مايو 11 2016
هل تجاوز الأردن إخÙاء المعلومات عن الرأي العام؟
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
ÙÙŠ معرض دÙاعه عن الموق٠الØكومي بضع٠تطبيق قانون الØÙ‚ ÙÙŠ الوصول للمعلومات قال الناطق باسم الØكومة الوزير Ù…Øمد المومني إن: “الأردنيون تجاوزوا مسألة إخÙاء المعلومات عن الرأي العام†خلال مناظرة٠أقامتها منظمة اليونسكو بمناسبة يوم Øرية الصØاÙØ© Øول ضرورة تدÙّق المعلومات ÙˆØÙ‚ المواطن (وليس Ùقط الصØÙÙŠ) ÙÙŠ الØصول عليها.
أقوال الوزير صدرت رغم إقراره بوجود تÙاوت ÙÙŠ تعامل ناطقين باسم الوزارات المختلÙØ© مع الإعلام؛ بعضهم متعاون خلاÙاً لبعضهم الآخر. وقد Øاول الوزير جاهداً إبراز تقدّم الأردن ولو تدريجياً ÙÙŠ مجال Øرية التعبير، منكراً وجود Ùجوة بين أقوال المسؤولين وأÙعالهم، إذ يرÙض الملك إيقا٠الصØÙيين على أساس ما يكتبونه، بØسب قوله، ÙÙŠ Øين جرى اعتقال عشرة صØÙيين عام 2015ØŒ كما ورد ÙÙŠ تقرير الØريات الإعلامية لمركز Øرية ÙˆØماية الصØÙيين.
يرى الوزير أن على الصØÙÙŠ العمل على بناء الثقة مع المسؤولين لكي ÙŠØصل على المعلومة، وقد أيّدته الصØÙية السابقة النائب خلود الخطاطبة رئيسة لجنة التوجيه الوطني، التي قالت إنها عملت جاهدة Øين كانت صØÙيةً على تØسين علاقتها مع المسؤولين، وهو ما ساعدها ÙÙŠ الØصول على المعلومات التي كانت تريدها. وقد تÙسّر هذه الآراء قلّة قيام الصØÙيين بطلبات للØصول على المعلومات كونهم يستطيعون الØصول عليها من خلال تØسين علاقتهم مع الوزراء والمسؤولين!
يعارض هذا التوجه مبدأان مهمان؛ إن الØÙ‚ ÙÙŠ الØصول على المعلومات، الذي كان الأردن أول دولة عربية شرّعته، يؤكد أن الØÙ‚ يختل٠عن Ùكرة الØصول عليها على أساس بناء الثقة (والذي يتضمن بصورة غير مباشرة ممارسة الصØÙÙŠ للرقابة الذاتية الأمر الذي تؤكده الدراسات المختلÙØ©). وقد يكون ضع٠القانون الأردني الذي ÙŠÙتقد إلى أسنان تجبر المسؤولين التعاون مع طلبات الØصول على المعلومات السبب الرئيس الذي أدى إلى تقييمه بمرتبة أسوأ 98 قانوناً من القوانين الـ 103 التي قامت مؤسسة القانون والديمقراطية الكندية بتقييمها، كما جاء على  لسان مؤسسها الخبير “توبي مانديل” ÙÙŠ الاØتÙال Ù†Ùسه ÙÙŠ يوم Øرية الصØاÙØ©.
الأمر الخطير ÙÙŠ دعوة الصØÙيين تØسين علاقتهم مع المسؤولين من أجل الØصول على ØÙ‚ المواطنين ÙÙŠ المعلومات هو تجاهل انضمام الأردن لتØال٠الØكومة المÙتوØØ©ØŒ والذي كان أول دولة عربية انضمت إليه رغم أنها لم تطبق غالبية المبادئ المنطوية تØت هذا التØالÙ.
ومن أهم أساسيات Ùكرة الØكومة المÙتوØØ© هي ضرورة تدÙّق المعلومات الطوعي من الØكومة إلى المواطنين من دون انتظار الطلبات ÙÙŠ هذا الخصوص. Ùمن التزامات الدول الموقّعة على التØال٠أن تبادر هي بانسياب المعلومات بصورة Ø´ÙاÙØ© وكاملة وسريعة لكي يكون داÙع الضريبة ÙÙŠ معرÙØ© ما يجري ÙÙŠ بلده ولأمواله الضريبية.
لقد ورث Ù…Øمد المومني كما قال ÙÙŠ مناظرة اليونسكو بيئة Øكومية مشكّكة ومتخوّÙØ© وغير واثقة من دورها ÙÙŠ الإÙØµØ§Ø Ø¹Ù† المعلومات ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨ØªØ¯Ùقها، خاصة أن قانون أسرار الدولة المؤقت لعام 1970 لم يجر تعديله أو تطويره أو تثبيته كقانون دائم رغم تجاوز المدّة المØددة من الدستور لمعالجة كاÙØ© القوانين المؤقتة.
تبين مؤخراً تورّط العديد من وزراء ورجال أعمال ÙÙŠ قضايا تهرّب ضريبي وتضارب Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…Ù† خلال إنشاء شركات “أو٠شور†سرّية، إذ أزيلت السرية عنهم بكش٠“أوراق بنما†التي نشرها راديو البلد وموقع عمّان نت، واعتر٠بها العديد من المعنيين، وتتوÙر على الشبكة العنكبوتية كاÙØ© تÙاصيل تلك الوثائق الدامغة.
الØكومة الأردنية بكاÙØ© أركانها، بما Ùيها الناطق باسمها، لم تعلّق أو تعلن عن تØرّك Øكومي ÙŠÙˆØ¶Ø Ù„Ù„Ø¬Ù…Ù‡ÙˆØ± موقÙها من أشخاص ومسؤولين سرقوا من Øقوق الوطن ÙÙŠ عدم دÙع الضريبة. كما لم يتم إعلام الجمهور بأي موق٠قانوني للØكومة المÙترض أن تكون ساهرةً على الدÙاع عن الدستور من تهمة مخالÙات قانونية. ÙˆÙÙŠ Øالة رئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب Ùهي تخال٠البند 44 من الدستور الذي ÙŠØذّر الوزراء إقامة شركات أو أية تعاملات مالية خلال وجودهم ÙÙŠ الØكومة. علماً أن أبو الراغب أسس شركة ÙÙŠ جزر العذراء البريطانية ÙÙŠ 22 تموز 2003 ÙÙŠ Øين أنه غادر رئاسة الوزراء ÙÙŠ 20 تشرين الأول من العام Ù†Ùسه، ولم ينكر ذلك ÙÙŠ Øديث صØÙÙŠ مع الزميل مصعب الشوابكة.
ولم تعلن الØكومة بعد ما إذا أوعزت لوزارة العدل بÙØªÙ’Ø Ù…ØºÙ„Ù‘Ùات الذمة المالية للوزراء التي تدور Øولهم الشبهات، ÙÙŠ Øال التزم رئيس الوزراء والوزراء أساساً بقرار إيداع ذمتهم المالية ÙÙŠ مغلّ٠يبقى مغلقاً لغاية وجود اشتباه بالÙساد كما هو الØال الآن.
قد تكون Øكومة النسور صادقة ÙÙŠ قولها إنه لم تØدث أية عملية Ùساد كبيرة ÙÙŠ عهدها، لكن Ø¥ÙØµØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„ÙˆÙ…Ø§Øª والوثائق القديمة، خاصة إن كان هناك شبهة مخالÙات ÙˆÙساد هي من مسؤوليات الØكومة الناÙذة، التي تعزز أقوالها، وتشكل عاملاً مشجعاً للإعلاميين والمجتمع المدني والأØزاب والنقابات والنشطاء الملتزمين بمØاربة الÙساد خدمة للوطن ÙˆØÙاظاً على المال العام.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .