سبتمبر 22 2007
عائق ام Ùرصة
بقلـم داود كتّاب 03 ابريل/نيسان 2007 رام الله –
عندما اخترع هنري كيسنجر تعبير “الغموض البنّاء” أثناء Ù…Øاولاته التÙاوض على سلام عربي إسرائيلي لم يكن يتوقع أنه ÙÙŠ يوم من الأيام سيستخدمه الÙلسطينيون ÙÙŠ مبادرات سلام يقدمونها. الغموض ÙÙŠ أجندة Øكومة “الوØدة الوطنية” الÙلسطينية الجديدة يعتمد على ما إذا كان المرء ينظر إلى النص٠الممتلئ أو النص٠الÙارغ من الكأس. إذا أرادت الولايات المتØدة وإسرائيل السير قدماً ÙÙŠ عملية السلام Ùالكأس نص٠مليء. ولكن إذا لم تكن هناك نيّة صادقة لدÙع ثمن السلام Ùالكأس نص٠Ùارغ.
قبل أكثر من سنة وبتشجيع دولي، تبنى الشعب الÙلسطيني الديمقراطية الانتخابية Øتى قبل أن يتمتع بالسيادة وانتهاء الاØتلال الإسرائيلي. ألقوا جانباً بقادتهم العلمانيين من ÙØªØ Ù…Ù†Ø° Ùترة طويلة واستبدلوهم بØماس. التجميد غير العادل للمعونة الÙلسطينية الذي تبع ذلك أثار ثورة اجتماعية وبداية Øرب أهلية، أوقÙت مؤخراً نتيجة تØال٠بين ÙØªØ ÙˆØماس Ø£Ùرز Øكومة الوØدة الوطنية. “للمرة الأولى ÙÙŠ تاريخ النزاع الÙلسطيني تعرب غالبية من الÙلسطينيين، بمن Ùيهم الإسلاميين، عن استعدادها لقبول دولة Ùلسطينية ضمن Øدود عام 1967 المعتر٠بها دولياً” يكتب داود كتاب. “الاعترا٠الضمني بإسرائيل ÙÙŠ هذا السياق تدعمه عبارات وردت ÙÙŠ اتÙاقيات بين منظمة التØرير الÙلسطينية Ùˆ إسرائيل اØتوت على اعترا٠متبادل واØترام للقرارات والمعاهدات العربية والدولية. مطالبة إسرائيل وغيرها Ø¨Ø§Ø¹ØªØ±Ø§Ù ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆØµØ±ÙŠØ Ù‚Ø¨Ù„ بدء المÙاوضات أمر غير منطقي. ليس هناك من شعب واقع تØت الاØتلال لا سيادة له Ø£Ùجبر على الاعترا٠بمØتل Øدوده غير واضØØ©. بقبولهم دولة مستقلة ÙÙŠ الضÙØ© الغربية وغزة يكون الÙلسطينيون قد أعلنوا Øدود دولتهم وقدموا اØتمالات الاعترا٠المتبادل من خلال المÙاوضات.
الرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس القائد العسكري الأعلى طالب بوضع Øد للاØتلال من خلال المÙاوضات ورÙض بشكل صارم ÙˆÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ø³ØªØ®Ø¯Ø§Ù… العنÙ. رغم إصرارها على ØÙ‚ الشعب بمقاومة الاØتلال عبر أي أسلوب ممكن تضع Øكومة الوØدة الوطنية المقاومة اللاعنÙية كأول خياراتها. إضاÙØ© إلى ذلك تقدّم الØكومة الجديدة غصن زيتون إلى الإسرائيليين Øتى قبل بدء المÙاوضات من خلال السعي إلى توسيع وق٠إطلاق النار من غزة إلى الضÙØ© الغربية. سياسياً، توÙر الØكومة الجديدة عملية منطقية Ùيما يتعلق بالمÙاوضات من أجل ØÙ„ دائم للنزاع. وهي تعطي عباس ومنظمة التØرير الÙلسطينية التي يرأسها كامل السلطة للتÙاوض على اتÙاق سلام مع إسرائيل. عندما يتم الوصول إلى اتÙاق، يتوجب المصادقة عليه من قبل المجلس التشريعي الÙلسطيني أو من خلال استÙتاء عام. الاستطلاعات الÙلسطينية تÙظهر بشكل دائم دعماً قوياً للسلام على أساس ØÙ„ الدولتين. إذاً Ùإن صÙقة سلام يرتبها عباس ويواÙÙ‚ عليها الشعب الÙلسطيني أمر ممكن Øتى بوجود Øماس ÙÙŠ السلطة. سلام كهذا يتÙاوض عليه Ùلسطيني معتدل وتواÙÙ‚ عليه الأغلبية الصامتة له Øظ كبير ÙÙŠ البقاء. البديل، وهو توقيع صÙقة سرية دون دعم جماهيري، لا بقاء له ويمكن Ø¥Ùشاله بسهولة، كما رأينا ÙÙŠ اتÙاقيات أوسلو.
معارضو السلام يجدون العديد من المبررات لرؤية نص٠الكأس الÙارغ. رئيس الوزراء الÙلسطيني مثلاً ينتمي إلى Øركة إسلامية لم تعلن بعد عن موقÙها الاستراتيجي بعيد الأمد Ùيما يتعلق بإسرائيل. هؤلاء الذين لا يهتمون بالسلام يبرزون رÙض Øماس الاعترا٠بإسرائيل. ولكن مؤيدي Øماس يذكّرون أن منظمة التØرير الÙلسطينية استغرقت Ùترة ثلاثين عاماً Øتى اعترÙت بإسرائيل، وأنه خلال الشهور الاثنى عشر الماضية قطعت Øماس شوطاً بعيداً بقبولها Øدود عام 1967 ÙƒØدود للدولة الÙلسطينية المستقبلية. كما أن التزام Øماس بوق٠إطلاق للنار ÙÙŠ غزة Ùقط يظهر أنه يمكن الوثوق بها لتØقيق التزاماتها.
ÙÙŠ Øزيران عام 1967 اØتلت إسرائيل أراض٠Ùلسطينية وعربية. بعد أربعون عاماً، ÙˆÙÙŠ تØد٠صارخ لقرارات الأمم المتØدة، ما زال الجيش الإسرائيلي ÙŠØتل الأراضي ويضطهد الشعب، وما زالت الØكومة تدعم بناء المستعمرات غير القانونية ÙÙŠ المناطق الÙلسطينية. بعد الاØتلال الإسرائيلي بقليل قال موشى ديان أن الإسرائيليين ينتظرون مكالمة هاتÙية من زعيم عربي. بدلاً من ذلك تعهد العرب بعدم الاعترا٠بإسرائيل أو التÙاوض معها أو عقد سلام معها. منذ ذلك الØين، عكس الÙلسطينيون وغيرهم من العرب مواقÙهم وعرضوا السلام والتÙاوض والاعترا٠مقابل الانسØاب الإسرائيلي إلى Øدود عام 1967. سو٠تواÙÙ‚ الØكومة الÙلسطينية التي تنوي المشاركة ÙÙŠ القمة العربية المقبلة على مبادرة السلام العربية التي طرØت للمرة الأولى ÙÙŠ قمة بيروت عام 2002 والتي نادت بمبادلة الأرض بالاعترا٠والتطبيع.
آن الأوان لإسرائيل والمجتمع الدولي لأن يروا أن نص٠الكأس مليء. من خلال اختيار العمل من أجل السلام، يمكنهم ملؤه كاملاً، أو أن يقÙوا ليتÙرجوا على ما تبقى به من نقاط الأمل وهي تجÙ.
*داود كتّاب صØÙÙŠ Ùلسطيني ومدير معهد الإعلام العصري بجامعة القدس ÙÙŠ رام الله. بريده الإلكتروني info@daoudkuttab.com. تقوم خدمة Common Ground الإخبارية (CGNews) بتوزيع هذا المقال المختصر، ويمكن الØصول عليها من الموقع الإلكتروني www.commongroundnews.org. مصدر المقال: الواشنطن بوست، 26 آذار/مارس 2007ØŒ www.washingtonpost.comلقد تم الØصول على ØªØµØ±ÙŠØ ØÙ‚ إعادة الطباعة والنشر.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .