يناير 05 2015
أختام الرقابة المسبقة
بقلم داود ÙƒÙتّاب
الجولة الأخيرة من تعميمات هيئة الإعلام تزيد الخشية من إقبالنا Ù†ØÙˆ مرØلة قوننة الرقابة المسبقة رغم أنها ممنوعة دستورياً، إذ أعقب القرار بمنع الإعلام الأردني نشر أية مادة٠عسكرية٠من دون مواÙقة٠مسبقة٠من القوات المسلØØ© بالتعميم الجديد Øول نشر الأخبار والمقالات والتعليقات كاÙةً المتعلقة بالأمن العام إلا بمواÙقة٠مسبقة٠من الجهات الأمنية.
هل الØبل على الجرار؟ وسيصلنا قريباً بيانٌ رسميٌ يقول إن الأخبار الإقتصادية لا ÙŠÙØ³Ù…Ø Ø¨Ù†Ø´Ø±Ù‡Ø§ من دون مواÙقة٠مسبقة٠من وزير المالية أو مدير الأوراق المالية، على سبيل المثال، وتØتاج أخبار الثقاÙØ© إلى مواÙقات٠من مدير الإرشاد والتوجيه أو مدير مركز الØسين الثقاÙÙŠ أو ممثل الأديان السماوية ÙÙŠ الأردن أو غيرهم من المسؤولين المهتمين بثقاÙتنا ومعرÙتنا الثقاÙية!
بدوره، ÙŠØاول البرلمان السيطرة على ما ÙŠÙنشر Øول مجرياته، لكنه يبدو أضع٠قدرةً ÙÙŠ ذلك، ربما لأنه الØلقة الأضع٠ÙÙŠ السلطات الثلاث.
وليس هناك ÙÙŠ الشؤون القضائية Øاجة لرقابة٠مسبقةÙØŒ Ùالدستور والقوانين الموجودة والخو٠الأعمى من نشر أي خبر٠Øول القضاء كاÙÙ Øتى اللØظة، ولا تضطر السلطة لإصدار تعميم٠خاص٠من هيئة الإعلام لأن قانون انتهاك Øرم المØاكم رقم 9 لعام 1959 ÙƒÙيلٌ بردع أي شخص ÙŠÙكر من قريب٠أو بعيد Ø¨Ø·Ø±Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„Ù Ø£Ùˆ استÙسار يخص المØاكم والقضاة.
يستخدم الإعلاميون مجموعةً من الطرق ÙÙŠ Ù…Øاولة لتجاوز الرقيب، Ùغياب المعلومة – كما Øدث ÙÙŠ قصة ذهب عجلون- تخلق البلبلة والإشاعات، ÙˆØªØµØ¨Ø Ù…Ø¹Ø§Ù„Ø¬ØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ ما بعد أكثر صعوبةً.
هناك من ÙŠØاول إقناع نواب ÙÙŠ البرلمان Ø¥Ùشاء سر ما بأن الدستور يوÙر Øصانةً كاملةً لما يقوله النائب تØت القبة. غير أن Ø£Øد النواب كان ينوي، منذ أسبوعÙØŒ Ø·Ø±ÙŽØ Ø³Ø¤Ø§Ù„ على وزير العدل لمعرÙØ© سبب الإستقالة المÙاجئة لخمسة قضاة إلا أن النائب تراجعَ ÙÙŠ اللØظة الأخيرة بعد أن نصØÙ‡ زملاؤه عدم النطق بالموضوع تØت القبة لأن ذلك قد يخلق مشكلةً بين السلطتين التشريعية والقضائية!
البعض يتØايل على الرقابة المسبقة من خلال تسريب الأخبار للصØاÙØ© الدولية أو العربية Øيث النشر ÙÙŠ الخارج غير مشروطÙØŒ ويقوم بالإشارة إلى المواقع والصØ٠الأجنبية لإخبار الأردنيين بما ÙŠØدث ÙÙŠ الأردن!
Ù†Ùشر Øول موضوع القضاة –مثلاً- ÙÙŠ مواقع إلكترونية ÙÙŠ الخارج، وبصورة مؤقتة Ù…Øلياً، ثم جرى سØبه من الموقع الأردني خوÙاً من الإغلاق والØجب Ùيما بقي الخبر ÙÙŠ المواقع العربية المقروءة ÙÙŠ الأردن.
تجاوز٠الرقيب ÙŠØدث بصورة٠إبداعيةÙØŒ Ø£Øياناً، خاصةً لدى الكتّاب الساخرين الذين يخترقون الرقابة من خلال استخدام الرمزية هروباً من مقص الرقيب.
Ù†Øتاج موقÙاً شجاعاً من الإعلامين والمثقÙين والمناصرين Ù„Øرية التعبير. من يصمت الآن سيتÙاجأ لاØقاً Øين تصل التراجعات ÙÙŠ الØريات إلى Øدود ما كان يعتبرها مسلمات، وسيجد Ù†Ùسه Ù…Øاصراً ÙÙŠ أبسط Øقوق التعبير والصØاÙØ©.
ÙÙŠ الوقت الØالي، الرقابة الذاتية ÙÙŠ الأردن قوية (94% Øسب  آخر دراسة٠لمركز Øماية ÙˆØرية الصØÙيين لعام 2014)ØŒ ولا تزال الرقابة الذاتية تØقق أعلى النسب، ولا يلزمنا تطبيق الرقابة المسبقة، لكن استمرار وتزايد التعميمات الرسمية من هيئة الإعلام قد ينتهي بتشكيل هيئة للرقابة المسبقة، ونجد أنÙسنا أمام الرقباء العسكريين/ الأمنيين، وننتظر ما إذا سيتم منØنا ختْم Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù„Ù†Ø´Ø± أو ختم المنع.
·       داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي، أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .