أبريل 07 2016
هل الشجاعة معدية ÙÙŠ الأردن؟
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
عندما خرج للعالم بـ”ويكيليكس”ØŒ قال مؤسس المشروع إن “الشجاعة معدية”ØŒ ÙÙŠ أمل منه أن يقوم Ø£Ùرادٌ ÙÙŠ مواقعَ مهمة٠بالاستمرار بعملية كش٠المستور، وتسريب معلومات مهمة Ù„Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù….
هذا المبدأ ربما شجّع Ø£Øد العاملين ÙÙŠ مكتب “موساك Ùونسيكا” للمØاماة، ÙÙŠ دولة بنما، وهو يعمل ÙÙŠ مجال الخدمات بأن يسرب كمّاً كبيراً من المعلومات Øول شركات “الأوÙشور” منذ أكثر من سنة.
“الاتØاد الدولي للصØاÙيين الاستقصائيين”ØŒ ومقرّه واشنطن، Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ موقعه الإلكتروني أن الوثائق المسربة تØتوي على بيانات٠تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 أل٠شركة أوÙشور ÙÙŠ أكثر من 200 دولة ومنطقة Øول العالم.
لم يتوق٠الأمر عند عملية التسريب.  Ùمن بين ملايين الوثائق المسربة هناك مجموعة من القصص والتØقيقات بØاجة إلى متابعة وتمØيص، لذلك تشكلت مجموعة ضخمة من الصØÙيين (Øوالي 330 صØÙياً من أكثر من مئة مؤسسة إعلامية) Øول العالم، وتم توزيع المعلومات لكل منهم Øسب المناطق الجغراÙية التي يعملون Ùيها مع الØصول على التعهد بعدم النشر قبل اليوم المتÙÙ‚ عليه عالمياً.
بالإضاÙØ© لشجاعة المسرّب ومهنية الإعلاميين هناك الØاجة، طبعاً، إلى الشجاعة ÙÙŠ النشر خاصة إن كان Ù…Øلياً، وليس ÙÙŠ الخارج Øيث تتوÙر الØماية القانونية.  والشجاعة ÙÙŠ النشر تتطلب بيئةً Øاضنةً تتوÙر Ùيها المعطيات القانونية والتشريعية، ÙˆØاضنة مجتمعية تدعم الإعلام الØر والمستقل، وتقلل من قدرة الجهات الرسمية والأمنية على التدخل ÙÙŠ العمل الصØÙÙŠ.
لقد Ù†Ø¬Ø Ø±Ø§Ø¯ÙŠÙˆ البلد/ عمّان نت ÙÙŠ العمل الاستقصائي الأخير بتمثيل مهم للأردن ÙÙŠ الØصول Øصرياً على وثائق أردنيين متورطين ÙÙŠ شركات الأوÙشور، وتم تØديد القصص التي سيركز عليها بناء على Ùرضيات٠علمية٠شملت عملية تØقيق استقصائي عالية المهنية.
المؤسÙ أن بعض الجهات الأكثر علاقة ÙÙŠ مشروع هذا التØقيق، ممثلة برئاسة الوزراء، ومسجّل الشركات لم يتعاونا بتاتاً مع Ùريق التØقيق رغم التواصل الخطي معهما، وطلب معلومات أساسية مثل عدد الشركات الدولية العاملة. ورغم أن الأردن كان أول من سنّ قانوناً يوÙر الØÙ‚ للوصول للمعلومات إلا أن هذا القانون لم يشمل آلية قوية ÙˆÙعالة ÙÙŠ الØصول عليها.  وقد أدى غياب وزيرة الثقاÙØ©ØŒ التي أعطاها القانون صÙØ© رئيسة لجنة تدرس شكاوى المواطنين ضد عدم التعاون مع القانون، إلى انØياز اللجنة بصورة أكبر Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¬Ù‡Ø§Øª الأمنية الممثلة ÙÙŠ مجلس المعلومات، إذ تغيبت الوزيرة عن جميع جلساته، وبررت ذلك بكونها غير ملمّة٠بالأمور الصØÙية.
إضاÙØ© إلى ما سبق، هناك ما يدعو إلى الغرابة ÙÙŠ مجال التعامل مع قضايا ذات طابع عام، إذ امتنعت مثلاً الصØ٠الرسمية جميعها عن متابعة أي أمر متعلق بـ”أوراق بنما”ØŒ Ùيما قامت صØÙŠÙØ© مستقلة بمعالجته من دون أي ذكر للموضوع المØلي، كأن الأردن لم يكن ضمن العملية الاستقصائية.  أما المواقع الإلكترونية والإذاعات والتلÙزيونات Ùلم تتابع ما تم نشره من مواضيع متعلقة بإشكالية وجود شركات الأوÙشور.
قد يقول البعض إن الخيط رÙيع جداً بين الشجاعة والغباء.  Ùليس من الشجاعة مثلاً القيام بÙعل٠قد يؤدي إلى توقي٠الإعلامي أو توق٠الوسيلة الإعلامية، إلا إذا كان الهد٠الاستعراض، وليس عملاً مهنياً ذا Ùائدة مجتمعية.
بات ضرورياً خلْق الأجواء المناسبة والØاضنة الشعبية، التي تضمن دعماً وتشجيعاً للعمل الاستقصائي، ليتØول Ùعلاً إلى عدوى تÙيد المجتمع وتقويه.
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .