أبريل 14 2015
يجب أن نخاطب بعضنا البعض قبل أن نخاطب الغرب
موقع دوت مصر بقلم داود ÙƒÙتّاب
نقاشات Ùكرية طويلة تدور Øول الوضع العربي وغياب اØترام الغرب لنا ولقضايانا. ويقوم البعض بالتنظير لسبب هذه الÙجوة وما هي الطرق الأمثل لردم الهوة الكبيرة التي تÙصلنا عن أصØاب القرارات ÙÙŠ العواصم الغربية. وقد تكون اتÙاقية الإطار الأخيرة التي وقعتها خمس دول كبيرة مع إيران مثالاً على ما تستطيع دولة ضعيÙØ© نوعاً ما لتØقيقه من خلال رؤية واضØØ© واستراتيجية Ù…Øكمة وتنÙيذ دقيق.
وبمدى إعجاب البعض Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥ÙŠØ±Ø§Ù† ÙÙŠ انتزاع اتÙاقية تلبي هدÙها بامتلاك القدرة النووية رغم معارضة شديدة من العالم الغربي وإسرائيل إلا أننا Ù†Ùشل المرة تلوة الأخرى بتØقيق أمور أقل أهمية بكثير ÙÙŠ Øوارنا مع الغرب والذي يبدو أنه Øوار من جانب واØد- الجانب الآخر طبعاً.
من المؤكد أن الدول تتعامل مع بعض ضمن رؤيتها لمصالØها ÙˆÙÙŠ الدرجة المتأخرة قيمها المشتركة. وبما أن للدول الغربية Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙƒØ«ÙŠØ±Ø© ÙÙŠ منطقتنا ابتداء من النÙظ ومروراً ÙÙŠ موقعنا الاستراتيجي كرابط بين الشرق والغرب إلا أننا Ù†Ùشل وباستمرار من قط٠ثمار موقعنا الاستراتيجي ومواردنا النÙطية وغيرها من Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØªÙŠ يمكن أن نوÙرها للغرب لكي ÙŠØترمنا بدل من الإهانة المستمرة لنا.
يقول البعض إن سبب تقهقرنا ÙÙŠ خلق علاقة ندية مع الغرب هو وجود دولة الغرب المدللة إسرائيل ÙÙŠ منطقتنا ورغبة الغرب بمشاركة الدولة العبرية ÙÙŠ كل سياساتها الخارجية ولأسباب داخلية مرتبطة بأمور عديدة منها “لوبيات الضغط” ومنها الإرث الديني اليهودي المسيØÙŠ وغيرها من الأسباب.
إلا أن سبباً واØداً لا يتم التطرق له كثيراً هو غياب طرق الاتصال والمخاطبة مع العرب بأسلوب مقنع وناجع بعيداً عن تسييس كل أمر ووضع ضوابط أيدولوجية تÙقد أية مخاطبة من قدرتها على وصول الهد٠المرجو.
ضع٠أو Øتى غياب الخطاب العربي الموجه للغرب لا علاقة له بالأمور التقنية أو Øتى اللغوية. من الممكن أن نخلق عشرات الصØ٠والإذاعات ومØطات التلÙزة الناطقة بكاÙØ© اللغات الموجودة ÙÙŠ دول الغرب ولكننا Ù†Ùشل ÙÙŠ مخاطبة الغرب. Ùالموضوع ليس مرتبطاً بوسائل إعلام أو بتوÙر ناطقين بلغات أجنبية؛ ما ينقصنا هو Ùكر متØضر إنساني يستطيع أن ينقل بأمانة وإخلاص ومهنية عالية آمالنا وجراØنا وتطلعاتنا. ولكن Øتى نستطيع أن ننقل Ùكراً متنوراً ومتØضراً Ù†Øتاج إلى مراجعة Øقيقية وأمينة لكل مكونات Ùكرنا وثقاÙتنا وأعراÙنا وتقاليدنا.
وجود Ùكر متØضر نتمتع به ونستطيع نقله للآخر لا يعني التنازل عن مبادئنا ÙˆØضارتنا وثقاÙتنا بل يتطلب تطويرها عامودياً وأÙقياً بØيث تشكل إطاراً منتجاً يتÙاعل مع العالم من منطلق الندية والإØترام وليس من منطلق المعرÙØ© المطلقة والتكبر على الآخر ونØÙ† ÙÙŠ أسوأ Ùتراتنا. الإعترا٠بضعÙنا ونقد الذات من أهم الأسس التي من الضروري توÙرها لتشكل العامود الÙقري لاستراتيجية جديدة يكون الإنسان العربي بنسائه ورجاله بشيوخه وشبابه بمواليه ومعارضيه المكونات الأساسية لمجتمع صØÙŠ واثق من Ù†Ùسه ومستقبله.
تطور Ùكرنا وانعكاس ذلك ضمن استراتيجية Ù…Øكمة يتطلب جرعة قوية ومÙرّة من الإعترا٠بموقعنا المتخل٠ومصائبنا التي طالما أخÙيناها تØت السجادة. كما يعني أي تطور جاد ÙˆØقيقي تغييراً جذرياً لأولوياتنا بØيث يعود المواطن ليلعب الدور الأساس ÙÙŠ بناء مجتمع متØضر ومتقدم.
أنسنة Ùكرنا وثقاÙتنا وإعلامنا سيخرجنا من واقع لا إنسانيتنا وتØول مآسينا ومصائبنا إلى مجرد أرقام تتناقلها وسائل الإعلام وهي تتسارع ÙÙŠ تغطية أخبارنا الساخنة من سوريا إلى ليبيا ومن العراق إلى اليمن. Ùالإعتقالات تنعكس بأرقام، وإطلاق الرصاص على المظاهرات يترجم إلى عدد قتلى، وبراميل الموت تØصد العشرات، والعمليات الإنتØارية وغيرها تنتج الموتى والجرØÙ‰ وكل ذلك يتم نقله من خلال أرقام لا Øياة لها.
لن نستطيع أن نخاطب الغرب عن آلامنا وآمالنا قبل أن نواجه من ÙŠØاول أن ينزع عنا إنسانيتنا ومن Øوّل Øياتنا وأØلامنا إلى أرقام يتم تسجيلها ÙÙŠ نشرات الأخبار العاجلة وسرعان ما يتم نسيانها مع انشغالنا بخبر أكثر Øداثة من بلد أو مخيم اØتل مؤخراً من هذا التنظيم أو تلك الجماعة.
نعم Ù†ØÙ† بØاجة إلى خطاب جديد ولكن قبل أن نتوجه لمخاطبة الغرب Ù†ØÙ† بØاجة إلى قلب الموازين والتØدث بصراØØ© وإنسانية إلى بعضنا البعض لعل وعسى نستطيع الخروج من Ø¥Øباطنا إلى بدايات تشكيل خطاب ÙŠØترم الإنسان ويقدره ليس كرقم عابر ولكن كمصدر أساسي لكل المجتمع والوطن الذي ننتمي إليه.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .