يوليو 10 2016
تعزيز التنوير … عن وثيقة أردنية ضد التطرّÙÙ
بقلم داود ÙƒÙتّاب
أصبØت مكاÙØØ© التطر٠العني٠ÙÙŠ الآونة الأخيرة نكهة الشهر، ولكن إذا كانت الوثيقة المسربة دقيقة، Ùإن الØكومة الأردنية كانت ولا تزال بصدد وضع استراتيجية لمكاÙØØ© التطر٠لمدة سنتين على الأقل.
تعتمد استراتيجية مكاÙØØ© التطر٠على ثلاث ركائز هي: التÙسير الصØÙŠØ Ù„Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ØŒ والØاجة إلى تعزيز ثقاÙØ© الديمقراطية وإرساء قيم Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯Ø¯ÙŠØ© واØترام Øقوق الإنسان وقبول الآخر، وهي تدعو إلى اتباع نهج شامل طويل الأمد وليس إلى ØÙ„ سريع.
لكن الوثيقة المؤلÙØ© من 6350 كلمة والتي تبدأ بالØديث عن Øقوق الإنسان ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØ©ØŒ تبدو أكثر كمخطط يتطلب إجراءات من مختل٠الÙروع التنÙيذية للØكومة، بØيث إن أي مسؤول رسمي يقرأ هذه الوثيقة سيØصل على انطباع بأن العديد من النقاط الموجهة إلى مختل٠الوزارات هي أشبه بأوامر أكثر منها كلمات مشورة.
الوثيقة ذات الثماني صÙØات والتي نشرت ÙÙŠ Ø¥Øدى الصØ٠المØلية المستقلة توÙر تÙاصيل تنÙيذية بشأن كيÙية التعامل مع التطر٠تشمل 49 بنداً من المتوقع أن تنÙذها وزارة الأوقا٠الإسلامية، Ùˆ17 بنداً وزارة الشؤون الاجتماعية، Ùˆ15 بنداً تتعلق بوزارة التعليم Ùˆ16 بنداً بالوزارة المسؤولة عن الشؤون الإعلامية، Ùˆ10 بنود بوزارة الثقاÙØ©ØŒ Ùˆ16 بنداً بوزارة الداخلية Ùˆ10 بنود بوزارة الشؤون الخارجية، Ùˆ11 بنداً يجب أن يعمل بها مستشار شؤون العشائر. هناك بنود مخصصة لوزارة التعليم العالي ومجموعة أخرى من البنود التنÙيذية لوزارة التكنولوجيا، وعدد قليل من النقاط الموجهة للقوات المسلØØ©.
الوثيقة التي أبرÙمت والتي ربما واÙÙ‚ عليها مجلس الوزراء ÙÙŠ سرية تامة تدعو إلى دور المجتمع بأسره ليساعد ÙÙŠ مواجهة التطرÙ. إنها تلعب دوراً هاماً بالنسبة الى المجتمع المدني ÙÙŠ المساعدة على تنÙيذها، على الرغم من أن المجتمع المدني لم يشارك أو ÙŠÙستشار Øول هذا الموضوع، وكثيرون ÙÙŠ المجتمع المدني شعروا بوطأة هذه الاستراتيجية التي كان من المÙترض أن يروّجوا لها.
كلما كانت الØكومة تقر أية خطة بالسر، Ùإنها بذلك تÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ واسعاً للإساءة وسوء الاستخدام. أولئك الذين هم ÙÙŠ السلطة يمكنهم أن يبرروا داخلياً Øجب العديد من أعمال Ø£Ùراد ومنظمات تØت ذريعة أنه ينبثق من هذه الاستراتيجية.
وعلى الرغم من إعطاء قضايا الديمقراطية ÙˆØقوق الإنسان مكانة بارزة ÙÙŠ مقدمة هذه الاستراتيجية، إلا أن «الأوامر» التنÙيذية التي تÙتبع ÙÙŠ كثير من الأØيان تتعارض معها، وإذا ما تم التنÙيذ مباشرة Ùإن بعض هذه القضايا يشكل Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„Ø§Ù‹ غير قانونية وغير دستورية.
قد يكون ÙƒÙتّاب الاستراتيجية التنÙيذية قد توصلوا إلى استنتاج Ù…Ùاده أن الغاية تبرر الوسيلة، ولكن، كما يعلم الجميع، إن المبدأ الأساسي Ù„Øقوق الإنسان هو عالميته ولا يمكن أن تطبق المبادئ الديمقراطية على Ù†ØÙˆ تمييزي.
نشر هذه الاستراتيجية يلقي الضوء على عدد من القرارات السياسية المشكوك Ùيها والتي ظهرت ÙÙŠ العام أو العامين الماضيين. المØاولات الرجعية لتغيير القانون الأردني للمنظمات تبدو Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù†Ù‡Ø§ قد تأثرت بهذه الوثيقة. ومØاولات السيطرة على المنظمات غير الØكومية الأردنية المØلية من خلال عملية معقدة من ناØية المواÙقة على المشاريع تبدو انعكاساً لبعض البنود التنÙيذية ÙÙŠ هذه الوثيقة.
الأØداث العامة التي ÙƒÙلها الدستور تم منعها من دون أن يعلم Ø£Øد بالجهة التي اتخذت قرار المنع. هناك مكالمات هاتÙية تصل إلى مكاتب مدراء الÙنادق من مصادر أمنية تطلب إلغاء اØتÙال ما دون أي تÙسير. ÙÙŠ شهر آذار (مارس) الماضي على سبيل المثال، أرادت النقابات المستقلة ÙÙŠ الأردن عقد اØتÙال ÙÙŠ مناسبة عيد الأم، إلا أنهم Ù…Ùنعوا من دون تÙسير. الآن Ù†ØÙ† نعر٠كي٠تبرر مثل هذه القرارات بشكل خاطئ من أجل إضعا٠النقابات المستقلة التي ربما تكون الØكومة ليست سعيدة بها.
ØªØ´Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ الوثيقة الآن التعسّÙ٠وراء اعتقال الصØاÙيين والنشطاء السياسيين لما كتبوه أو نشروه ÙÙŠ وسائل الإعلام المجتمعي، على رغم أنه ÙÙŠ كثير من الØالات لم تكن لهم أية علاقة بالتطرÙ.
ليس هناك شك ÙÙŠ أن التطر٠لا بد من Ù…Øاربته، ومØاربته بطريقة منسقة ومستمرة. ولكن، إذا كانت المØاربة ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù†ØªÙ‡Ø§Ùƒ القوانين وضمانات Øقوق الإنسان، عندئذ يمكن أن يتØول الأمر بسهولة إلى هزيمة ذاتية. على الرغم من أن المتطرÙين لا يؤمنون بالديمقراطية وسيادة القانون ÙˆØقوق الإنسان، Ùإن من الضروري ألا تÙقد أية أمة مبادئها وقيمها باسم Ù…Øاربة التطرÙ.
الطريقة الأÙضل والأكثر Ùعالية لمØاربة التطر٠هي تعزيز التنوير. ولتØقيق هذا الهد٠الجليل Ùإن المجتمع ككل يجب أن يعمل معاً، بدءً من إدخال قيم الديمقراطية ÙˆØقوق الإنسان للجميع، خصوصاً للشباب. ÙÙŠ مجتمع Øيث Ø£Ùمسك أولئك الذين هم ÙÙŠ السلطة مراراً وتكراراً وهم يستغلون سلطتهم، Ùإن إعطاء الموجودين ÙÙŠ المناصب التنÙيذية الØكومية مزيداً من السلطات غير المØدودة باسم Ù…Øاربة التطر٠يأتي بنتائج عكسية.
إذا كان المجتمع المدني بالÙعل شريكاً طبيعـياً ÙÙŠ المساعدة علــى زرع قيم Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØقـــوق الإنسان والديمقراطية، عندئذ٠هناك Øاجة إلى بذل جهود متضاÙرة وشÙاÙØ© لتضمينها ÙÙŠ خلق استراتيجية لا تنتهك الØقوق القائمة. ولإزالة هذه الآÙØ© من التطر٠من المجتمع، يجب أن يتم هذا الجهد بطريقة يتم Ùيها وضع سيادة القانون واØترام Øقوق الإنسان كقيمة عالمية غير مجزّأة، وليس كذريعة لتعزيز السياسات الØزبية التي قد تشجع موقتاً Øكومة معينة، ولكن ÙÙŠ المدى الطويل تزيد عزلة الأمة بأكملها.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .