مايو 18 2016
Ùصل الدين عن الدولة
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙتّاب
تزداد يوماً بعد يوم القناعة بضرورة تأكيد مبدأ أن يستمدّ نظام الØكم الديمقراطي سلطته من الشعب، ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه لا بأس أن تكون المرجعيات الدينية ملهمةً ومصدراً أخلاقياً مهماً للتشريع، لكن من دون اØتكاره.
مجموعات عديدة تناقش مسائل مثل العلمانية وغيرها، إلاّ أن أساس النقاش يتمØور Øول علاقة الدين بالØكم أو ما يطلق عليه مبدأ Ùصل الدين عن الدولة. Ùعندما يقال إن مصدر السلطة هو الشعب، وإن المواطنين متساوون بالØقوق والواجبات، Ùمن الضروري ألا يجري Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø¥Ø¶Ø¹Ø§Ù Ù‡Ø°Ø§ المبدأ، وهو ما ÙŠØدث Øين يتمّ إعلان دين للدولة أو اعتبار أن المصدر الوØيد للتشريع هو كتاب سماوي أو ديانة الأكثرية.
الأمر ليس جديداَ بالنسبة إلينا، والمشكلة Ù†Ùسها تصارع عليها كثيرون عبر العصور، وقامت على أساسها Øروب دينية أدت إلى القتل والاØتلال والدمار إلى أن اقتنعت الغالبية (الÙاتيكان مثلاً لا يزال غير مقتنع) أن الØÙ„ يتطلب أسلوب Øكم آخر.
لا يمكن القول إن المواطنين متساوون مع وجود مرجع آخر يعلو على مبدأ التساوي، Ùهو من شأنه أن يخلق خللاً دستورياً، وهذا ÙŠØدث عند Øصول نقاش جاد Øول قضية Øقوقية يجب أن تسمو Ùيها المساواة، Ùيتذرع البعض بدستورية دين الدولة من دون أن يكون لذلك أية علاقة بإعلان عام Øول الديانة الرسمية للدولة، معتبرين أن البند الثاني من الدستور الذي ÙŠØدد دين الدولة أهم من البند السادس الذي يعتبر الأردنيين متساوين بغض النظر عن الدين أو العرق.
تØديد ديانة رسمية للدولة ينتقص من Øقوق Ùئتين مهمتين ÙÙŠ أي بلد؛ الأولى وقد تكون كبيرة تتضمن من ولد من ديانة معينة، لكنّ وعيه قاده إلى تغيير ديانته إلى أخرى أو ÙÙŠ الغالب التخلّي عن التقيّد بأية ديانة، وتطلق هذه الÙئة على Ù†Ùسها اللادينيين، ومن الصعب معرÙØ© Øجمها كون موضوع العقيدة أمر خاص بين الإنسان وربه، ولا يمكن لأي طر٠معرÙØ© ما ÙÙŠ ضمير أي واØد منّا.
المجموعة الثانية تشمل من ولد لأبوين من أتباع ديانة غير تلك التي تتبع لها الأكثرية وتسمى بالديانة الرسمية للدولة. صØÙŠØ Ø£Ù† الدول تØاول الØÙاظ على هذا التنوع الديني بتوÙير ضمانة للمشاركة السياسية من خلال كوتا لهذه الÙئة قد ØªØµØ¨Ø Ø¹Ø§Ù…Ù„Ø§Ù‹ مميزاً بين المواطنين، لأنها تضمن لأÙرادها (Øتى ولو كانوا أيضاً لادينيين) مناصب قد تكون أكبر من نسبة المواطنين التابعين رسمياً لتلك الديانة. وبمجرد تØديد كوتا وجعلها تمثّل -ما يسمى خطأ- بالأقلية الدينية Ùإنّ التمييز ضمناً يطال أشخاصاً قد تكون لديهم القدرة والكÙاءة، ÙÙŠØرمون من تسلّم أعلى المناصب لانهم Øصلوا على كوتا معينة ÙÙŠ المجالس النيابية أو ÙÙŠ مجلس الوزراء.
دمج الدين والدولة عبر الديانة الرسمية له دلالات سياسية ÙˆØزبية، Ùتعري٠السياسة أنّها ÙÙ† الممكن ÙÙŠ Øين تعرّ٠الديانة بالمواق٠المطلقة غير القابلة للتÙاوض، والسياسي المتزمت دينياً يصعب عليه التÙاوض وتبادل الآراء وهو ما يتطلبه العمل السياسي البراغماتي.
السياسي الذي يعتمد ÙÙŠ مبادئه على المواق٠الدينية الثابتة سيواجه مشكلة، Ùقبوله بالتÙاوض عليها ÙŠÙقده براءته وهويته، ورÙضه للتÙاوض يجعله غير Ùعّال، إلا ÙÙŠ Øال Øصوله على الأغلبية ÙˆÙÙŠ تلك الØالة ÙŠØµØ¨Ø Ø¥Ù‚ØµØ§Ø¦ÙŠØ§Ù‹ للآخرين (مشكلة “الإخوان المسلمين†ÙÙŠ Ùلسطين ومصر وغيرهما من الدول عندما Øصلت على الأغلبية ÙÙŠ الانتخابات).
يبØØ« العديد من المثقÙين العرب عن آلية للخروج من مأزق التØام الدين بالدولة ÙÙŠ العقود الأخيرة، خاصةً بعد أن Ùرض داعش وغيره نظاماً Øياتياً مبنياً على Ùهمه (المØدود ربما) لمتطلبات الدولة الإسلامية.
لا أعتقد أن الØÙ„ يكمن ÙÙŠ تلطي٠وتسويق الإسلام المعتدل كما ÙŠØلو للبعض. الØÙ„ بسيط ومثبّت ÙÙŠ أنØاء العالم، من الغرب إلى الشرق؛ الدين لله والوطن للجميع.
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .