مايو 02 2015
لا صوتَ يعلو Ùوق صوت الدستور
زاوية تكوين/ موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
من البديهي والمتوقع بأن تكون هناك أطرا٠معارضة لكل مواطن أو جهة ترغب بالتظاهر. إذ أن مبدأ التظاهر مبني على Ùكرة الإØتجاج لا التواÙÙ‚ØŒ ولو كان الكل متÙقاً لما كان هناك Øاجة للتظاهر.
التظاهر والتعبير عن الرأي من أهم أسس النظام الديمقراطي، وجرى شمل Øرية التعبير ÙÙŠ الدساتير، وسن قوانين وتعليمات وأنظمة هدÙها الضمان المطلق Ù„ØÙ‚ التعبير، والتأكيد ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه على عدم تأثير هذا الØÙ‚ على الأمن والسلامة العامة. Ùلا يجوز مثلاً أن يدعو Ø£Øدهم إلى التظاهر ÙÙŠ منطقة مكتظة بالسكان والسيارات، ÙˆÙÙŠ ساعات الذروة، Ùقد يتعذر توÙر الأمن والسلامة العامة للمتظاهرين وللمواطنين Ùيها.
Øرصت الدساتير والقوانين على بعض الشروط البسيطة المتعلقة بØÙ‚ التظاهر لضمان عدم استغلالها لمنع أو تعطيل تنÙيذ هذا الØÙ‚. والدولة ممثلة بجهازها التنÙيذي من شرطة ودرك ومخابرات ملزمة بØسب دستورها وقوانينها بتطبيق أمين لها من دون تسييس أو تدخل لمن ÙŠÙØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بالتظاهر لأي هد٠أو شعار يرÙع خلال المظاهرات.
أردنياً، انتقلت آلية تنظيم التظاهر من مواÙقة المØاÙظ، كما كان قبل التعديل الدستوري، إلى مجرد عملية إشعار يقوم بها  المواطن أو الجهة من دون الØاجة لانتظار مواÙقة أو تصريØ. غير أنه منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين الأم برغبتها ÙÙŠ التظاهر، ÙÙŠ الأول من أيار، بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس الجماعة ÙÙŠ الأردن، انطلق هجوم متعدد الأطرا٠ مستخدماً معلومات ÙˆØجج واهية لمنع قيام الاØتÙالية المذكورة.
الرÙض بدأ من وزير الداخلية، وتواصل من خلال مسؤولين سياسيين وأمنيين، ثم انتقل إلى وسائل إعلام Øكومية وشبه Øكومية، وكذلك أطلق عدد كبير من “السØيجة†ذرائع غير منطقية تمنع ممارسة مواطن أو جهة أردنية Ù„Øقها الدستوري.
وجرى التواصل الرسمي مع وسائل الإعلام الخاصة والمجتمعية والطلب منها عدم الانجرار وراء دعاة المظاهرة، وقال مسؤولون †إن الوضع لا ÙŠØتملâ€
اعترض البعض على قيام جماعة الإخوان بنشاط لأنها جماعة غير مرخصة، علما أن الدستور لا ÙŠØدد أو يشترط هوية أو قانونية أو شرعية الجهة التي تنوي التعبير عن رأيها. الشرط الوØيد هو الإشعار وعدم تعطيل السلامة العامة، وهذه شروط جرى التقيد بها عبر إخبار الإخوان Ù…ØاÙظَ العاصمة بتظاهرتهم قبل أيام عدة.
آخرون قالوا عن جهل، أو غيره، بأن التظاهرة بØاجة إلى ترخيض، وهو أمر كما أسلÙنا غير صØÙŠØ Øسب المادة 16 من الدستور المعدل عام 2011. .
التØريض الرسمي وشبه الرسمي ضد مكون وطني وجهة أردنية يعد انØيازاً مع مجموعة ضد أخرى، علماً أن رئيس الوزراء أكد ÙÙŠ مجلس الأمة أن الØكومة لا علاقة لها بالخلا٠داخل Øركة الاخوان المسلمين، وأنها تقÙ على مساÙØ© واØدة من طرÙÙŠ النزاع. كثيرون شككوا بتصريØات رئيس الØكومة، آنذاك، وهو ما أثبته موق٠الأجهزة التنÙيذية للدولة.
تنص المادة السادسة من الدستور أن “الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم ÙÙŠ الØقوق والواجبات وإن اختلÙوا ÙÙŠ العرق أو اللغة أو الدينâ€ØŒ كما ينص القسم الذي يكرره الوزراء والمسؤولون أمام الملك “أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك، وأن Ø£ØاÙظ على الدستور، وأن أخدم الأمة، وأقوم بالواجبات الموكولة إليّ بأمانةâ€. النصوص الدستورية والقوانين هي الØÙƒÙŽÙ… الوØيد بين المواطن والمسؤول، ÙˆÙÙŠ Øال وقوع خلا٠Ùإن المØكمة الدستورية تÙصل ÙÙŠ التÙسيرات المختلÙØ©.
السلم الأهلي والوØدة الوطنية وتماسك النسيج الشعبي منوطة بمبدأ سمو الهوية الوطنية على كل الهويات الÙرعية ومدى التزام الجميع باØترام نصوص القوانين وتطبيقها بشكل متساو٠بين جميع المواطنين. Ùالمواطنة هي القاسم المشترك للجميع، وكلما أيدنا وداÙعنا عن ØÙ‚ المواطن ÙˆÙÙ‚ ما أوردته النصوص الدستورية والقوانين ترسخت مبادئ الإستقرار والإستدامة عوضاً عن استقرار هش يعتمد على مزاج ورأي مسؤول لا على عقد اجتماعي متÙÙ‚ عليه من مكونات الوطن كاÙةً.
لقد Ùعل العقلاء ÙÙŠ جماعة الإخوان المسلمين خيراً بتأجيل Ùعاليتهم، المقررة أمس الجمعة، وجاء ÙÙŠ بيانهم المقتضب أن الجماعة تؤكد على “اØتÙاظنا بØقنا الدستوري والقانوني كأبناء لهذا الوطن بإقامتها ÙÙŠ الوقت المناسب, وسنبقى بإذن الله الأوÙياء لديننا ووطننا ودعوتناâ€. وهو Ùعلاً Øقها مثلما هو ØÙ‚ كل أردني.
لست من مؤيدي الإخوان المسلمين، ÙˆØتماً لست من أنصار Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ كان يرغب بالتظاهر، لكن الأمر غير متعلق بمواقÙهم بقدر ما هو متعلق بØقهم المكÙول دستورياً. لن Ù†Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ تطوير مجتمعنا وزرع بذور الديمقراطية إلا Øين نكون مستعدين لترديد قناعاتنا علناً واØترام قناعات الآخرين، وكما قال  Ùولتير “إنني أختل٠معك ÙÙŠ كل كلمة تقولها لكنني سأداÙع Øتى الموت عن Øقك ÙÙŠ أن تقول ما تريد.”  Â
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .