أغسطس 14 2015
عجائب البرلمان
بقلم داود ÙƒÙتّاب
زاوية تكوين/موقع عمان نت
من أهم ما يميّز البرلمانات، عالمياً، هو التصاق أعضائها بمجتمعاتهم، إذ تعتبر صوت الشعب، ويسمّى رئيس البرلمان، ÙÙŠ معظم الدول، الناطق باسمه، لأنه يمثل صوته، إلا أن البرلمان الأردني لا تنطبق عليه هذه التسمية، والمتابع لجلساته يتÙاجأ من ابتعاده عما هو متوقع منه، بأن يكون مجلس الأمة، ويعكس أمانيها وتطلعاتها.
قام البرلمان منذ أشهر عدة بمناقشة قانون المرئي والمسموع، ولاØظ المتابعون أن موق٠الØكومة كان Ø£Ùضل من مواق٠نوّاب ÙÙŠ ما يتعلق بعقوبات الإعلام المرئي والمسموع، Øيث طالب بعضهم بØبس الإعلاميين ÙÙŠ Øين أيدت الØكومة الإنذار والغرامة المالية.
وقع أمر غريب Øين ناقش مجلس الأمة، مؤخراً، قانون البلديات، Øيث رÙض النواب بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø ØªÙˆØµÙŠØ§Øª اللجنة المكلÙØ© بدراسة القانون، وأوصوا بقبول مسودة القانون كما جاءت من الØكومة، علماً بأن اللجنة منتخبة من البرلمان، Ùلماذا يجري اختيار لجنة وتعطى الوقت لدراسة قانون ما، ثم يتم التصويت خلاÙاً لتوصياتها. قد يكون هناك اختلا٠Øول بند أو بندين، لكن لا ترÙض الاقتراØات كاملة من اللجنة المختصة، كأنها لا تÙقه شيئاً، بينما كلام الØكومة منزلٌ.
من يتابع جلسات البرلمان، التي أصبØت تبث على يوتيوب من خلال موقع “جوردان ديزâ€ØŒ وعلى راديو البلد، قد يشعر بيأس من ممثلي الأمة لدى سماع مداولاتهم، ورؤية منطقهم الأعوج. والأغرب من ذلك هو كيÙية تعامل النواب مع النائب رلى الØروب، التي تقوم ÙÙŠ كل جلسة بالتØضير لها، وتقدم اقتراØات منطقية هامة تبررها بجمل مختصرة ومÙيدة، ليكون التصويت ضد مقترØاتها، ولا ÙŠÙهم Ø£Øد لماذا تÙرÙض باستمرار مهما كانت، رغم أن المتابع المستقل للØروب، النائب المنتخب على مستوى الوطن، يلØظ منطقية عديد من طروØاتها، لدرجة أصبØت الØروب تعلّق واثقة بأن مداخلتها سيتم رÙضها، وتكمل غير مبالية بنتائج التصويت المعترضة على Ø£Ùكارها دوماً.
ضع٠عمليات التØشيد والإقناع المسبق قد يكون سبب عدم Ù†Ø¬Ø§Ø Ù…Ù‚ØªØ±Øات الØروب، لكن هذا لا يعÙÙŠ النواب من عدم قبولهم اقتراØاً منطقياً واØداً. الاستنتاج من كل ذلك أن نواب الأمة لا يمثلون من انتخبهم، وليس لديهم رأي تجاه العديد من القضايا سوى الجري غير المنطقي وراء المواق٠الرسمية، ÙÙŠ أغلب الأوقات، وإن اختلÙوا مع الØكومة يكون الاختلا٠ÙÙŠ التشدد ضد مصلØØ© المواطن وليس انتصاراً له.
بعد إقرار قانون الأØزاب والبلديات، وقريباً قانون اللامركزية، سيÙعرض قانون جديد للانتخاب، ويؤكد لنا العارÙون ÙÙŠ بواطن الأمور أن القانون لن يقرّ الصوت الواØد سيّء الصيت، وسيكون القانون الجديد أكثر تمثيلاً Ù„Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ØŒ وسيخÙض عدد النواب عن العدد المبالغ Ùيه Øالياً (150 عضواً)ØŒ وتك٠أيديهم عن توÙير الوساطات للوظائ٠والخدمات، لأن هذه الصلاØيات ستناط بمجالس المØاÙظات.
وجود برلمان يمثل المواطن والوطن، ويسن القوانين ويراقب أداء الدولة ركن أساسي ÙÙŠ إدارة الدولة الديمقراطية الØديثة، وما نراه ÙÙŠ مجلس النواب السابع عشر لا يلبي الØد الأدنى من طموØات المواطن أو الملك.  Ùهل يمكننا أن Ù†Øلم ببرلمان أكثر تمثيلاً، وأعضائه لديهم وعي أكبر، ويØسن الاستماع للمداخلات، ويصوّت Øسب ضميره، ويراعي Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø©ØŒ وليس “بصيماً” لما يريده هذا الطر٠أو ذاك.
* داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .