ديسمبر 16 2015
هل العدالة عمياء ÙÙŠ بلادنا Ùعلاً؟
زاوية تكوين/عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
تØضر ÙÙŠ أروقة الساسة والمشرّعين، ÙÙŠ أنØاء العالم كاÙةً، مدرستان Ùكريتان تسعيان إلى تØقيق العدالة، ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø§Ø±Ø¬ÙŠÙ† على القانون؛ مدرسةٌ تؤمن بتغليظ العقوبات المصادرة للØريات عبر زيادة مدة السجن الÙعلي للمخالÙين، بما ÙÙŠ ذلك المخالÙات غير العنيÙØ©ØŒ مقابل مدرسة Ùكرية أخرى تؤمن بتقليص العقوبات، خاصة السجن، لما لتلك العقوبة من مضاعÙات تساهم ÙÙŠ ارتÙاع معدلات الجريمة بدلاً من انخÙاضها، علاوةً على التكلÙØ© الباهظة، ومنها تكلÙØ© السجون Ù†Ùسها على المجتمع، وتكلÙØ© غير مباشرة من خلال الازدياد الكبير لخريجي السجون المنبوذين اجتماعياً، وهو ما يسبب جرائم جديدة تØمّل المجتمعات تكالي٠إضاÙية.
ينتمي الأردن -بدرجة كبيرة- إلى المدرسة الأولى، وهو ليس الوØيد ÙÙŠ هذا الاتجاه المتشدد Øيال المنتهكين للقانون، سواء كان ذلك إجراماً عنيÙاً أو غير عني٠(مثل المخدرات والتهرب الضريبي)ØŒ وترتÙع لدينا مدة المØكوميات Øتى للمخالÙات غير العنيÙØ©.
الغريب ÙÙŠ الأمر أن أعلى نسب٠للسجون والسجناء وأطول Ùترات الأØكام Øتى للقضايا غير العنيÙØ© هي ÙÙŠ الولايات المتØدة. هناك أكثر من 2.3 مليون شخص خل٠القضبان ÙÙŠ أميركا، بينما لا يصل عدد السجناء ÙÙŠ الصين -الذي يبلغ عدد سكانه أربعة أضعا٠سكان الولايات المتØدة- إلى 1.6 مليون. وتختل٠الØال من ولاية لأخرى، إذ تصل نسبة السجناء ÙÙŠ ولاية “تكساس” الجنوبية إلى 1000 لكل 100,000ØŒ ÙÙŠ Øين تبلغ النسبة ÙÙŠ ولاية “منسوتا” الشمالية الـ 300ØŒ ÙˆÙÙŠ ولاية “مين” الليبرالية يصل العدد إلى 273 لكل 100,000. المعدل الأميركي هو 693ØŒ مقارنة بنسبة السجناء ÙÙŠ السويد، وهي 83 لكل 100,000، وتصل نسبة السجناء ÙÙŠ الأردن إلى 150 لكل 100,000 Ùرد.
عملية السجن وطول مدة المØكومية من اختصاص السلطة القضائية، الذي يشكل التØيّز Ùيها عاملاً مثيراً للانتباه رغم مبدأ مساواة المواطنين أمام القانون كما ÙŠÙˆØ¶Ø Ø´Ø¹Ø§Ø± العدالة المÙمَثّل بامرأة معصومة العينين تØاول الØÙاظ على تساوي ÙƒÙتي ميزان.
وقد دعا مؤخراً رئيس الوزراء السابق د. عدنان بدران ÙÙŠ اØتÙالية بمناسبة يوم مكاÙØØ© الÙساد – نظمها مركز الشÙاÙية الأردني- إلى ضرورة معالجة جذرية لسلطة القضاء، واعتبر أنها بØاجة إلى عملية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¬Ø°Ø±ÙŠØ©.
لدى مراقبة كيÙية تعامل السلطات العدلية ÙŠØªØ¶Ø Ø¹Ù…Ù‚ المشكلة وغياب المساواة بين المواطنين ÙÙŠ سبيل تØقيق العدالة، Ùهناك Ùرق شاسع ÙÙŠ كيÙية معالجة المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية ومن تابوا أو قرروا العودة إلى الوطن لسبب أو آخر، Ùتصل Ø£Øكام البعض إلى أربع أو خمس سنوات، بينما لا تجري معاقبة آخرين نتيجة تدخّل نائب٠أو مسؤول٠معين.
لا شك بأن التعامل مع Ø£Ùراد٠انضموا إلى Øركات مثل داعش والقاعدة ÙŠØتاج إلى استراتيجية واضØØ©ØŒ غير أنه مهما بدت هذه الاستراتيجية متشددة أو متسامØØ©ØŒ Ùإنه يجب أن تطبّق بالتساوي من دون Ù…Øاباة لابن عائلة معينة أو بسبب توسط شخصية ناÙذة. كأن يكون هناك سياسة واضØØ© تهد٠إلى إقناع الشباب بالعودة إلى صوابهم وتوÙير العÙÙˆ لهم شرط أن لا تكون هناك تهمة مباشرة موجهة إليهم بارتكاب جرائم عنيÙØ© ضد الأردنيين أو جرائم ضد الإنسانية مثلاً.
تØتاج المنظومة العدلية ÙÙŠ الأردن، خاصة ÙÙŠ ما يتعلق بالشباب المنتمين إلى التنظيمات المتطرÙØ©ØŒ إلى ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆØªØ·Ø¨ÙŠÙ‚ عادل للجميع، واذا تم التواÙÙ‚ على أن إبقاء العقوبة المشددة يردع آخرين من الانضمام لتلك الØركات، Ùإن Ù†Ø¬Ø§Ø Ùكرة الردع ÙŠØتاج إلى إثبات٠من خلال تطبيقه على الجميع بلا تمييز.
العدالة يجب أن تبقى عمياء تطبّق القانون بمساواة، ولا تتأثر بخلÙية المتهم الاجتماعية والعشائرية أو صلته بجهات معينة يمكنها التوسط من أجله!
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .