مارس 20 2001
الانتÙاضتين…أوجه الشبه والاختلاÙ
بعد وقت قصير من مقتل العمال الÙلسطينيين الثمانية بدهسهم ÙÙŠ غزة، من قبل سائق Ø¥Øدى الشاØنات الإسرائيلية ÙÙŠ 7/ 12/ 1987ØŒ بدأت الانتÙاضة الأولى والتي استمرت 7 سنوات . وبشكل مماثل جاءت الانتÙاضة الÙلسطينية الراهنة بعد مقتل خمسة من المواطنين الÙلسطينيين على أيدي جنود الاØتلال الإسرائيلي ÙÙŠ المصادمات التي اندلعت للاØتجاج على زيارة زعيم اليمين الإسرائيلي أريل شارون للØرم القدسي الشري٠ÙÙŠ 28/9 /2000 .
ما هي أوجه الشبه والاختلا٠بين هذين الØدثين ØŸ
كلا الØدثان جاء بعد مرØلة سياسية Øرجة ÙˆØساسة ÙˆÙقدان الأمل ÙÙŠ العملية السلمية. وقد ابتدأ كل من الØدثين بØادث مميز ÙÙŠ Ø¥Øدى المناطق، ولكن سرعان ما انتشر الاØتجاج إلى المناطق الÙلسطينية الأخرى وبسرعة شديدة. وتصاعدت Øدة هذه العمليات الانتÙاضية الÙلسطينية مع ازدياد عمليات القمع الإسرائيلية ومØاولتها سØÙ‚ الانتÙاضة ÙÙŠ مهدها. وقد بدأت كلا الانتÙاضتين بشكل جماهيري وعÙوي. وبمرور الوقت بدأت التنظيمات الÙلسطينية ÙÙŠ إدارة شؤون الانتÙاضة وقيادتها بهذا الاتجاه أو ذاك، ÙˆÙÙŠ الØالتين نشأت قيادة موØدة غير معلنة للانتÙاضتين.
طرائق الاØتجاج ومبادئها
ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى سادت عقيدة الاØتجاجات الجماهيرية ذات الطابع السلمي، وبشكل أكثر تØديدا تركزت المطالب الجماهيرية بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، والاعتماد على البضائع البديلة والمصنعة ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية. وتركز Øماس الÙلسطينيون على كسر وتØدي اعتمادهم على المنتجات الإسرائيلية والاتجاه Ù†ØÙˆ الاعتماد على الذات. وزاد إقبال المواطنون على العودة للأرض Ù„ÙلاØتها ÙˆØمايتها من المستوطنين اليهود. كما اتجه سكان المدن الÙلسطينية إلى زراعة الØدائق الصغيرة أمام منازلهم الشبيهة بØدائق النصر التي شاعت ÙÙŠ الØرب العالمية الثانية.
وعقائديا Øاولت الانتÙاضة الأولى التÙريق بين معارضة ومقاومة الاØتلال وبين وجود إسرائيل كدولة (الأمر الذي لم يكن ÙÙŠ ذلك الوقت قد جرى الاعترا٠به من قبل الÙلسطينيين ومنظمة التØرير بعد).
وقد أخذ الاØتجاج طابع الإضرابات ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، إلى جانب طرق مختلÙØ© أخرى للعصيان المدني. وأØد طرق العصيان المدني والذي أغضب جنود الاØتلال، هو القرار الÙلسطيني الذي أتخذ آنذاك بعدم استخدام التوقيت الصيÙÙŠ والشتوي والذي كانت إسرائيل تستخدمه لتوÙير الوقت. وقد لجأ الÙلسطينيون إلى تØديد مواعيدهم ÙˆÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§Ø±Ø³ وإدارة أعمالهم استنادا للتوقيت الÙلسطيني المختلÙ. ÙˆÙÙŠ Øالات كثيرة كان جنود الاØتلال ÙŠÙØصوا ساعات المواطنين وإذا وجدت مخالÙØ© لتوقيتهم عمدوا لكسرها.
وقد لجأ الÙلسطينيون أيضا لاستخدام العن٠كأØد وسائل الاØتجاج. Ùلجؤا إلى الØجارة باعتبارها Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØªØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ØªÙˆÙر لديهم لمهاجمة جنود الاØتلال والمستوطنين اليهود، الذين لم يكن لديهم خيارات أخرى سوى استخدام الطرق القريبة من التجمعات الÙلسطينية، مما جعلهم أهداÙا سهلة Ù„Øجارة الÙلسطينيين.
ومع هذا Ùقد تغير اسم الانتÙاضة الثانية، من انتÙاضة الأقصى إلى انتÙاضة الاستقلال ØŒ وركزت بشكل اكثر وضوØا على هد٠قيام الدولة الÙلسطينية المستقلة. ولم تبذل جهود كبيرة لاستخدام أو اللجوء للوسائل السلمية ÙÙŠ تكتيكات الانتÙاضة الثانية. وغالباً ما كان ذلك بسبب عودة إسرائيل للتمركز ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية المأهولة إلى جانب أن العصيان المدني يمكن أن يضر Ø¨Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ùلسطينية والسلطة الوطنية،أكثر مما يضر Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ø±Ø§Ø¦ÙŠÙ„ÙŠØ©ØŒ ومØاولات مقاطعة البضائع الإسرائيلية ØŒ جرى الأخذ بها، ولكن سرعان ما توقÙت بمجرد Ùرض إسرائيل للØصار على كل المناطق الÙلسطينية، واتجهت نتيجة لذلك الجهود الÙلسطينية Ù„ÙÙƒ الØصار المÙروض على Øركة المواطنين والبضائع.وجرى القيام بØملات مركزة وناجØØ© لمقاطعة البضائع التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية.
وعقائدياً كان على قيادة الانتÙاضة الثانية أن تسير بين تناقضات صعبة. ÙÙÙŠ الوقت الذي لم تعارض العملية السلمية، أو اتجاهات السلطة الوطنية، كان عليها أن تركز على دعوتها لتØقيق الاستقلال الÙلسطيني الÙوري ÙˆØÙ„ مشكلة القدس واللاجئين. لقد لعبت المقاومة اللبنانية ÙÙŠ جنوب لبنان ونجاØها دور المثل بالنسبة لقيادة الانتÙاضة الثانية، والذين يرغبوا ÙÙŠ رؤية إسرائيل تنسØب من جانب واØد، أكثر من رغبتهم باستمرار المÙاوضات والتي لا نهاية Ù…Øدده لها.
لقد كان اكبر برهان على ذلك رÙع أعلام Øزب الله ÙÙŠ المسيرات الÙلسطينية وعند تشييع الشهداء. ÙˆÙيما كان بعض القادة الراديكاليون ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية يركزوا على انتهاج طرق ووسائل Øزب الله،كان القادة المعتدلون الآخرون يروون أن جهودهم يجب أن تنصب على مساعدة المÙاوضين الÙلسطينيين وتقوية أوراقهم التÙاوضية. Øتى أن شخصاً مثل مروان البرغوثي أكد على ضرورة تغيير طاقم المÙاوضين الÙلسطينيين وليس على إيقا٠المÙاوضات.
ورÙض الاستيطان الإسرائيلي كان هدÙا وما زال ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية، ولجأت الانتÙاضة الثانية إلى إطلاق النار على المستوطنين اليهود،ومهاجمة المستوطنات وخاصة تلك القريبة من أماكن التجمعات الÙلسطينية، ولجوء الÙلسطينيين إلى استخدام الأسلØØ© النارية، يشكل نقطة الاختلا٠المركزية للانتÙاضة الثانية. وبالطبع هذا الاستخدام جاء نتيجة طبيعية على استخدام إسرائيل للدبابات والصواريخ والمروØيات ضد الجماهير الÙلسطينية والمواقع الÙلسطينية المختلÙØ© وبالتأكيد Ùإن إسرائيل لم تستخدم الأسلØØ© الثقيلة ضد الÙلسطينيين ÙÙŠ انتÙاضة عام 1987.
تكتيكات الاØتجاج
ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى استخدم الÙلسطينيون تكتيك اضرب واهرب، باعتبار أن إسرائيل تØتل كل المناطق الÙلسطينية وتديرها وهي متواجدة بها، Ùعليها أن تتوقع الضربات ÙÙŠ كل المناطق. وهذا الØال لم يكن موجودا ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية. إن وجود السلطة الÙلسطينية وإدارتها للعديد من المدن والمناطق الÙلسطينية، جعل المواجهات والاشتباكات تنØصر ÙÙŠ مناطق Ù…Øددة ÙÙŠ المدن الÙلسطينية وان الاشتباكات ستستمر Ù„Ùترة زمنية أطول، وعليه Ùإن عدد الشهداء والجرØÙ‰ Ø£ØµØ¨Ø ÙÙŠ ازدياد وبشكل يومي. وهذا يعني أيضا أن عدد المعتقلين الÙلسطينيين قد قل بشكل كبير، نتيجة وجود مناطق Ùلسطينية آمنة يمكن أن يلجأوا إليها. وبالمقابل Ùإن ثبات المواجهات الÙلسطينية الإسرائيلية ÙÙŠ مواقع Ù…Øددة أعطت القناصة الإسرائيليون Ùرصا Ø£Ùضل لاختيار ضØاياهم من الÙلسطينيين.
ÙˆÙÙŠ الوقت الذي كانت تعتبر الإضرابات التجارية وإغلاق المدارس هو المظهر الأول للعصيان المدني ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى، Ùإن قيادة الانتÙاضة الثانية وقيادة السلطة الوطنية يعملون جنباً إلى جنب لاستمرار الØياة الطبيعية ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية لإظهار أن المشكلة الرئيسية تتمثل ÙÙŠ وجود القوات الإسرائيلية على مداخل المدن والمناطق الÙلسطينية المختلÙØ©.
قيادة الانتÙاضة :
ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى كانت Ù….ت.٠تعتبر منظمة غير شرعيه، وعضويتها تؤدي إلى الاعتقال والزج ÙÙŠ السجون الإسرائيلية. ومع هذا Ùقد أنشأت الانتÙاضة للمنظمة مظلة خاصة بها سميت” القيادة الموØدة للانتÙاضة”. والتي كانت تصدر البيانات باسمها وتوزعها على كل المناطق الÙلسطينية، عبر أعضائها ومناصريها (كما Ø³ÙŠØªØ¶Ø ÙÙŠ وسائل الاتصال لاØقا). وقد تشكلت القيادة الموØدة آنذاك من Ùصائل منظمة التØرير الأربعة، ÙتØØŒ والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، والØزب الشيوعي الÙلسطيني ( Øزب الشعب).
أما الانتÙاضة الثانية Ùتقاد بطريقة أخرى. Ùلم تعد منظمة التØرير منظمه غير شرعيه، كما ظهر Øديثا منظمات أخرى من نوع Øماس والجهاد الإسلامي، لذا Ùالقيادة ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية تمثل ائتلا٠القوى الوطنية والإسلامية ÙÙŠ جبهة واØدة إلى جانب السلطة الÙلسطينية ØŒ وبدأت منظمة “تنظيم ÙØªØ “والتي تضم الكوادر المØلية هي الطر٠الأقوى والأهم ÙÙŠ قيادة الانتÙاضة. وبØكم أن الطابع الشعبي هو الذي كان غالباً على الانتÙاضة الأولى، Ùلم تظهر أسماء مميزه أو معروÙÙ‡ لقيادتها. ومن الممكن اعتبار مروان البرغوثي Ø£Øد قادة الانتÙاضة الأولى والذي اعتقل من قبل إسرائيل، ÙˆØ§ØµØ¨Ø Ù„Ø§Øقاً أمينا لسر ÙØªØ ÙÙŠ الضÙØ© الغربية من أبرز قادة الانتÙاضة الثانية أيضا.
الاتصالات والتغطية الإعلامية
استخدمت الانتÙاضة الأولى جهاز الÙاكس كوسيلة اتصال تربطها بالمناطق وقيادتها ÙÙŠ الخارج. وقد استخدم الÙلسطينيون مكاتب خاصة ÙÙŠ القدس الشرقية للاتصال عبرها مع نقاط اتصال خاصة كانت منتشرة ÙÙŠ قبرص وروما وأثينا وباريس، ومن هذه المواقع كان يجري الاتصال بقيادة منظمة التØرير الÙلسطينية ÙÙŠ تونس. ÙˆÙÙŠ عملية الاتصال الداخلي لجأت قيادة الانتÙاضة لتوزيع المناشير واستخدام مكبرات الصوت ÙÙŠ المساجد لإبلاغ المواطنين بقراراتها وتوجهاتها، Ùلم يكن لدى الÙلسطينيون آنذاك ØŒ Ù…Øطات إذاعة أو تلÙزة خاصة بهم. Øتى أن إذاعة القدس التي كانت تبث من سوريا وظهرت مع بداية الانتÙاضة الأولى جرى التشويش عليها من قبل إسرائيل.
ÙˆØتى تتمكن قيادة الانتÙاضة الأولى من إبقاء صلاتها مع الجماهير كان عليها أن تتغلب على مشاكل عديدة. Ùقد كانت غالبية وسائل الأعلام الأجنبية ومراسليها متواجدين ÙÙŠ تل أبيب وتربطهم علاقات متينة مع السلطات الإسرائيلية . وغالبا ما كانت بيانات الØكومة الإسرائيلية والناطق العسكري تنشر كما هي ويعاد بثها عبر وسائل الأعلام الأجنبية، أي أن وجهة النظر الإسرائيلية ورؤيتها للأØداث هي التي كانت معتمدة لدى وسائل الأعلام الأجنبية. وكان المراسلون إما إسرائيليين أو يهودا هاجروا إلى إسرائيل ولا يزالوا ÙŠØملوا جنسيات أخرى. ولم يكن هناك أي Ùلسطيني يعمل مراسلا لوسائل الأعلام الأجنبية أو يعمل مراسلا للإذاعة أو التلÙزيون الإسرائيلي الموجودة مكاتبها ÙÙŠ تل أبيب. ولم يكن ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى وجود لأي نقطة اتصال إليكترونية متاØØ© للاستخدام من قبل الÙلسطينيون ÙÙŠ مناطقهم أو Øتى ÙÙŠ إسرائيل. ÙØتى المصورين العاملين ÙÙŠ وسائل الأعلام الأجنبية كانوا إما أجانب أو إسرائيليين. وبما أن قيادة الانتÙاضة الأولى كانت سرية، كان من الصعب عليها تعيين ناطق رسمي باسمها، يمكنه التØدث مع وكالات الأنباء بمصداقية ØŒ وإن وجد كانت تنقصه الخبرة ÙÙŠ مجال العلاقات العامة، والقليل يمكن أن يتØدث اللغة الإنجليزية أو يعر٠ÙÙ† الظهور أو استخدام الأعلام التلÙزيوني.
أما ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية Ùقد اختلÙت تماما وسائل الاتصال ووسائل الإعلام. Ùقد أمتلك الÙلسطينيون وسائل الاتصال الخاصة بهم، وانتشرت كذلك Ù…Øطات الإذاعة والتلÙزة الÙلسطينية الرسمية والخاصة، إلى جانب انتشار استخدام مواقع الاتصال الإليكترونية. ولم يعد هناك Øاجة لتوزيع البيانات أو استخدام مكبرات الصوت ÙÙŠ المساجد، عندما يكون هناك إذاعة صوت Ùلسطين أو Ù…Øطة تلÙزيونية Ùلسطينية والعديد من Ù…Øطات إذاعة ألإ٠إم ومØطات التلÙزة الخاصة. وللتأكيد على قوة هذه المØطات ودورها الÙاعل ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية، Ùقد عمدت إسرائيل مبكرا إلى إيقا٠بثها من خلال القص٠العسكري المباشر لمواقع البث والاستوديوهات الخاصة بصوت Ùلسطين. ولكن عادت إسرائيل وتوقÙت عن مثل هذه الأعمال خاصة بعد أن بدأت المØطات الخاصة تستخدم موجات نشرات الإذاعة الÙلسطينية الرسمية. ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الصعوبة بمكان أن تقوم إسرائيل بقص٠وتدمير سبعة Ù…Øطات إذاعة إ٠إم وواØد وعشرون Ù…Øطة تلÙزيونية Ù…Øلية ÙÙŠ الضÙØ© الغربية ÙˆØدها.
وقد Øلت وسائل الاتصالات الØديثة سريعا Ù…ØÙ„ البيانات. ÙÙÙŠ الانتÙاضة الثانية تستطيع Ù…Øطات الإذاعة والتلÙزيون الÙلسطينية إذاعة البيانات وإجراء المقابلات السياسية وبث تعليمات القيادة أولا بأول وعلى أوسع نطاق. وتقوم هذه المØطات ليس Ùقط ببث أخبار القص٠العسكري الإسرائيلي للمواقع الÙلسطينية وعمليات القتل التي تقوم بها قوات الاØتلال، بل أيضا أصبØت تقوم ببثها بشكل ØÙŠ وعلى الهواء مباشرة. ومØطات التلÙزة المØلية غالبا ما تضع كاميراتها خارج النواÙØ° وتركزها على مواقع خاصة والتي يمكن أن تشهد اشتباكات مباشرة بين الجماهير الÙلسطينية وقوات الاØتلال وذلك لإعطاء صورة Øيّة ومباشرة للأØداث الجارية على الأرض. ولعدم قدرة وكالات الأعلام الأجنبية وكذلك التلÙزيون الإسرائيلي على الوصول للمناطق الÙلسطينية بسبب استمرار المواجهات، Ùإنها أصبØت تعتمد على ما تبثه المØطات الÙلسطينية الخاصة. وأØيانا تلعب هذه المØطات التلÙزيونية الÙلسطينية دور صلة الوصل بين أجهزة السلطة الوطنية والمواطنين وذلك بتلقي هواتÙهم لسرعة نجدتهم أو تقديم الإسعاÙات الصØية وخدمات الطوارئ والدÙاع المدني. وقد خصصت هذه المØطات الخاصة ساعات بث طويلة وخاصة ÙÙŠ أوقات المساء للمقابلات السياسية وتلقي هوات٠المواطنين، وعلى نطاق واسع.
ويمكن اعتبار التغطية الإعلامية للÙضائيات العربية التطور الأكثر أهمية ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية. Ùقد لعبت هذه الانتÙاضة بالنسبة للÙضائيات العربية Ù†Ùس الدور الذي لعبته Øرب الخليج الثانية بالنسبة لمØطة CNN . وقد استطاعت هذه الÙضائيات وعبر مر اسليها الميدانيين وعبر أجهزة الإرسال الÙضائية ÙÙŠ القدس ورام الله وغزة من بث وقائع Ø£Øداث الانتÙاضة الثانية Øيّة وعلى الهواء مباشرة وعلى مدار ساعات اليوم بكامله.
وقد Øققت تغطية الÙضائيات العربية لأØداث الانتÙاضة عدة أهدا٠ÙÙŠ وقت واØد Ùقد زودت المجتمع المØلي الÙلسطيني ساعة بساعة بكل المعلومات والتØليلات الخاصة بمجريات الأمور، ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت الذي زودت الÙلسطينيين ÙÙŠ المهاجر والشعوب العربية كذلك بكل التطورات الجارية ميدانيا يوما بيوم وساعة بساعة. وقد شكل ذلك Ùرصة للشعوب العربية لمراقبة مواق٠Øكوماتها، والخطوات التي اتخذتها هذه الØكومات لمواجهة الأØداث. وقد اضطرت المØطات الرسمية العربية للتخÙي٠من رقابتها على وسائل أعلامها، وإعطاء مساØات أكبر من Øرية النشر لإرضاء شعوبها.
وكان الÙلسطينيون ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية مهيئون أكثر. ÙالصØÙيون الÙلسطينيون الآن يمثلون ويراسلون كل وسائل الأعلام الأجنبية، والمصورون الÙلسطينيون هم ÙˆØدهم القادرون على العمل ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆÙƒØ§Ù„Ø§Øª الأجنبية(رويترز، Ùˆ أسشيوتد برس والÙرنسية ), ونتيجة لذلك Ùقد تمكنت وسائل الأعلام الÙلسطينية والعاملين بها من الدخول وبشكل استثنائي إلى نادي الإعلام الدولي. ويمكن اعتبار رولا أمين والتي بدأت العمل مع Ù…Øطة CNN ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى والتي أصبØت المراسل الرئيسي لهذه المØطة، Ø£Ùضل مثلا لهذه المجموعات الإعلامية.
كما أتاØت الانتÙاضة الثانية المجال للسياسيين الÙلسطينيين، وخاصة أولئك القادرين على التØدث بالإنجليزية ولديهم معرÙØ© وخبرة بإعطاء التصريØات المتلÙزة وأسس العملية الإعلامية، أتاØت لهم الانتÙاضة الثانية المجال للتعبير عن أنÙسهم والمواق٠وأصبØوا هدÙا لمراسلي وسائل الأعلام المختلÙØ© لإجراء المقابلات معهم، أو Øتى الØصول على ØªØµØ±ÙŠØ Ø³Ø±ÙŠØ¹ ومقتضب من Ø£Øدهم.
الرموز
من الممكن الإشارة إلى بعض المتغيرات التي Øدثت ÙÙŠ الانتÙاضتين، وخاصة Ùيما يتعلق ببعض الأØداث الميدانية الهامة. Ùمثلا ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى كان مراسلو الوكالات الأجنبية هم الذين نقلوا تصريØات وزير الدÙاع اسØÙ‚ رابين آنذاك، تعليقا على التقرير المصور والذي صّور الجنود الإسرائيليين وهم يقوموا بتكسير عظام أيدي شبان الانتÙاضة، والذي قام بتصويره مراسل Ù…Øطة CBS باستخدام عدسات وكاميرا خاصة تصّور عن بعد، وهو مراسل إسرائيلي مقيم ÙÙŠ Ø£Øد الكيبوتزات.
ÙÙŠ الانتÙاضة الثانية تغير المشهد. طلال أبو رØمة، الصØÙÙŠ الÙلسطيني والذي يعمل مراسلا للقناة الثانية ÙÙŠ التلÙزيون الÙرنسي هو الذي قام بتصوير الشريط المصور الذي سجل Ù„Øظات استشهاد الطÙÙ„ الÙلسطيني Ù…Øمد الدّرة، البالغ من العمر اثني عشر عاما، بينما كان والده ÙŠØاول Øمايته من وابل النيران الإسرائيلية.
الموسيقى وأشرطة الÙيديو:
لقد بقي المثلين السابقين ÙÙŠ ذاكرة مشاهدي التلÙزيون ÙÙŠ كل أنØاء العالم. وقد لعبت هذه المشاهد المؤثرة دورا كبيرا ÙÙŠ دعم العالم ووقو٠قوى عديدة إلى جانب الشعب الÙلسطيني أكثر مما كان عليه الØال ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى، خاصة ÙÙŠ مجال الÙÙ† والموسيقى. Ùمعظم الموسيقيون والÙنانون العرب، خاصة ÙÙŠ مصر ولبنان أخذوا من استشهاد الطÙÙ„ Ù…Øمد الدّرة مثلا يجب أن ÙŠØتذى به، Ùكتبوا وغّنوا له ولشهداء الانتÙاضة الثانية. وتم تسجيل هذه الأغاني على أشرطة الÙيديو كليب بسرعة، وأخذت كل الÙضائيات العربية ببثها. كما قامت الإذاعات العربية ببث هذه الأغاني والأناشيد وبشكل مستمر، مما دÙع الإسرائيليون للتذمر والشكوى والقول، إن الÙلسطينيين هم الملومون لأنهم ÙŠØرضوا أطÙالهم على التواجد ÙÙŠ مواقع الخطر والزج بهم ÙÙŠ أماكن الاشتباكات لكي يقتلوا.
الخلاصة:
دخلت كلمة الانتÙاضة قاموس اللغة العالمي، بÙعل الانتÙاضة الأولى، باعتبارها هبّة شعبية جماهيرية. ونÙس الكلمة استخدمت للدلالة على Ø£Øداث الأقصى وسميت انتÙاضة الأقصى عام 2000 ØŒ وشيئا Ùشيئا تØولت إلى انتÙاضة الاستقلال. كلا الØدثان دلاّ على تØرك شعبي واسع ضد سياسة الأمر الواقع، وضد استمرار الاØتلال الإسرائيلي وسياسة الاستيطان وبهد٠تØقيق الاستقلال وقيام الدولة المستقلة ÙÙŠ الضÙØ© وغزة. ولم تكن هناك Ù…Ùاوضات بين الطرÙين ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى، ولكن البعض يعتقد أن اتÙاقية أوسلو هي من نتائجها. وجاءت الانتÙاضة الثانية كتعبير عن سخط ويأس الÙلسطينيون ÙÙŠ السنة السابعة للمÙاوضات المستمرة مع الإسرائيليين دون أن تؤدي إلى إقرار إسرائيل بالØقوق الوطنية الÙلسطينية، بل أدت إلى عودة الدبابات الإسرائيلية للتمركز على أبواب المدن الÙلسطينية المختلÙØ©.
وعلى الرغم من وجود نقاط تشابه عديدة بين الانتÙاضتين، لكن تبرز اختلاÙات واضØØ© للانتÙاضة الثانية عن الأولى، من نوع وجود القيادة الشرعية الÙلسطينية ÙÙŠ وطنها، إلى جانب وجود المقاتلين المسلØين علنا ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية. كما ميّز الانتÙاضة الثانية الاهتمام الإعلامي الكبير بتطور الأØداث، وزاد الÙلسطينيون من اهتمامهم بالعلاقات العامة وكيÙية مخاطبة وسائل الإعلام المختلÙØ© للتأثير على الشعوب وجلب الدعم للÙلسطينيين من قبل المجتمع الدولي.
لقد أعتبر التوقيع على الاتÙاقية المؤقتة، هو أقصى ما كان يمكن تØقيقه كنتيجة للانتÙاضة الأولى. ولكن قيادة الانتÙاضة الثانية اليوم ترÙض العودة مجددا للاتÙاقيات المؤقتة. والØÙ„ الوØيد المقبول للقيادة الراهنة هو تØقيق قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ÙÙŠ كل أراضي الضÙØ© الغربية وقطاع غزة، وتØقيق ØÙ„ عادل ومشر٠لمشكلة اللاجئين الÙلسطينيين. ÙˆØتى يتم تØقيق ذلك، Ùإنه من المتوقع أن تستمر الانتÙاضة الثانية، بهذا الشكل أو ذاك.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .