يونيو 05 2015
وقْ٠تعميمات هيئة الإعلام
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب*
القارئ المتخصص يتلمس رغبةً ÙÙŠ تخÙي٠وطأة التدخل الØكومي ضمن آخر تعميم وزعته هيئة الإعلام، وجاء بناء على كتب رسمية وصلت إلى الهيئة من قبل وزير الدولة لشؤون الإعلام، ووزير الصناعة والتجارة Øول كيÙية تغطية الإعلام للصادرات الأردنية.
اØتوى التعميم العبارة التالية: “يرجى عدم التسرع بنشر أو بث أية معلومات عن المنتجات الأردنية الزراعية والصناعية بصورة سلبية إلا بعد الرجوع للجهات المختصة، وذلك ØÙاظاً على سمعة المنتجات الأردنية ÙÙŠ الخارج وما يسببه ذلك من تأثير سلبي على Øجم الصادراتâ€. من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† كلمات مثل: “يرجى†وâ€Ø¹Ø¯Ù… التسرع†هي من صياغة مدير عام الهيئة الدكتور أمجد القاضي بغرض تلطي٠Øدة تعميمه.
التعميم يهد٠إلى إعطاء توجيهات مهنية صØÙية، لكنه جاء على شكل وثيقة رسمية مروّسة من الهيئة مما أضع٠تلك المØاولات النبيلة. Ùلو صدر التعميم من نقابة الصØÙيين أو من المجلس الأعلى للإعلام الذي ترأسه القاضي قبل Øلّه لكان الأمر مقبولاً. أما أن يأتي من الجهة Ù†Ùسها التي تقدم التراخيص، ولها السلطة ÙÙŠ سØبها أو معاقبة من يخال٠بنودها Ùهذا خلط كبير يضاع٠من الرقابة الذاتية، خاصة أن التعميم جاء ÙÙŠ سياق سلسلة تعميمات كان أولها عن الجيش ثم عن الشرطة وثالثها عن دائرة الإÙتاء.
كان هناك شكوى من التعميم الأول، غير أن ظرو٠الØرب ÙÙŠ الشمال ÙˆÙّرت غطاءً Ø³Ù…Ø Ø¨ØªÙ…Ø±ÙŠØ±Ù‡ØŒ إلاّ أن تكرار التعميمات وتوسعها بات يشكل خطورة على استقلالية الإعلام.
صعوبة الأمر تبرز بأن القاضي أستاذ جامعي ÙÙŠ الإعلام، ومؤمن بØريته، ويعي أن التدخل ÙÙŠ عمله من جهة Øكومية يسجل ضد الدولة واستقلالية إعلامها، لكنه ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه وبصÙته مديراً معيناً من قبل الØكومة، ومرجعيته المباشرة وزير الدولة لشؤون الإعلام، Ùإنه لا يستطيع أن يتجاهل طلباً مباشراً منه، وهنا تكمن المشكلة.
ÙÙŠ الأنظمة الديمقراطية يتم اØترام استقلالية الإعلام ÙˆØمايته من تدخل الØكومات، Ùإذا كان دور البرلمانات إضاÙØ© للتشريع هو رقابة الØكومة بالتوازي مع استقلال القضاء، Ùمن المؤكد ضرورة اØترام وضمان استقلالية السلطة الرابعة ÙˆØريتها. العلاقة الصØية تتضمن وجود مساÙØ© بين الØكومة وبين الجهات الرقابية ÙÙŠ السلطة التشريعية أو القضاء أو الإعلام.
معالجة المعضلات تجري من خلال هيئة تنظيم للإعلام تكون مستقلة، وتتشكل غالباً من مجلس أمناء يمثل الطي٠الوطني، ولا تكون مرجعيتها السلطة التنÙيذية.
ما يعقد الأمور أكثر، بالطبع، هو أن للØكومة وسائل إعلام تملكها مباشرة أو بشكل غير مباشر، وأخرى لها تأثير كبير عليها، ويزيدها تعقيداً قرار الØكومة الأخير بإنشاء تلÙزيون جديد من المÙترض أنه سيشغّل بنظام الخدمة العامة مثل هيئة الإذاعة البريطانية، ولا ÙŠÙعر٠إلى الآن من هي الجهة التي ستملك وتدير وتموّل هذه المØطة. علماً بأن تعري٠اليونسكو لتلÙزيون الخدمة العامة واضØØŒ وهو أنه “ليس تجارياً ولا تملكه الدولة ويجب أن يكون Øراً من التدخل السياسي والضغوطات التجاريةâ€.
منذ أسابيع عدة تÙناقش أمور متعلقة بالتنظيم الذاتي الإعلامي، وجرى تباØØ« Ùكرة تشكيل مجلس شكاوى مستقل يهد٠إلى توÙير وسيلة للتواصل بين الإعلام وبين المجتمع. قد يمثل هذا الجسم المستقل مخرجاً لتخÙي٠الأعباء غير السهلة التي تلقى على كاهل رئيس هيئة إعلام Ù…Øدود الصلاØيات ومقيد ÙÙŠ العمل. وإلى Øين استبدال نظام تعيين رئيس لهيئة الإعلام من قبل الØكومة بمجلس مستقل يوÙر الاستقلالية لمديره، Ùمن المØبذ أن تتجنب الهيئة ورئيسها تعميمات إضاÙية لا تÙيد كثيراً، وتضر بØرية الإعلام بØسب المؤشرات العالمية.
*  مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .