أكتوبر 06 2006
دروس من Øرب لبنان
ÙÙŠ الØروب لا يكÙÙŠ التÙوق ÙÙŠ ساØات القتال لإØراز النصر، بل لابد وأن يتم تسجيل ذلك النصر ÙÙŠ أذهان الناس أيضاً. لذا، Ùعلى الرغم من أن Øزب الله لم ÙŠØقق نصراً Øاسماً ÙÙŠ Øربه الØالية ضد إسرائيل، بتمكنه من الاØتÙاظ بقدرته على الصمود ÙÙŠ وجه القوة العاتية التي يتمتع بها جيش إسرائيل، إلا أنه استطاع أن يأسر مخيلة العرب باستعادة الكرامة المÙقودة كما Ùعل الجيش المصري Øين عبر قناة السويس ÙÙŠ عام 1973. ولقد كانت الكرامة المستردة من العناصر الأساسية التي قادت الرئيس أنور السادات ÙÙŠ النهاية إلى اتخاذ قراره بالذهاب إلى القدس وإعادة شبه جزيرة سيناء بالكامل إلى أرض مصر.
وعلى الرغم من الثمن الÙØ§Ø¯Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ تكبده الشعب اللبناني على الصعيد الإنساني والاقتصادي، Ùضلاً عن البنية الأساسية التي دمرت، إلا أن Øزب الله أثبت للإسرائيليين على Ù†ØÙˆ لا يقبل الجدال أنهم لم يعد بوسعهم أن يعتبروا تÙوقهم العسكري أمراً مسلماً به. Ùلقد ÙضØت هذه الØرب الØدود التي تقيد القوة العسكرية. Ùضلاً عن ذلك، Ùقد بات واضØاً لجميع الأطرا٠مدى جنون الØرب، وبمجرد أن ينتهي القتال الدائر Øالياً، Ùمن Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† يتØرى كل من الطرÙين الØذر الشديد ÙÙŠ تصرÙاته، خشية أن تقود هذه التصرÙات شعبه وبلاده إلى الØرب من جديد.
إن النتائج التي ستنتهي إليها هذه الØرب من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† تؤدي إلى تغيير الأساليب التي يتعامل بها المجتمع الدولي وإسرائيل مع الطموØات الوطنية الأساسية للشعوب العربية. وعلى ذلك Ùإن اØتلال الأرض العربية، واØتجاز السجناء إلى ما لا نهاية، لن يشكل بعد الآن مصدر قوة، بل سيتØول إلى عبء رهيب.
لقد كان التÙكير التقليدي ÙÙŠ الشرق الأوسط مبنياً إلى Øد كبير على قوة إسرائيل العسكرية الساØقة، Ùضلاً عن الÙرقة السائدة بين القادة العرب واÙتقارهم إلى الهدÙ. إلا أن القوة الأسطورية لأعتى جيش ÙÙŠ المنطقة انكسرت خلال مدة تقل عن الشهرين، وظهر Øسن نصر الله زعيم Øزب الله بمظهر القائد الثابت العاقد العزم، وذلك ÙÙŠ تناقض Øاد مع السلوك المعتاد لقادة الØكومات العربية.
والسؤال Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¢Ù† هو ما إذا كانت هذه العزيمة الراسخة قادرة على Ø¥Øداث نوع من التقدم المÙاجئ ÙÙŠ عملية السلام، كذلك الذي جلبته الهيبة التي اكتسبها السادات بعد Øرب 1973. ومن المÙارقات هنا أن هذه الØرب بدلاً من إضعا٠لبنان باتت تشكل نصراً واضØاً لوØدة لبنان وإرادته المستقلة.
ليس من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ø¢Ù† ما إذا كانت الØرب ÙÙŠ لبنان قد تساعد القضية الÙلسطينية أو تلØÙ‚ بها المزيد من الضرر. ذلك أن أغلب الاهتمام الإعلامي قد تØول باتجاه لبنان، وأصبØت إسرائيل مطلقة اليد ÙÙŠ مواصلة الضغط على الÙلسطينيين دون إثارة أي اØتاج دولي. ÙالÙلسطينيون ÙŠÙـقتلون كل يوم، ليس ÙÙŠ غزة Ùقط بل وأيضاً ÙÙŠ نابلس بالضÙØ© الغربية. Øيث تجاوز عدد القتلى بين الÙلسطينيين ما يزيد على المائة والسبعين منذ اندلاع أعمال العن٠ÙÙŠ شهر يونيو/Øزيران الماضي.
مع كل ما سبق، لم تمر الصلة بين الØربين دون أن يلØظها Ø£Øد. ÙÙÙŠ الولايات المتØدة يرى الرئيس جورج دبليو بوش ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس ØŒ تماماً كما يرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ØŒ أن المشكلتين مرتبطتان. والØقيقة أن الأزمة التي يشهدها لبنان وقطاع غزة جعلت المجتمع الدولي يدرك ضرورة ØÙ„ قضيتين أزليتين Ù€ السجناء العرب ÙÙŠ إسرائيل، والسياسة Ø£Øادية الجانب التي تنتهجها إسرائيل Ù€ إن كانت لديه الرغبة ÙÙŠ Ø¥Øياء أي أمل٠باق٠ÙÙŠ العودة إلى عملية السلام.
ومع علمنا بأن اندلاع الأزمتين الأخيرتين كان نتيجة لاختطا٠جنود إسرائيليين بغرض مبادلتهم بسجناء عرب، Ùلابد وأن تكون إسرائيل قد أدركت الآن أن اØتجاز السجناء العرب إلى ما لا نهاية ÙÙŠ سجونها لن يسÙر إلا عن المزيد من العنÙ. ويبدو أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي جيورا إيلاند قد أدرك هذه الØقيقة Øتى قبل اندلاع أعمال العنÙØŒ Ùيقال إنه شهر مايو/أيار Ù†ØµØ Ø±Ø¦ÙŠØ³ الوزراء الإسرائيلي إيهود إولميرت بضرورة تخلي إسرائيل عن منطقة مزارع شبعة المتنازع عليها، والواقعة على Øدودها مع لبنان وسوريا، وإطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø³Ø¬Ù†Ø§Ø¡ اللبنانيين.
لكن أولميرت ØŒ كما ذكرت التقارير، لم ير ضرورة تدعو إلى ذلك. إلا أنه بات من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† اØتجاز ثلاثمائة لبناني وما يقرب من عشرة آلا٠Ùلسطيني Ù€ دون اتهام أو Ù…Øاكمة كاÙØ© Ø£Ùراد المجموعة الأولى والعديد من Ø£Ùراد المجموعة الثانية Ù€ يشكل مصدراً رئيسياً لانزعاج وإØباط الشعوب العربية ÙÙŠ المنطقة.
من بين مجموعات السجناء التي من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† تستÙيد من الموق٠الØالي عدد من الأردنيين المØتجزين ÙÙŠ السجون الإسرائيلية. وكان الأردن، على الرغم من كونه ØليÙاً للولايات المتØدة وأØد البلدين العربيين اللذين عقدا اتÙاق سلام مع إسرائيل، قد Ùشل ÙÙŠ تأمين إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø³Ø¬Ù†Ø§Ø¦Ù‡ الذين بلغ عددهم الثلاثين. ولكن بات من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¢Ù† أن يكون Ø£Ùراد هذه المجموعة أول من يتم إطلاق سراØهم من بين السجناء العرب.
على الرغم من أهمية قضية السجناء إلا أنها لا تشكل جوهر المسألة. ذلك أن القضية الØقيقية تكمن ÙÙŠ السياسة Ø£Øادية الجانب التي انتهجتها الأØزاب الكبرى التي Øكمت إسرائيل. كما أثبت الانسØاب على Ù†ØÙˆ غير منسق من جنوب لبنان (بقرار من Øزب العمل بعد اثنين وعشرين عاماً من الاØتلال) ثم من غزة (بقرار من Øزب الليكود بعد تسعة وثلاثين عاماً من الاØتلال) أن أية دولة Ù…Øتلة لا يجوز لها ببساطة أن تجلي قواتها عن منطقة كانت تØتلها لمدة طويلة ثم تتناسى أية صلة بينها وبين تلك المنطقة. Ùالسكان الذين ستخلÙهم من ورائها لابد وأن تتولى Øكومة راسخة ومؤسسات Ùاعلة إدارة أمورهم. على سبيل المثال، وعلى أبسط المستويات، كان لابد من Øصول سكان جنوب لبنان على خرائط الألغام التي زرعتها القوات الإسرائيلية ÙÙŠ أرضهم، لكن هذا لم ÙŠØدث قط.
إن السياسة الأØادية التي صوتت الغالبية العظمى من الناخبين الإسرائيليين بالمواÙقة عليها ÙÙŠ إطار الانتخابات الأخيرة تقوم على تصور Ù…Ùاده أن الأمن من الممكن أن يتأتى على Ù†ØÙˆ ما من خلال إقامة الأسوار والØواجز. لكن صواريخ Øزب الله ÙˆØماس التي انهمرت على شمال إسرائيل تؤكد Øماقة مثل هذا التÙكير. وعلى الرغم من عدم استخدام الضÙØ© الغربية كموقع لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل من قبل، Ùلا يوجد سبب يمنع الÙلسطينيين المقيمين هناك من اللجوء إلى مثل هذه الأسلØØ© إذا ما استمرت الأسوار ÙÙŠ الارتÙاع والتعمق داخل أراضيهم، وإذا ما أصرت إسرائيل على السياسة المتغطرسة التي تنتهجها ÙÙŠ التعامل معهم.
الØقيقة أن الجنود هم أول من يدرك أن القوة العسكرية ذات قيمة Ù…Øدودة ÙÙŠ إرساء أسس السلام الدائم. ولقد آن الأوان أيضاً لكي تدرك القيادات السياسية على الجانبين هذه الØقيقة، وبصورة خاصة القيادات المعتدلة. وبات لزاماً على تلك القيادات أن تتعاون من خلال المÙاوضات ÙÙŠ التوصل إلى Øلول للمشاكل التي لا ينبغي Øلها، بل ولن يتسنى Øلها باللجوء إلى القوة الوØشية.
داوود كتاب مدير معهد الإعلام الØديث بجامعة القدس، وكان أول من أسس Ù…Øطة إذاعية تبث على شبكة الإنترنت ÙÙŠ العالم العربي، واسم المØطة AmmanNet.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .