، بغياب النظرة الشمولية، Ùهناك Ùرق كبير، مثلاً، بين سؤال للمواطن إن كان مع أو ضد العقوبة، وبين سؤاله هل ترغب أن تكون القوانين الأردنية المتعلقة بالإعدام مطابقة للمعايير الدولية أو مشابهة لغالبية دول العالم أم Ùقط الدول الشمولية؟ أو ÙŠÙسأل المواطن إن كان مع تنÙيذ العقوبة ÙÙŠ غياب نتائج علمية Øول تأثيرها ÙÙŠ تقليل الإجرام؟
عند اتخاذ القرارت الشعبية يكون عامل الزمن مهماً من أجل دراسة وتبادل الآراء بØريةÙØŒ وتوضيØÙ‡ من خلال الإعلام المهني، الذي يوÙر معلومات وتØليلات تÙيد المجتمع وتساهم ÙÙŠ تقدّم الديمقراطية.
هناك مواق٠تستدعي اتخاذ رئيس التØرير أو المØرر الليلي أو مخرج النشرة الإخبارية قرارت سريعة شبه دكتاتورية، ÙˆÙÙŠ الدقائق الأخيرة قبل الذهاب إلى المطبعة يضطر المØرر لقرار٠Ùردي؛ إذ من المستØيل أن يتأخر لمعرÙØ© رأي شريØØ© واسعة من الإعلاميين. ÙˆÙÙŠ البرامج التلÙزيونية الØيّة يضطر المخرج والمنتج لتقصير مقابلة ما أو Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ø§ بالاستمرار لأسباب٠Ùنية٠لا يمكن أن تخضع لمناقشات اللجان، Ùهل يعني ذلك أن المØرر أو المخرج غير ديمقراطي؟ الجواب لا. Ùعملية الإخراج الإعلامي قد تÙناقش ÙÙŠ ما بعد، وقد يكون هناك Øاجة لنقد المØرر أو Ù…Ø¯Ø Ù‚Ø±Ø§Ø±Ù‡ السريع، لكن من المستØيل أن ÙŠØدث التأخير بذريعة المشاركة الكاملة لعناصر الإعلام كاÙةً.
يختار المواطنون ممثليهم لسبب٠بسيطÙØ› إذ لا يتواÙر لديهم الخبرة والمعرÙØ© الكاÙية للخوض ÙÙŠ تÙاصيل معقدة ضمن مواضيع Øساسة، ويجب أن يتØلى ممثل الشعب بنسبة٠معقولة٠من التعليم الأكاديمي والخبرة الميدانية والØنكة السياسية والقدرة على تØليل الواقع تؤهله اتخاذ قرار٠يكون له تأثير على مجمل Øياة المواطن والوطن.
* مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .