نوفمبر 25 2015
أين سعة صدر المسؤولين؟
زاوية تكوين/عن موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب *
“الوزير كذا وكذا يتطاول على الله والملك والجيشâ€â€¦ لا شك أنه يصعب على أي Ùرد كان وزيراً أو مواطناً تقبّل تهجم بعنوان مثل هذا، لكن تØوّل الغضب والانزعاج من عنوان مثير كهذا يجب ألا يتØول إلى عملية انتقامية تشمل توقي٠الصØÙÙŠ وناشر الموقع بناء على قانون الجرائم الإلكترونية.
يتعرّض المسؤولون ÙÙŠ الأردن، ÙˆÙÙŠ أنØاء العالم كاÙةً، لانتقاد وتهجم يصل Ø£Øياناً إلى Ø§Ù„ØªØ¬Ø±ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ù‡ÙŠØ±. ومن ØÙ‚ المسؤول، كما من ØÙ‚ المواطن، أن يرد على مثل هذا التهجم بطرق سلمية عبر المØاكم لا من خلال استعراض جبروته الØكومي ÙÙŠ تعامله مع الصØاÙØ©.
ينسى أو يتناسى المسؤول أنه بمجرد مواÙقته أن يتقلد منصبه الرسمي، Ùإن الØماية الشخصية المتوÙرة له كمواطن تقل Øين ÙŠØµØ¨Ø ÙÙŠ موقع المسؤولية. ومن الطبيعي أن يتعرض الوزير لنقد٠–ولاذع Ø£Øياناً- ولا يمتلك الØÙ‚ باستخدام صلاØياته وعلاقاته مع المدعي العام بصÙته الØكومية لكي يوعز بتوقي٠الصØÙيين.
قال الملك عبد الله الثاني منذ سبع سنوات، ÙÙŠ تشرين الثاني من العام 2008ØŒ لرؤساء التØرير إنه لن تتكرر عمليات توقي٠الصØÙيين على قضايا النشر، ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø£Ù† أي شخص تضرر من الإعلام ÙŠØÙ‚ له متابعة الموضوع من خلال المØاكم المدنية. الملك كان يتØدث عن ØÙ‚ المواطن برÙع دعوى من خلال المØاكم –منطقياً- وليس عن الوزراء الذين لديهم قدرة أكبر بكثير مما يتوÙر للمواطن العادي أن يرد على تهجم وسائل الإعلام.
يخطىء من يعتقد أن له Øصانة خاصة ياعتباره وزيراً أو رئيس وزراء، ÙالمØاكم ÙÙŠ الأردن، والعالم كله، تنظر بشÙقة إلى المواطن الذي يجري التشهير به أكثر من أي مسؤول. وقوانين Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙˆØ§Ù„Ø°Ù… Ø´Ùرّعت خصيصاً Ù„Øماية المواطن لا المسؤول.
وأن يأمر وزير –يساري ومن المطالبين Ø¨Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ شامل- بتوقي٠صØÙÙŠ على خلÙية ما نشر، Ùإن ذلك يعدّ تجاوزاً، رغم أن القانون ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بمقاضاة مدنية إذا رأى أن المادة المنشورة تشكّل تعدياً عليه. الغريب أن ذلك طال إعلامياً ينتسب إلى نقابة الصØÙيين، ويعمل ÙÙŠ صØÙŠÙØ© إلكترونية مرخصة. ومن الأغرب أن المقال المشار إليه تم نشره ورقياً من دون أن يستطيع المدعي العام توقي٠الصØÙÙŠ لأن قانون المطبوعات والنشر- كما هي توجيهات الملك- يمنع توقي٠الصØÙÙŠ على قضايا النشر.
من يوق٠الصØÙيين يستغل ثغرة قانونية وقعت على خلÙية تعديل لقانون الجرائم الإلكترونية لم يدر٠به Ø£Øد، والبند الØادي عشر منه تØديداً، الذي Ø³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„ØªÙˆÙ‚ÙŠÙ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ù‚ لمن يستخدم وسيلة إعلام إلكترونية (أياً كانت) لما يعتبره المدعي العام قضية Ù‚Ø¯Ø ÙˆØªØ´Ù‡ÙŠØ± من دون الØصول على أمر قضائي. إن العدالة تتطلب أن يعرض على قاض٠متمرس ليØكم إذا كان المقصود Ùعلاً قدØاً وتشهيراً، ومنها قضايا الإعلام، Ùالمتعار٠عليه ÙˆÙÙ‚ التوجيهات الملكية وقانون المطبوعات أن لا يتم توقي٠الصØÙيين على قضايا النشر.
أعلن رئيسا مجلسي الأعيان والنواب الأسبوع الماضي رÙضهما لمبدأ توقي٠الصØÙيين، ووعدا بالعمل على إجراء ما هو مطلوب لإغلاق أية Ùجوه قانونية ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ.
ليس المطلوب هو تعديل التشريعات المتعلقة بتوقي٠الصØÙيين Ùقط، إنما على المسؤولين -ÙÙŠ مقدمتهم الوزراء، والقائمين على مشاريع الإصلاØ- أن يتوقÙوا عن استخدام القانون لعقوبة من ينتقدهم أو يذمهم.  على المسؤول أن يوسّع صدره، ويØتمل ما لا ÙŠØتمله المواطن العادي، لأنه اختار موقع مسؤولية طوعاً.
* داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .