فبراير 24 2016
القمم العربية والقمم الأوروبية
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب *
اعتذر العاهل المغربي، الأسبوع الماضي، عن استضاÙØ© بلده لمؤتمر القمة العربية، الذي كان مقرراً أن ÙŠÙعقد ÙÙŠ مدينة مراكش ما بين 29 إلى 31 مارس/ آذار المقبل. وجاء تعليل القرار ÙÙŠ بيان صدر عن الخارجية المغربية بما يلي: “نظراً للتØديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، Ùإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية ÙÙŠ Øد ذاتها، أو أن تتØوّل إلى مجرد اجتماع ومناسبةâ€.
اللاÙت أنه ÙÙŠ اليوم Ù†Ùسه، الذي أعلن Ùيه عن تأجيل القمة العربية، كان زعماء أوروبا ÙÙŠ خضم Ø¥Øدى أهم قممها التي ناقشت لساعات طويلة مطالبات المملكة المتØدة بإعادة النظر ÙÙŠ انضمامها إلى الكتلة الأوروبية، الأمر الذي نتج عنه بعد Ù…Ùاوضات شاقة قرار سيتم التصويت عليه ÙÙŠ استÙتاء شعبي Øزيران المقبل.
القمم العربية، غالباً، ما تØمل الكثير من المظاهر والشكليات، وقليل من القرارات والمÙاوضات الØقيقية بينما نظيراتها الأوروبية تÙعقد من أجل Øلّ الخلاÙات لا التهرب منها.
بØØ«ÙŒ سريع٠عن القمم الأوروبية يظهر أنه منذ عام 1975 كانت تÙعقد ثلاث مرات سنوياً، وما بين 1996-2007 أصبØت تÙعقد على الأقل أربع مرات، أما بين 2008 Ùˆ 2015 Ùقد ارتÙع معدل اللقاءات الأوروبية على مستوى القمة إلى سبع مرات سنوياً.
طبعاً قد يقول قائل إن الاضطرابات ÙÙŠ العالم العربي ليست مثل أوضاع أوروبا، وإن هناك Øروباً وصراعات أهلية ÙÙŠ العديد من بلدانه، وإن بعض الأنظمة العربية متØالÙØ© مع Ø£Øد أطرا٠النزاع ÙÙŠ الدول التي تشهد اقتتالاً داخلياً.
يشكل العالم العربي تكتلاً من المÙترض أن يكون أكثر تجانساً من Øيث اللغة والثقاقة والقيم مقارنةً بالمجتمعات الأوروبية التي تتعدد Ùيها اللغات والإثنيات والثقاÙات.
كلنا نعر٠أن الخلاÙات الأوروبية الداخلية أدت إلى Øربين عالميتين، وأن الأجواء الØالية قد تكون نتيجة قناعة الأوروبيين بعدم جدوى الØروب وضرورة التÙاهم والالتقاء للØوار، ولو أدى ذلك إلى السهر ليال٠طويلة للخروج بتÙاهمات متÙÙ‚ عليها.
لقد كان عقد القمة العربية موضوعاً خلاÙياً إلى أن تم إدخال مبدأ الاجتماع السنوي العادي من دون تأجيل للخروج من مأزق التهرب من المواجهات ÙˆØÙ„ المشاكل، لكن القرار المغربي يرجعنا إلى المربع الأول، ويعكس عمق المشكلة والمأزق الذي يعيشه عالمنا العربي، واÙتقد Ùيه المواطن والمسؤول مبدأ تقبل الآخر والتعامل مع الواقع من دون Ù…Øاولة Ùرض واقع جديد.
يعكس أسلوب تعاملنا مع المشاكل جزءً كبيراً من مشكلتنا الØالية التي يعلو Ùيها صوت المدÙع والرشاش على صوت الØوار واللقاء والتÙاهم.
لقد كش٠الربيع العربي، وما جاء بعده، أزمات عميقة تنØر عالمنا العربي طالما كنا نرÙض مواجهتها، والتعامل معها للخروج بØلول منطقية مدنية تجنبنا الخلا٠والقتال.
من مبادئ الØوار والتÙاهم واللقاء هو اØترام الآخر، وتقبّل وجود أكثر من رأي Øول مشكلة ما، والابتعاد عن Ùكرة اØتكار طر٠معين للØقيقة وللرأي من دون الاستعداد للاستماع للآخر والبØØ« عن Øلول مشتركة.
لقد نما الاتØاد الأوروبي من سوق٠مشترك إلى نظام٠سياسي ومالي يضاهي التكتلات العالمية كاÙةً. ويشكل مبدأ الØوار والتÙاهم وتقبل الآخر قاعدة أساسية سمØت لهذا التطور المذهل منذ نهاية الØرب العالمية الثانية ÙÙŠ منتص٠القرن الماضي.
Ù†ØÙ† ÙÙŠ العالم العربي، ÙˆÙÙŠ مؤسسة الجامعة العربية، بأمسّ الØاجة الى استنساخ هذا الأسلوب الناجع والمبني على مبدأ ÙÙŠ غاية البساطة، وهو اØترام الآخر والبØØ« عن القواسم المشتركة بدل الانقسامات التي تÙرقنا.
* داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .