أغسطس 23 2015
غياب صورة البطل
بقلم داود ÙƒÙتّاب
زاوية تكوين/موقع عمان نت
يرى باØثون -اعتماداً على دراسة واقع الشباب ÙÙŠ المنطقة العربية- أن Ø¥Øدى أكبر المشاكل تتركز ÙÙŠ الÙراغ الكبير الذي يشعرون به، وخلصت دراساتٌ عديدةٌ إلى أن سبب Ø¥Øباطات الشباب العربي يعود لغياب Ø¢Ùاق مستقبلية واثقة بأن القادم Ø£Ùضل من الوضع الØالي.
لا شكّ أن بعض الإØباط مردّه الوضع الاقتصادي، وانسداد Ùرص العمل أمام عدد كبير من الشباب والشابات، والتي تعتبر نسبتهم (كما هي نسبة البطالة Ùيما بينهم) من أعلى النسب عالمياً، لكن الأمر غير Ù…Øصور ÙÙŠ الموضوع الاقتصادي ÙØسب، وإلا كي٠يتم تÙسير انضمام شباب من دول وضعها الاقتصادي جيد إلى التنظيمات المتطرÙة؟
جزءٌ من المشكلة أساسه غياب صورة البطل أو القدوة ÙÙŠ Øياة الشباب، مع تكرار قصص لأشخاص غادروا الوطن بسبب الإØباط وعدم الاهتمام بهم، ثم انطلقوا ونجØوا ÙÙŠ الخارج، لدرجة راجت ÙÙŠ أوساط الشباب مقولة “لا كرامة لنبي ÙÙŠ وطنهâ€ØŒ للتأكيد على إهمال الدولة ÙÙŠ تكريم الناجØين لديها.
إذا أمعنا ÙÙŠ البØØ« عن شخصية البطل، ÙÙŠ مجتمعاتنا، لا نجد دلائل على وجودها باستثناء لاعبي كرة القدم (غالباً من الأجانب) أو بعض الÙنانين، وبسبب غياب الانتخاب الØر والمستقل Ùإن ممثلي الشعب لا ÙŠØظون بأي اهتمام لدى شباب٠لا يكترث لوجودهم إلاّ Øين ÙŠØتاج وساطة لتØصيل وظيÙØ© ما، أو مساعدة ÙÙŠ الØصول على مقعد جامعي، أو إعÙاءً طبياً، أو غيرها من الخدمات.
غياب صورة البطل لا يعني بالضرورة اختÙاء أبطال أو أشخاص قدوة ÙÙŠ Øياتنا، إذ يشير باØثون أن الشاب أو الشابة ينظران، غالباً، إلى Ø£Øد الأقرباء (خال أو عمة وغيرهما) الناجØين ÙÙŠ أعمالهم كونه قدوة لهم، وخارج نطاق الأهل لا يوجد هناك ثقاÙØ© تبرز عامل Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ مجتمعاتنا، والقضية ليست ÙÙŠ غياب قصص Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ù„ ÙÙŠ عدم الاهتمام ÙÙŠ إبرازها.
قد يعود عدم الاهتمام إلى أسباب عديدة منها الغيرة أو العنصرية، Ùإذا كان Ø§Ù„Ù†Ø§Ø¬Ø Ù…Ù† قبيلة مختلÙØ© أو من بلد آخر، أو من جنس مغاير، Ùإننا Ù†Ùضل تجاهله بينما يجري تضخيم أعمال من هم من جماعتنا، Øتى لو كان نجاØهم أقل أهمية.
تابعنا منذ مدة قصيرة كيÙية رد Ùعل البعض على Øصول Ùتاة عراقية على المرتبة الأولى ÙÙŠ امتØانات التوجيهي، كأن التÙوق يجب أن يبقى Ù…Øصوراً بأشخاص Ù†Ø±ØªØ§Ø Ø¥Ù„ÙŠÙ‡Ù…ØŒ ويمثلون عشائرنا، وغيرها من هوياتنا الÙرعية، التي تعكس نظرة ضيّقة وسلبية.
للجهات الرسمية والشعبية، والإعلام، دور مهم ÙÙŠ كش٠وإبراز قصص Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ø¹ÙŠØ¯Ø§Ù‹ عن العنصرية والÙئوية، Ùتكريم غير المستØقين ÙŠÙرّغ الÙكرة من أهداÙها، ويضاع٠الإØباط لدى الجمهور العام، ويÙقده الثقة بمن هم ÙÙŠ موقع القرار.
يجب أن يكون إبراز قصص Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¬Ø²Ø¡Ø§Ù‹ من Øملة واسعة تهد٠إلى إعادة ثقة المجتمع، خاصة الشباب، ÙÙŠ Ù†Ùسه ÙˆÙÙŠ مستقبله، ومن أجل عدم الانجرار وراء التطر٠والاعتماد عليه بوصÙÙ‡ نموذجاً إيجابياً للخروج من الأزمات المØيطة بنا.
لا توجد عصا سØرية لمعالجة جملة الإخÙاقات، التي يواجهها الشباب العربي، ÙÙŠ عصرنا الØالي، لكن علينا البØØ« عن أبطال٠Øقيقيين، وإبراز إنجازاتهم، سعياً لتكريسهم قدوة للشباب، لعلهم يشكلون عنصراً Ùعالاً ÙÙŠ تغيير نمط التÙكير الموّلد للإØباط واليأس.
* داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .