أبريل 19 2008
غزة ÙˆÙشل مبدأ الردع
بقلم: داود كتاب
مع كل يوم يمر ÙÙŠ قطاع غزة تخضع نظرية الردع الإستراتيجي للاختبار Ù€ والردع الإستراتيجي هنا يعني منع الهجمات من خلال بث الخو٠من العقاب على يد قوة عسكرية متÙوقة. وتصعيد العن٠على هذا النØÙˆ من جانب إسرائيل والمقاتلين ÙÙŠ غزة لا يشير إلى Ùشل الردع ÙØسب، بل ويؤكد أيضاً أن Ùعالية الردع تتوق٠على الالتزام بالمعايير الجوهرية للأخلاق.
يرى بعض الخبراء الإستراتيجيين ÙÙŠ مجال الأمن والمنظرين الØربيين المنصÙين أن الردع قد لا يكون Ù…ØÙ„ اعتراض على المستوى الأخلاقي ÙÙŠ الØالات التي لا تتأثر بها Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¯Ù†ÙŠÙŠÙ† وسلامتهم على Ù†ØÙˆ مباشر. إذ أن التهديد بالانتقام، والذي تقوم عليه الÙعالية الإستراتيجية للردع، يظل ضمنياً ÙˆÙرضياً. ولكن Øين يمكن التمييز بين الردع والعقاب الجماعي Ù€ المØظور طبقاً للقانون الدولي بموجب المادة 33 من معاهدة جني٠الرابعة Ù€ Ùمن غير Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø±Ø¯Ø¹ ÙÙŠ تØقيق النتائج المرجوة منه. كانت إسرائيل، التي انسØبت بقرار Ø£Øادي إلى Øدود قطاع غزة ÙÙŠ سبتمبر/أيلول 2005ØŒ تسعى إلى منع مقاتلي المقاومة الÙلسطينية من قص٠أراضيها بالصواريخ.
وبعد مرور Ùترة بسيطة منذ أعادت انتشار قواتها إلى Øدود غزة، عملت إسرائيل على Ø¥Øكام قيودها على أي اتصال بين غزة والضÙØ© الغربية، علاوة على منع السلع من الدخول إلى غزة أو الخروج منها. ÙˆØين اختار الÙلسطينيون برلماناً مناصراً Ù„Øماس ÙÙŠ انتخابات Øرة نزيهة ÙÙŠ يناير/كانون الثاني 2006ØŒ قادت الولايات المتØدة وإسرائيل Øملة لمنع كل البنوك والمصارÙØŒ بما ÙÙŠ ذلك البنوك العربية والإسلامية، من التعامل مع الØكومة الجديدة. رÙضت إسرائيل بكل إصرار العروض المتكررة من جانب Øماس بوق٠إطلاق النار ÙÙŠ مقابل رÙع الØصار عن غزة. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة ديالوج ونشرتها صØÙŠÙØ© هآرتز اليومية الإسرائيلية أن 64% من الإسرائيليين يؤيدون إقامة Øوار رسمي مع Øماس.
إلا أن الØكومة والجيش الإسرائيليين يرÙضان ذلك، ويطلقان على Øماس وص٠المنظمة الإرهابية سعياً إلى Øرمانها من الشرعية، على الرغم من التÙاهمات التي تم التوصل إليها سابقاً ÙÙŠ جنوب لبنان مع Øزب الله، والذي تعتبره الØكومة والجيش “منظمة إرهابية” أيضاً. يبدو أن القيادات الإسرائيلية تعتقد أن الخيار الوØيد أمامها يتلخص ÙÙŠ تضييق الخناق على غزة. وباسم الردع أصبØت Øركة الناس والسلع شبه متوقÙØ© تماماً الآن. إلا أن المقاومة الÙلسطينية ترد على هذا الØصار بإطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل. ولم تسÙر Øملات الاغتيال الإسرائيلية ضد المقاتلين الÙلسطينيين إلا عن تصعيد الهجمات من الجانب الÙلسطيني. وكلما Ùشلت جهود الردع الإسرائيلية ÙÙŠ تØقيق النتائج المرجوة تسارع إسرائيل إلى تشديد الØصار على أمل أن يكون ÙÙŠ هذا ضربة Øاسمة للمقاتلين ÙÙŠ غزة. وكانت النتيجة ÙÙŠ النهاية Øالة واضØØ© من العقاب الجماعي ÙÙŠ واØدة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان (3823 نسمة ÙÙŠ كل كيلومتر مربع). أثناء زيارته لقطاع غزة، قال جون دوغارد ØŒ المقرر الخاص للجنة Øقوق الإنسان لدى الأمم المتØدة: “غزة عبارة عن سجن وإسرائيل هي السجان الذي ألقى بمÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ø¬Ù† بعيداً”. ÙÙŠ شهر يناير/كانون الثاني، على سبيل المثال، بدأت إسرائيل ÙÙŠ استغلال اØتكارها للإمدادات من الوقود لعقاب الÙلسطينيين، وهو القرار الذي أدانته منظمة واتش Ù„Øقوق الإنسان ÙÙŠ الشهر التالي.
وأعلن جو ستورك مدير المنظمة ÙÙŠ الشرق الأوسط عن رÙضه للمبررات التي ساقتها إسرائيل لتسويغ قرارها بقطع إمدادات الوقود كوسيلة لإرغام الجماعات الÙلسطينية المسلØØ© على وق٠هجماتها الصاروخية والانتØارية. ويرى ستورك أن قطع الإمدادات يؤثر بشدة على المدنيين الذين لا تربطهم علاقة بهذه الجماعات المسلØØ©ØŒ وأن ذلك الØظر يشكل انتهاكاً للمبادئ الجوهرية التي أرستها قوانين الØرب. على Ù†ØÙˆ مماثل، ÙˆÙÙŠ أعقاب الغارات الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ÙÙŠ أوائل شهر مارس/آذار، والتي أودت بØياة ما يزيد على المائة Ùلسطيني، تØرك بان كي مون ØŒ أمين عام الأمم المتØدة، Ùأدان الاستخدام المÙرط للقوة على النØÙˆ الذي أدى إلى مقتل وإصابة هذا العدد الكبير من المدنيين، بما ÙÙŠ ذلك العديد من الأطÙال. رغم ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠÙ† العام للأمم المتØدة، تتذرع إسرائيل بالدÙاع عن النÙس، Øيث جاءت تلك الغارات الجوية ÙÙŠ أعقاب إطلاق صاروخ من غزة ومقتل Ø£Øد المدنيين الإسرائيليين ÙÙŠ مدينة سديروت الØدودية. إلا أن مايكل بايرز ØŒ أستاذ القانون ÙÙŠ جامعة دوك، يقول ÙÙŠ كتابه “جرائم الØرب” إن استخدام القوة ÙÙŠ الدÙاع عن النÙس لا ينبغي أن يتجاوز Øدود المعقول أو أن يكون Ù…Ùرطاً. أما Ùيما يتصل بالعمل الاستباقي، Ùهو يرى أن الضرورة لابد وأن تكون Ùورية ومباشرة وملØØ©ØŒ بØيث لا تدع مجالاً للاختيار ÙÙŠ السبل المتاØØ© أو التÙكير المتأني. الØقيقة أن إسرائيل تجمع بين الدÙاع عن النÙس والردع، بينما توظ٠العقاب الجماعي سعياً إلى تØقيق غاياتها الإستراتيجية
. إلا أن Ù…Ùهوم الردع هذا أثبت Ùشله ÙÙŠ لبنان ÙÙŠ العام 2006ØŒ Øيث اضطرت إسرائيل إلى قبول اتÙاقية لوق٠إطلاق النار تØت رعاية الأمم المتØدة، وليس من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† ÙŠØقق Ù†Ùس المÙهوم أن Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ غزة. والØقيقة أن استطلاعات الرأي التي أجريت ÙÙŠ غزة تظهر ارتÙاعاً ÙÙŠ أعداد مؤيدي Øماس بعد كل تصعيد من جانب إسرائيل. يتعين على المجتمع الدولي أن يتØرك بسرعة لإجبار إسرائيل على التخلي عن إستراتيجية الردع، والعمل بدلاً من ذلك على التوصل إلى تÙاهم من الممكن أن يؤدي إلى توق٠الهجمات من الجانبين. إذ أن التوصل إلى مثل هذا التÙاهم من شأنه أن ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø¨Ø¯Ø§ÙŠØ© التØركات الأساسية اللازمة للتوصل إلى الØÙ„ السياسي القادر على إنهاء الØصار المÙروض على غزة وإنهاء الاØتلال الإسرائيلي للأراضي الÙلسطينية.
داود كتاب (info@daoudkuttab.com) يعمل Øالياً أستاذاً زائراً بجامعة برينستون. Øقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2008.www.project-syndicate.orgترجمة: مايسة كامل Translated by: Maysa Kamel
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .