يناير 19 2015
هل نظرية المؤامرة تعÙينا من النقد الذاتي؟
بقلم داود ÙƒÙتّاب
كلما مرّ Øدث كبير يتم اتهام العرب أو المسلمين أنهم يقÙون وراءه نرى العديد من المعلقين يلصقون تهمة المؤامرة وراءه وكأن لسان Øالهم يقول إن من قام بتلك العملية لا يمكن أن يكون منا.
الادعاء بوجود العديد من المؤمرات Øول من يق٠وراء Ø£Øداث الØادي عشر من أيلول مثلاً لم تنته إلى أن تبين ÙÙŠ شريط Ùيديو للقاعدة تØمّلهم مسؤوليته. ولم يمرّ وقت على Ø£Øداث القتل ÙÙŠ باريس إلا وسمعنا العديد من الأقوال- Ø£Øياناً على لسان أشخاص مثقÙين – تÙØمّل مسؤولية العملية إلى كل جهة سوى من قام بها. ومرة أخرى تلاشت التصورات عند خروج شيخ من القاعدة ÙÙŠ اليمن ليتØمل مسؤولية ما Øدث على أساس أنه انتقام للرسول وهو أصلاً ما كان قد قاله الإخوان كوشي عند قيامهم بعملية القتل ÙÙŠ مكاتب الصØÙŠÙØ© الهزلية الÙرنسية.
ولكن أكبر وأكثر روايات المؤامرة هذه الأيام تتمØور Øول تنظيم الدولة الإسلامية المسمى «داعش.» تعددت التصورات والأقوال Øول من يق٠وراء تنظيم داعش المتطر٠بØيث لم يبقَ أي طر٠أو دولة إلا وقد تم ضمه لقائمة الدول والمجموعات المتهمة بأنها وراء داعش. الغريب أن أية Ù…Øاولة Ù„Øصر تلك الدول ينتج عنها معلومات متناقضة تشمل الكثير من الدول المشتركة الآن ÙÙŠ الØرب على داعش.
لا شك ان أجهزة المخابرات للعديد من الدول العظمى والصغرى مهتمة بموضوع مثل داعش لأسباب مختلÙØ© وقد تكون قد سهلت عن قصد أو غير قصد عمل أشخاص أو مجموعات مرتبطة أو أصبØت مرتبطة بداعش. Ùالمعرو٠أن أجهزة المخابرات تعمل ÙÙŠ الكثير من المواقع والدول بما Ùيها الدول الصديقة والدول المستقرة أمنياً Ùكم بالØري إمكانية أن تلعب تلك الأجهزة دوراً ÙÙŠ مناطق غير مستقرة مثل العراق.
ولكنني من غير المؤمنين أو المتØمسين Ù„Ùكرة المؤامرة والتي يدّعي المقتنعون بها أن هناك قوة كبرى تØرك كل ما يجري ضمن سيناريو Ù…Øكم ومخطط له مسبقاً. يقوم العديد من المعلقين ومنهم أشخاص ذوو الÙكر المتطور والعلمي بالإنزلاق لتكرار Ø£Ùكار عن مؤامرات Ù…Ùترضة دون توÙير الإثباث أو عناصر الإقناع. وكان صØÙÙŠ مرموق قد وقع ÙÙŠ هذا الÙØ® الÙكري عندما قال ÙÙŠ مقاله وبدون توÙير الØد الأدني من الإثبات- إن «أØمد داود أوغلو متورط هو ومخابراته ÙÙŠ دعم وتقديم التسهيلات لمنÙذي العملية الباريسية وتنظيماتهم.»
الغريب أن العديد من الأشخاص الذين يتبنون نظريات المؤامرة ينطلقون من منطلق عنصري ضد العرب والمسلمين. Ùتسمعهم يقولون «هل ممكن أن يقوم عربي أو مسلم بعملية معقدة ÙˆÙÙŠ غاية الدقة كعملية الØادي عشر من أيلول؟» ÙÙŠ Øين تسمع آخرين يقولون هل ممكن أن يقوم شخص مثل البغدادي ومجموعته باØتلال ثلث العراق خلال أيام؟ ولسان Øال هؤلاء أن العرب والمسلمين لا يملكون القوى والقدرة على القيام بتلك الأعمال.
الأمر الآخر الذي ينطلق منه المداÙعون عن تلك المؤامرات هو قناعتهم المتناقضة أن تلك الأعمال خاطئة ولكنهم ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت يقومون بتبرير الأعمال بسبب كونها إساءة للرسول أو دعم الدولة المستهدÙØ© لإسرائيل أو المØاولة للسيطرة على النÙØ· العربي. Ùإما تلك الأعمال خاطئة ويجب استنكارها بغض النظر عن Ø£Ùكار المؤامرة أو أنها صØÙŠØØ© ÙˆÙÙŠ ذلك الوقت ما هو سبب Ù…Øاولة إقناعنا أن من يق٠وراءها أميركا أو إسرائيل أو الماسونية أو.. أو.. أو.
ما هو مشترك ÙÙŠ كل اتهامات المؤامرة الخارجية هو الهروب من الاعترا٠أننا كعرب ومسلمين غير قادرين على التصر٠كدولة Øضارية تØترم القانون وتلتزم بالمعايير الدولية.
ÙˆÙÙŠ كل الأقوال تشعر بهروب غير مبرر من الاعترا٠بما وصلنا إليه من تÙكك دولنا وبلادنا بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية الوطنية والانزلاق وراء أمور عاطÙية (دينية أو وطنية) تدغدغ مشاعرنا ولكنها لا تخدم بلادنا ومستقبلها ومستقبل أبنائنا.
لا شك أن إسرائيل وبعض دول الغرب وآخرون لا يرغبون ما هو الأÙضل لنا ولكن هذا لا يعني أن علينا أن نضيع وقتنا ÙÙŠ البØØ« غير المÙيد ÙÙŠ تØليل مشاكلنا من خلال التهرب من مواجهة الØقائق التي نعرÙها كلنا.
المطلوب وببساطة شديدة وبعيداً عن الاتهامات بالجملة لهذا الطر٠أو ذاك أنه خل٠داعش أو القاعدة أو غيرهم أن نعتر٠بأخطائنا بجرأة وصدق ثم نضع خططاً منطقية لمعالجتها.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .