فبراير 10 2016
عندما يتÙوق العر٠على القانون
زاوية تكوين/موقع عمان نت
من الأسس، التي تقوم عليها الدولة الØديثة، سمو القانون والأنظمة المكتوبة على كل أمر عداها بما ÙÙŠ ذلك رغبة المسؤول أو النخب الØاكمة. ورغم ادعائنا بأننا نعيش ÙÙŠ دولة القانون والمؤسسات إلا أن النصوص المكتوبة والاتÙاقيات لا وزن لها مقابل أهواء المسؤول. مكالمة هاتÙية من موظ٠مخابرات تهزنا وتثنينا عن تنÙيذ القانون، واتصال من مكتب المØاÙظ بÙندق يعد أقوى من التشريعات، والمطالب العشائرية ØªØµØ¨Ø Ø£Ù‡Ù… من نصوص دستورية.
Â
ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة، Ùإن من يرÙع صوته يكون أقوى من سلطة الØÙ‚ والقانون والنظام!
Â
لاØظت هذا مؤخراً خلال نقاش عائلي، Ùكلما Ùشل Ø£Øد أنسبائي ÙÙŠ الدÙاع عن قرار وإجراء غير قانوني يأتي بجملة مكررة بأنه يجب اØترام العر٠ÙÙŠ بلدنا، وكأن الأعرا٠تÙوق ÙÙŠ قيمتها القانون والدستور. هذا الوضع غير الملزم يوÙر مخرجاً لمن لا يرغب بالالتزام بنص الكلمة المكتوبة ويÙضل الصيغ الÙضÙاضة على النصوص الواضØØ© والدقيقة.
Â
المنطق ذاته يتكرر ÙÙŠ العديد من التعاملات بين الناس، ومن الأسهل عليهم قبول الإشاعات وترديدها بدلاً من التأكد من صØتها، ولغة التهديد والوعيد باتت من أهم وسائل الضغط على مدير أو مسؤول، وكل ذلك يدل على ضع٠الØجة واØترام الكلمة والنص المدوّن.
Â
ولا زلنا Ù†Øلّ معظم مشاكلنا بالطريقة العشائرية، وإن ادعينا الØضارة وتقلدنا مناصب عليا، وكأن الØمض النووي Ùينا يميل بصورة كبيرة للØلول السهلة والاتÙاقات الآنية غير الملزمة.
Â
لست معترضاً على إيجاد Øلول وتÙاهمات لقضايا كثيرة عوضاً عن التوجه للمØكمة ÙÙŠ كل صغيرة وكبيرة. لكن المشكلة تكمن ÙÙŠ أننا نتوصل إلى اتÙاقيات وتÙاهمات تعارض Ø£Øياناً المبادئ والقوانين Ùقط لأننا نريد أي ØÙ„.
Â
ربما كانت الØلول العشائرية، ÙÙŠ وقت ما، مناسبة لطبيعة المجتمعات التي كانت متنقلة وتعتمد على زعيم العشيرة ÙÙŠ توÙير أساسيات الØياة، غير أننا ÙÙŠ القرن الØادي والعشرين، نعيش أجواء مدنية ومجتمعات متداخلة ÙÙŠ مدن مختلطة لا يعر٠الإنسان Ùيها جاره أو من يسكن ÙÙŠ الØÙŠ الذي يقطن Ùيه، ولا بدّ من إيجاد وسيلة أكثر عدالة وأسهل تطبيقاً من التÙاهمات والأعرا٠التي كانت تطبّق ÙÙŠ أزمنة مختلÙØ©.
Â
ÙŠØتكم الÙرد، اليوم، إلى الاتÙاق المكتوب، وإلى النصوص القانونية الواضØØ©ØŒ والى العقد المجتمعي المتÙÙ‚ عليه وهو الدستور. وباØترام تلك النصوص يمكن ØÙ„ الخلاÙات بين الأÙراد، ÙˆÙÙŠ Øال تعثر الØÙ„ يتم اللجوء إلى القضاء المستقل.
Â
الالتزام بالنص وتقبّل سيادة القانون غير سهل، ويتطلب ممارسات صØÙŠØØ© وأشخاصاً ملتزمين يصبØون قدوة للمجتمع. ÙÙŠ Øين نرجع إلى الوراء سنين عندما نأتي بممارسات غير صØÙŠØØ©ØŒ وأØياناً غير دستورية يقوم بها مسؤولون ÙÙŠ مواقع مهمة.
Â
رغم التقدم الملموس الذي نشهده ÙÙŠ بلادنا، إلا أننا نرى نظاماً موازياً وقانوناً غير مكتوب يتم الاستÙادة منه ÙÙŠ التØايل على النصوص المكتوبة والمتÙÙ‚ عليها. وما تسمى بـâ€Ø¶Ø¹ÙˆØ· الهاتÙ†تمارس على النواب ليصوّتوا خلاÙاً لقناعاتهم، وهو Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¯Ù„ÙŠÙ„ على غياب اØترام إرادة الشعب الممثلة بأÙراد يتم انتخابهم لتمثيله.
Â
قد تكون الضغوطات على النواب المنتخبين مسألة طبيعية ÙÙŠ كاÙØ© الدول والمجتمعات، لكن عندما تأتي الضغوطات من جهة رسمية أو سلطة تنÙيذية Ùإن ذلك ينس٠مبدأ Ùصل السلطات.
Â
الضغوطات ومØاولات تغيير الواقع من خلال استخدام القوة الخÙية ÙÙŠ المجتمع ليست Ù…Øصورةً بجهة ما، ويمكن ملاØظتها ÙÙŠ العديد من الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية ÙÙŠ مجتمعنا.
Â
تقدم المجتمعات يتطلب بالأساس اØترام الكلمة المكتوبة بالعقود والاتÙاقيات والتعهدات، وعلينا أن نبدأ باØترام الكلمة المكتوبة.
Â
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .