يونيو 16 2016
تØديات التلÙزيون الأردني
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود كتّاب
يعود مستقبل التلÙزيون والإذاعة الأردنية للصدارة بعد تعيين مجلس إدارة جديد يضم عدداً لا بأس به من الإعلاميين المستقلين ذوي توجه ليبرالي، مع تكلي٠الصØÙÙŠ ورئيس تØرير “الجوردان تايمزâ€ØŒ Ùˆâ€Ø§Ù„غدâ€ØŒ Ùˆâ€Ø§Ù„رأي†سابقاً جورج Øواتمة، وبذلك تنتهي مهمة وزير شؤون الإعلام Ù…Øمد المومني، الذي علّق بدوره مؤكداً أن الهد٠هو “ترسيخ وتعزيز الاستقلالية المؤسسية والعمل ÙˆÙÙ‚ Ø£Ùضل Øالات الاستقلالية والمعايير المهنية الموضوعيةâ€.
لا شكّ أن تنازل Øكومة الملقي عن وجود وزير ÙÙŠ قمة مجلس إدارة التلÙزيون أمر إيجابي، ويمّهد إن كان هناك Ùعلاً إرادة أن يتØول التلÙزيون والإذاعة الى مؤسسة خدمة عامة، يعكسان إرادة الدولة بأكملها، وليس كما كان يصرّ عبد الله النسور بأن التلÙزيون هو الناطق باسم الØكومة.
Øتى يتم Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ù…Ù‡Ù…Ø© التلÙزيون بمجلسه الجديد هناك عمليات جراØية مهمة يجب العمل الÙوري عليها للتقليل من الكادر والمصاري٠غير الضرورية والتركيز على أهدا٠التلÙزيون العام ÙÙŠ خدمة المواطن.
يدÙع كل صاØب بيت أو مشغل أو مؤسسة ديناراً كل شهر باسم ضريبة التلÙزيون، ومن Øقه أن يكون التلÙزيون والإذاعة الرسميان ناطقين باسمه ويعكسان أمانيه وآلامه وتطلعاته. الميزانية المدÙوعة من المواطنين للتلÙزيون تهد٠إلى إبقاء أهداÙÙ‡ وطنية عامة من دون أن تكون Ù…Øكومة بالسير السريع وراء الإثارة إرضاءً للمعلنين.
من أساسيات تلÙزيون الخدمة العامة، كما تعرّÙها منظمة اليونيسكو، أن تكون Ù…Øميةً من الضغوطات الØكومية والتجارية. Ùإذا كان وضع خبراء مستقلين ÙÙŠ مجلس الإدارة هو إشارة إلى تقليل من الضغوطات الØكومية Ùمن الأولى بالإدارة الجديدة أن تعلن عن تغيير سياستها التسويقية بØيث تتوق٠عن سياسة الإعلانات، وتركز على بيع منتج إعلامي عربياً وعالمياً.
وللتأكد من مخاطر سياسة الإعلانات ما على أعضاء المجلس الجديد إلا أن يراقبوا لبعض الوقت التلÙزيون الأردني خلال شهر رمضان ليعرÙوا المستوى الهابط الذي Ø£Ùجبرت إدارته للنزول إليه من أجل جباية إعلانات معتمدة بالأساس على الإثارة وليست الخدمة العامة كما هو متوخى من تلÙزيون وإذاعة رسمية.
قد تكون المسابقات التي تمتص جيب المشاهد، والتي تكلّ٠المتصل الساعي لجوائز معينة، مبالغ باهظة سيكتشÙها آخر الشهر عند وصول Ùاتورة الهاتÙØŒ خير دليل على المسار الخاطئ الذي أجبر القائمون على التلÙزيون السير به.
قد يقول القائمون إن دخل دينار التلÙزيون لا يكÙÙŠØŒ خاصة أن الØكومة والديوان يطلبان ÙÙŠ كثير من الأØيان تغطيات Ù…ÙكلÙØ© لنشاطات عامة ولا Ùائدة مادية لها. قد يكون من المطلوب من الØكومة التعامل مع التلÙزيون الرسمي ليس كأداة طوعية تØت تصرÙها بل كمؤسسة مستقلة يجب أن يتم التÙاهم المالي ÙÙŠ Øال مطالبات من التلÙزيون أن يقوم بأعمال مكلÙØ©.
قد تكون النشاطات الإخبارية من أهم الأمور التي تØتاج إلى ثورة Øقيقية. Ùعدد المشاهدين لأخبار التلÙزيون ÙÙŠ تراجع مستمر بسبب التركيز غير المنطقي على الأخبار البروتوكولية والتهرّب من المعالجات اليومية. ÙˆØتى ÙÙŠ تغطيات أخبار الملك والديوان نلاØظ أن دائرة الإعلام ÙÙŠ الديوان أكثر نجاعة، وتقدّم ÙÙŠ أقل وقت ممكن مادة معقولة عن تØركات الملك، ÙÙŠ Øين يصر٠التلÙزيون ÙÙŠ نشرة الثامنة أوقاتاً طويلة جداً ÙÙŠ بث مشاهد بروتوكولية يمكن اختصارها كثيراً من دون المساس بالمضمون والهدÙ.
ÙˆÙÙŠ موضوع الاستثناءات والتØزبات والقوائم السوداء ÙØدّث ولا Øرج. كي٠يمكن لتلÙزيون وطن أن يقدّم أخباراً وتقارير إخبارية ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه يستثني Ùئات كبيرة ووجهات نظر واسعة من المجتمع، وعلى الأخص ذوي الآراء المعارضة للØكومة.. القيمة الإخبارية كما ÙŠØددها المهنيون الصØاÙيون هي Ùقط التي يجب أن تسمو على تغطيات التلÙزيون والإذاعة الإخبارية، إن كان الهد٠هو رÙع المستوى وإعادة تأثير مؤسسة ترهلت مع الزمن، Øيث سبقها تلÙزيونات وإذاعات Ùتية رشيقة تعر٠أساسيات العمل الإعلامي وتعمل على بناء مصداقية Øقيقية.
يبدو أن قرار تعيين الإدارة الجديدة سØَب البساط من تØت Ù…Øاولات لخلق تلÙزيون الخدمة العامة Ø£Ùعلن أن الزميل Ùهد الخيطان سيترأسه رغم استمرار الغموض Øول مستقبل تلك المØطة.
إن كان هد٠الدولة الأردنية إيجاد تلÙزيون خدمة عامة على مثال الـ “بي بي سي†Ùمن المنطق والعدل أن يتم Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙ„Ùزيون الرسمي لا خلق Ù…Øطة جديدة تستنزÙ أموال داÙع الضريبة، وتضا٠إلى وسائل رسمية وشبه رسمية أخرى مملوكة من الجيش والشرطة والأمانة، ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت التي يوجد هناك تلÙزيون وطن وإذاعات وطنية رسمية.
لا شك أن التØدي الاعلامي ÙÙŠ عصر العولمة مهم ومهم جداً، ولكن من الأÙضل هو تعديل ما هو قائم بدلاً من خلق مؤسسات بديلة لا ضرورة لها، وتخلّ بالتوازن بين الإعلام الرسمي والإعلام الخاص والإعلام المجتمعي.
داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المØطات التلÙزيونية والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .