أبريل 03 2016
Ù†ØÙˆ مجتمع ناقد٠وشجاع
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
Ø£Øد Ø¥Øباطات مجتمعنا هو التباعد بين المواق٠العلنية وبين التطبيق العملي لها. وكما ينبري النوّاب للاعتراض على الموازنة العامة ثم يصوّتون لها، هناك مجموعة كبيرة من الممارسات التي نعيشها وينطبق عليها مبدأ انÙصام الشخصية.
كم شخصاً يشكو من الوساطة والمØسوبيات، لكنه أول من يستخدمها عندما تكون لصالØÙ‡ أو لمصلØØ© Ø£Øبائه. وكم شخصاً ينتقد تجاوز الدور والنظام، ثم يكون أول من يخالÙهما ÙÙŠ Øال توÙرت له الÙرصة.
يشكو كثيرون من الÙساد والتهرب الضريبي وغيرهما من الآÙات الاقتصادية، إلا أنهم يسارعون لمعرÙØ© إمكانية تهربهم الضريبي، وليس لديهم مشكلة ÙÙŠ الاستÙادة من تضارب المصالØØŒ وتجاوز الأنظمة للØصول على منØØ© أو عطاء، أو غير ذلك من سلوكيات لا يمكن نعتها سوى أنها Ùساد. وكأن “الواسطة” والÙساد والتهرب الضريبي وغيرها من الإشكاليات تنطبق على الجميع ما عداهم.
ÙÙŠ مقال٠سابق٠تØدثت عن غياب القدوة، وكي٠يÙشل النواب ÙÙŠ أن يشكلوا نموذجاً لمجتمعهم من خلال سن قوانين تمنع التدخين، وتتطبق على الجميع، ما عدا مجالسهم!
القيمة التي يعطيها المجتمع لقاداته تكون، ÙÙŠ كثير من الأØيان، غير متأثرة بسلوك الأشخاص ودورهم المجتمعي. ÙيكÙÙŠ أن تكون الجهة، التي ترعى أو تكرّم الأشخاص، ترغب بمنÙعة ما من شخصية معينة، ونرى أن كل السلبيات يتم زجها تØت البساط ÙÙŠ Øين يتم تضخيم أية إيجابيات ولو صغيرة.
المÙارقة بين النظرية والواقع وبين الأقوال والأÙعال ليست Ù…Øصورة بالأÙراد أو المجموعات بل يمكن رؤيتها Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ تعامل الجهات الرسمية Øكومية أم شبه Øكومية أم خاصة. كما يمكن أن نراها بصورة واضØØ© ÙÙŠ تقييم الخبر والمقال على مبدأ اهتمامنا بهذا الشخص أو ذاك، وليس على أساس القيمة الإخبارية أو المضمون المهم لما يكتب. Ùينشر مقالٌ سخيÙÙŒ لكاتب ما، ÙÙŠ Øين ÙŠÙرÙض مقال مهم وأصيل لآخر والسبب شخصي لا موضوعي.
هذ التناقض يكون Ø£Øياناً معتمداً على المØاباة؛ الخلÙية المناطقية والدينية والطائÙية والشللية وغيرها من العوامل التي تؤثر علينا عندما نقوم بتÙضيل شخص على آخر من دون الاهتمام بالمضمون أو الجوهر.
تتجلى تلك التناقضات أكثر Ùأكثر عندما يجري التعامل مع أشخاص ينتقدون الوطن ولو كان ذلك النقد بناءً. Ùتسمع الغالبية تقول “مع إنو معهم ØÙ‚ بس ما بسير ينشر غسيلنا قدام الغرباء”ØŒ وتعتمد تلك المقولة على المبدأ الخاطئ الذي يعتبر أن التستر عن الأخطاء هو Ø£Ùضل علاج لها.
وكما يقول المثل عندما يذوب الثلج يبين ما تØته، ÙˆØين تقع الكارثة يبدأ الجميع بالانتقاد، لكن لا Ø£Øد يتذكر كي٠كان التعامل مع الأشخاص والجماعات على أسس الولاء الأعمى بدلاً من اعتماد أسس الكÙاءة.
ما Ù†Øتاجه هو ثورة Ù…Ùاهيم وصراØØ© ÙÙŠ التعامل وصدق ÙÙŠ التقييم، بعيداً عن المØسوبية والتمييز والتناقض بين الأقوال والأÙعال. وهذا يتطلب وجود نخبة ناقدة شجاعة تقول الØقيقة على رؤوس الأشهاد من دون التردد أو الخو٠من العقاب أو الانتقام، ÙˆØتى يتشكل مثل هذه النخبة علينا دعم المØاولات الصادقة لعل وعسى نصل إلى الوعي اللازم لتتØول هذه النخبة إلى كتلة مؤثرة.
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .