مايو 30 2015
شراكة Ù…ØÙÙˆÙØ© بالمخاطر
زاوية تكوين/ موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
أعلن ÙÙŠ المؤتمر الاقتصادي العالمي، الذي عقد ÙÙŠ البØر الميت مؤخراً، عن توقيع عقود استثمارية  بمليارات الدولارات. وكان لاÙتاً هذا العام الارتÙاع الكبير ÙÙŠ عدد العقود التي تØمل طابع الشراكة بين القطاعين العام والخاص. Ùما هي Ùوائد ومخاطر هذا النوع من النشاط الإقتصادي؟
من الطبيعي أن تشكل الشراكة العامة –الخاصة مصلØØ© ÙˆÙائدة للطرÙين، Ùالقطاع العام له أولويات، ولديه إمكانيات إدارية ومالية كما للقطاع الخاص خبرة ÙÙŠ الإنتاجية والتميز تتÙوق بسهولة على نشاطات القطاع العام. لكن الشراكة المذكورة تØمل معها مجموعة من المخاطر يجب أن تكون الدولة واعية لها.
إن أساس Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الشراكة يعتمد على شرطين: وجود قطاع عام يمثل –Øقيقة- رغبات المواطنين ورقابتهم على عمله، Ùمن المÙترض عدم بقاء مسؤولين مؤثرين ÙÙŠ مواقعهم إذا استنكر الشعب سوء أدائهم، وأن يجري اختيار ممثل القطاع الخاص على أسس الشÙاÙية المطلقة، وأن يكون Øقاً متساوياً لأي طر٠وطني ÙÙŠ المناÙسة على تنÙيذ تلك المشاريع.
Ùهل يتوÙر هذان الشرطان؟ ÙÙŠ القطاع العام يصعب إقناع المواطنين أن المسؤولين يمثلون الشعب، ويعملون بهد٠خدمة المجتمع، وأنهم يخضعون للرقابة الØقيقية من ممثلي الشعب. لن أخوض ÙÙŠ غياب أركان الØاكمية الرشيدة والمØاسبة، لكن أشير إلى اختيار أغلبية النواب (ممثلي الشعب) عبر قانون الصوت الواØد ÙÙŠ غياب نظام Øزبي Ùعال.
ولم نسمع قبل انعقاد مؤتمر البØر الميت عن تناÙس بين الشركات الخاصة التي تشارك ÙÙŠ المشاريع الضخمة، Ùهل كانت عملية اختيار الشركاء من القطاع الخاص Ø´ÙاÙØ©ØŒ وكانت الÙرص متساوية للجميع؟ الجواب سلبي بالطبع.
رغم الشكوك المذكورة يبقى هناك جملة أسئلة مهمة Øول كيÙية اختيار المشاريع والأولويات التي تبرم بناء عليها العقود. لقد أعلن ÙÙŠ مؤتمر البØر الميت عن الخطة العشرية التي قد تشكل أساساً لبعض الأولويات، لكن هل Øصلت تلك الخطة على مصادقة مجلس الأمة أم هل Ø£ØµØ¨Ø Ù„Ù„Ø³Ù„Ø·Ø© التنÙيذية ØÙ‚ التخطيط والتنÙيذ من دون العودة لممثلي الشعب؟
تشكل الشراكة العامة الخاصة مخاطر ÙÙŠ مجال عدالة التناÙسية، Ùمن السهولة أن تؤثر بعض المشاريع ÙÙŠ القطاعين الصناعي والسياØÙŠ وغيرهما سلباً على التناÙسية، والأمر Ù†Ùسه ينطبق على إقامة Ù…Øطة تلÙزيون مشتركة بين القطاعين العام والخاص من دون إعطاء أي من المشغلين الØاليين للتلÙزيونات أو غيرهم من المهتمين Ùرصة ليمثلوا الشريك الخاص.
هل تم إجراء دراسة جدوى Øول تأثير تلك المØطة التلÙزيونية على القطاع الخاص، الذي يستثمر القائمون عليه مبالغ كبيرة خلال السنوات الماضية ليجد Ù†Ùسه ÙÙŠ مناÙسة غير عادلة مع Ù…Øطة تØصل على Ùوائد ومزايا من الØكومة، وتقدم أرباØاً مبالغاً بها لشريك Ù…Øدد من غير أن يكون هناك دراسة على تأثير المØطة الجديدة على المØطات القائمة.
قام الملك، مؤخراً، بانتقاد غياب التنسيق مع القطاع الخاص ممثلاً برجال ونساء الأعمال والغر٠التجارية والصناعية، ووعدت الØكومة بمعالجة القضية، لكن هل تم Ùعلاً إشراك القطاع الخاص ÙÙŠ العقود المليارية التي أعلن عنها ÙÙŠ داÙوس؟
ليس من الخطأ وجود شراكة بين القطاعين العام والخاص على أن تنÙØ° الشراكة من خلال برنامج وآلية واضØØ© وشÙاÙØ© ضمن أولويات لا يستطيع القطاع الخاص ÙˆØده تنÙيذها، بØيث لا تدخل الØكومة والقطاع العام ÙÙŠ مناÙسة مع القطاع الخاص، وهو من المؤكد سيشكل ضرراً على المدى البعيد، خاصة ÙÙŠ Øال تعثرت تلك المشاريع.
الØÙ„ بسيط، لكنه صعب التنÙيذ ÙÙŠ ظل الØكومات الØالية وآلية عملها، إذ يمكن ØÙ„ بعض المشاكل عبر نشر جميع المعلومات المتعلقة بتلك الشراكة أمام الرأي العام.
الأردن كان أول دولة عربية تسن قانون ØÙ‚ الوصول للمعلومات، وأول دولة عربية انضمت إلى مشروع الØكومة المÙتوØØ©ØŒ لكن تلك التشريعات والشراكات لم ينتج عنها تدÙÙ‚ Øقيقي للمعلومات، Ùلا تزال الدولة بأدواتها ووزاراتها وبلدياتها كاÙةً تعمل بثقاÙØ© Øجب المعلومات وليس نشرها طوعاً.
المطلوب ثورة Øقيقية ÙÙŠ مجال تدÙÙ‚ Øقيقي للمعلومات لكي يقتنع المواطن بأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتم بشÙاÙية وعدل وبهد٠خدمة المجتمع وضمن أولويات الدولة من دون أن تؤثر سلباً على القطاعات المختلÙØ©.
- داود ÙƒÙتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .