يناير 18 2015
Øضور قادة العالم ÙÙŠ باريس ينطوي على مسؤوليات
بقلم داود ÙƒÙتّاب
ملأ نشطاء الإعلام الإجتماعي الÙضاء الإلكتروني بالتعليقات والØجج Øول المبرر لوجود أو ضرورة غياب هذا القائد أو ذاك ÙÙŠ التظاهرة التي تمت ÙÙŠ باريس دعماً للشعب الÙرنسي نتيجة للÙعل الوØشي الذي أدى إلى مقتل الصØÙيين ورسامي الكاريكاتور ورجال الشرطة والمتسوقين اليوميين ÙÙŠ متجر يهودي.
تعرض الرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس للهجوم لذهابه إلى باريس ÙÙŠ وقت يتÙادى Ùيه الذهاب إلى غزة. والملك عبد الله الثاني تعرض أيضا٠للهجوم Ù„Øضوره المسيرة الÙرنسية ÙÙŠ Øين أن Øكومته لا تتقبل الرأي الآخر ولا تؤيد دائماً مبادئ Øرية التعبير.
عندما يتخذ رؤساء الØكومة قرارات مثل تلك التي اتخذت ÙÙŠ الأسبوع الماضي هناك بالطبع العديد من الإعتبارات التي تؤخذ بالØسبان. وعندما تدعو دولة عظمى مثل Ùرنسا للدعم العالمي يتعين على قادة العالم إظهار تضامنهم من خلال المشاركة الÙعلية.
ÙÙŠ ما يخص الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا Ùإن Øضورهما ÙÙŠ Ùرنسا كان له أدوار متعددة.  لم يكن Ùقط لإظهار التأييد العلني للشعب الÙرنسي المØزون ÙØسب، بل هو Øضور يدعم الإسلام المعتدل أيضاً.  العاهل الأردني وهو السليل المباشر للنبي Ù…Øمد والراعي لرسالة عمان Øول  Øوار الأديان كان ÙŠØتاج لأن يكون له Øضور ÙÙŠ مثل هذا الØدث.  وقد أظهر رد Ùعل المجتمع الإسلامي الÙرنسي أن Øضور الملك والملكة كان خطوة إيجابية على الرغم من المخاطر والانتقادات.
وعلى Ù†Øو٠مماثل، Ùإن Øضور عباس الذي تلقى دعوة مباشرة من قصر الإليزيه (بعد إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالØضور) يمكن تÙسيره وتبريره بشكل واضØ.  كانت Ùرنسا ولا تزال من أشد المؤيدين للØقوق الÙلسطينية.  صوّت البرلمان الÙرنسي قبل شهر واØد Ùقط Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù‚ÙŠØ§Ù… دولة Ùلسطينية والممثل الÙرنسي ÙÙŠ مجلس الأمن صوّت إيجاباً على مشروع قرار أردني يدعو إلى وضع جدول زمني لإنهاء الإØتلال الإسرائيلي Ù„Ùلسطين الذي دام 47 سنة. Â
الØضور الجليل لعباس ÙÙŠ باريس عزز شرعية السعي الÙلسطيني لإقامة دولة، كما أن Øضور القائد الÙلسطيني مع قادة العالم ÙÙŠ باريس ما هو إلا إعلان ضخم للدعم الدولي للشعب الÙلسطيني ولØقه الشرعي ÙÙŠ قيام دولة لهم. لكن على الرغم من المبررات Ù„Øضور هؤلاء القادة ÙÙŠ باريس، Ùإنه من المهم أن نتذكر أن السبب الرئيسي لمسيرة باريس كان إعلاناً لدعم Øرية التعبير. لا ينبغي أن تكون هذه الØرية اØتكاراً للدول الغربية.  أكد المجتمع الدولي ÙÙŠ الإعلان العالمي Ù„Øقوق الإنسان أن الØÙ‚ ÙÙŠ التجمع والتعبير هو ØÙ‚ من Øقوق الإنسان ولكل شخص ومجموعة التمتع به.
ويتعين على قادة العالم الذين أمسكوا بأيديهم ÙÙŠ مظاهرة باريس أن يتذكروا أن التزامهم بدعم ØÙ‚ الصØÙيين ورسامي الكاريكاتور الÙرنسيين للتعبير عن أنÙسهم Øتى باستخدام لغة هجومية وتصويرية ينطبق عليهم أيضاً. بعد 11 كانون الثاني/يناير لا يعقل أن يستمر قادة العالم ÙÙŠ غض النظر عن القيود والإنتهاكات المÙروضة على Øرية التعبير ÙÙŠ جميع أنØاء العالم. الإÙلات من العقاب الذي شهدناه من Øيث اعتبار Ø£Ùراد ÙˆØكومات مسؤولين عن انتهاك Øقوق الصØÙيين ÙÙŠ التعبير عن أنÙسهم لا يمكن أن يستمر أكثر من ذلك.
القادة الذين ذهبوا إلى باريس للتعبير عن دعمهم للشعب الÙرنسي تعهدوا تلقائياً لشعوبهم وللمجتمع الدولي بأن ØÙ‚ التعبير والتجمع غير القابل للتصر٠مضمون أيضاً ÙÙŠ بلدانهم مثلما ينطبق على الصØÙيين الÙرنسيين ووسائل الإعلام الغربية. المعايير المزدوجة والنÙاق التي كان ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø§ بالإستمرار سابقاً ينبغي أن يوضع Øد لها وأن يدرك القادة بأن العالم الذي شهد دعمهم Ù„Øقوق صØÙŠÙØ© ساخرة ÙÙŠ Ùرنسا لن يقÙوا مكتوÙÙŠ الأيدي ÙÙŠ المرة القادمة عندما يتم سجن صØÙÙŠ عربي بسبب ما يقوله أو يكتبه مما لا يرضي هؤلاء القادة أنÙسهم.
كانت Ø£Øداث الأسبوع الماضي ÙÙŠ Ùرنسا مأساوية Øقاً وتطلبت استجابة كبيرة. ولكن الآن وبعد أن عبّر العالم عن دعمه Ù„Øرية التعبير، Ùإنه ينبغي علينا Ù†ØÙ† شعوب العالم أن نطالب قادتنا بنÙس القيم ونصرّ عليها عندما يتعلق الأمر بالØÙ‚ ذاته ÙÙŠ بلداننا. وأن أي شيء أقل من ذلك سيكون عاراً على رسامي الكاريكاتور الÙرنسيين وغيرهم ممن ضØوا بØياتهم من أجل هذه الØرية. والآن Ù†ØÙ† جميعاً أمام مسؤولية مشتركة للØÙاظ على هذه الØريات لجميع شعوب العالم.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .