مارس 17 2015
هل تسببت إسرائيل بإنهاء التنسيق الأمني؟
موقع دوت مصر
بقلم داود ÙƒÙتّاب
عندما دخل الجنود الإسرائيليون مخيم الدهيشة الÙلسطيني ÙÙŠ Ù…ØاÙظة بيت Ù„ØÙ… ارتكبوا انتهاكات للاتÙاقيات الÙلسطينية – الإسرائيلية غالباً ما يشار إليها باسم اتÙاقيات أوسلو.
الاتÙاقات التي كان من المقرر أن تنتهي قبل نهاية القرن العشرين لا تزال معنا منذ عقد ونص٠من القرن الØادي والعشرين.  لكن الرصاص الإسرائيلي الذي وقع على جثة جهاد الجعÙري قد تكون قد قتلت تماماً ليس Ùقط الشاب الÙلسطيني ذا الثمانية عشر من العمر ÙØسب، بل أيضاً التنسيق الأمني مع إسرائيل.
قسّمت اتÙاقيات أوسلو الأراضي المØتلة (ناقص القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بطريقة Ø£Øادية الجانب) إلى ثلاث مناطق متميزة.  اØتÙظت إسرائيل بكامل السيطرة وبالØÙ‚ الأمني الكامل على المناطق (ب) Ùˆ(ج).  والÙرق هو Ùقط أن الÙلسطينيين ÙÙŠ المناطق (ج) ÙŠÙØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بالرقابة الإدارية أي التقاط القمامة وغيرها.
ولكن المناطق (Ø£) التي كان من المÙترض أن تنمو تدريجياً لتشمل الأراضي المØتلة بكاملها هي تØت السيطرة الإدارية والأمنية الÙلسطينية.  لا ÙŠÙØ³Ù…Ø Ù„Ø¥Ø³Ø±Ø§Ø¦ÙŠÙ„ دخول مناطق (Ø£) وأي شيء أو أي شخص يريدونه من تلك المناطق يجب أن يتم بالتنسيق مع قوات الأمن الÙلسطينية.  مخيم الدهيشة الذي هو تماماً ضمن مناطق (Ø£) هو تØت السيطرة الأمنية الÙلسطينية الكاملة.
لذلك عندما Ù‚Ùتل الجعÙري  وهو من المؤيدين Ù„Øركة ÙØªØ Â Ùإن الإسرائيليين لم ينتهكوا سيادة المناطق الأمنية الÙلسطينية ÙØسب، إلا أنهم دمروا الآلية الوØيدة المتبقية من التعامل الإيجابي مع الÙلسطينيين والتنسيق الأمني.
يعاني الرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس من ضغوط شديدة لإنهاء التنسيق الأمني.  مما لا شك Ùيه أن القضية ستناقش ÙÙŠ الدورة القادمة للمجلس المركزي الÙلسطيني ذي Øوالي المئة أربعة وعشرين عضواً. عادة ما يدعى المجلس للمناقشة والمواÙقة على القرارات الاستراتيجية التي تنطوي على مستقبل النضال الوطني الÙلسطيني. والإجتماع المقرر أن يعقد ÙÙŠ الرابع والخامس من شهر آذار/مارس تقرر انعقاده ÙÙŠ مقر الرئاسة الÙلسطينية ÙÙŠ رام الله.
عند مناقشة موضوع التنسيق الأمني، قد يكون الÙلسطينيون يقطعون آخر خيط للØبل المسدود الذي يربطهم بإسرائيل وجهاز اØتلالها. وبطبيعة الØال مثل هذا القرار ستكون له عواقب كبيرة عندما يتعلق الأمر بØياة الÙلسطينيين اليومية.  لقد تسببت إسرائيل بالÙعل بأضرار بالغة الأهمية للسكان الÙلسطينيين بمواÙقتها وللشهر الثالث على التوالي على تØويل عائدات الضرائب التي تجبيها نيابة عن الØكومة الÙلسطينية.  ومرة أخرى، Ùإن الإتÙاق الضريبي ما هو إلا جزء آخر من مذكرة التÙاهم الإسرائيلية الÙلسطينية وتكراراتها المتنوعة.
ماجد Ùراج وهو أعلى مسؤول أمني Ùلسطيني والذي يرأس دائرة المخابرات الÙلسطينية ويشاع أنه سيتم تعيينه نائباً للرئيس هو من مخيم الدهيشة. من المؤكد أنه سيÙطلب منه أن ÙŠØ´Ø±Ø Ù„Ù…Ø§Ø°Ø§ ينبغي الإستمرار بالتنسيق الأمني بينما سكان مخيم الدهيشة ÙŠÙقتلون على أيدي الجنود الإسرائيليين الذين لا ÙŠØترمون هذا التنسيق.
دون التنسيق الأمني ودون عائدات الضرائب بالإضاÙØ© إلى مخاطر إضاÙية تتمثل ÙÙŠ Ùقدان الملايين من الدولارات بسبب التعويضات القانونية التي قررتها Ù…Øكمة أميركية، تكون الØكومة الÙلسطينية والتي عملياً تدعى السلطة الÙلسطينية، قد ألغت Ù†Ùسها بنÙسها تماماً. سو٠تضطر إسرائيل، كقوة Ù…Øتلة إلى تØمل مسؤولية الأراضي المØتلة والسكان الذين ورثتهم عندما انتشرت قواتها ÙÙŠ الضÙØ© الغربية وقطاع غزة.
اتÙاقية جني٠الرابعة التي أنشئت بعد الإØتلال الألماني Ù„Ùرنسا والذي طال أمده (ÙÙŠ ذلك الوقت)ØŒ تنظم مسؤوليات القوة المØتلة.  إسرائيل ومØاكمها ترÙض أن تقبل أن المناطق الÙلسطينية التي تسيطر عليها قواتها هي أراض٠مØتلة.  وتقول إنها أراض٠متنازع عليها ونتيجة لذلك ترÙض ØÙ„ الإدارة المدنية التي تم إنشاؤها من قبل الجيش الإسرائيلي ÙÙŠ أعقاب اØتلال عام 1967.   استمرت الإدارة المدنية تعمل ÙÙŠ المناطق (ج) وغالباً بالتواÙÙ‚ مع طلب المستوطنين وبهد٠إعاقة أي تطور ونمو Ùلسطيني.  تشمل مناطق (ج) والتي تغطي ما يقرب 65Ùª من الأراضي المØتلة جميع المناطق خارج المدن المأهولة وكذلك وادي الأردن بأكمله (باستثناء أريØا).
الجندي الإسرائيلي الذي ضغط على الزناد ÙÙŠ مخيم الدهيشة يوم الأربعاء قد يكون قتل الأمن ذا العقدين من العمر والترتيب السياسي الذي استÙاد منه إلى Øد بعيد الإسرائيليون واØتلالهم ومشروع استيطانهم ذو ال 47 سنة من العمر.  ولعل الوقت قد Øان بأن ينكش٠المظهر الكاذب لعملية السلام، وأن يتم Ù…Øاسبة نظام الإØتلال عن Ø£Ùعاله القبيØØ©.  باستثناء اليسار Øزب ميريتس والقائمة العربية المشتركة، لم يشمل أي Øزب إسرائيلي رؤيته لمستقبل الأراضي المØتلة ÙÙŠ برامجه.  بينما يتم إنشاء Øكومة ائتلاÙية جديدة، Ùإن القيادة الإسرائيلية المقبلة قد تجد Ù†Ùسها مباشرة أمام الرعاية الإجتماعية لأربعة ملايين من الÙلسطينيين الذين يعيشون تØت الإØتلال.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .