يونيو 18 2008
ستون عاماً من “النكبة” الÙلسطينية
يقلم: داود ÙƒÙتّاب
مع اØتÙال دولة إسرائيل بعيدها السنوي الستين، يتذكر الÙلسطينيون نكبتهم Ù€ طردهم من ديارهم، واØتلال أراضيهم، وضياع دولتهم. ولكن بالنسبة لكل من الطرÙين، والقوى الخارجية، كانت Ø£Øداث العام 1948 وما تلاها من Ø£Øداث Ù€ اØتلال ما تبقى من أراضي Ùلسطين التاريخية ÙÙŠ العام 1967 Ù€ تشكل إخÙاقاً مأساوياً.
تتØمل إسرائيل المسؤولية عن أغلب هذا الإخÙاق نظراً لاستمرارها ÙÙŠ الاØتلال العسكري والاستيطان غير القانوني للأراضي الÙلسطينية. ورغم الرياء بشأن الرغبة ÙÙŠ السلام، Ùما زال رÙض إسرائيل لسØب جيشها من المناطق المØتلة يشكل انتهاكاً مباشراً للÙقرة التمهيدية من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتØدة رقم 242ØŒ والذي أطلق على اØتلالها “الاستيلاء غير المقبول على الأرض بالقوة”.
بيد أن المجتمع الدولي، والÙلسطينيين، والعرب يتØملون جميعاً المسؤولية أيضاً، ولو بمستويات مختلÙØ©. والØقيقة أن الإØباطات ترجع إلى ما قبل تأسيس دولة إسرائيل والنكبة ذاتها: لجنة “الملك وكرين” ÙÙŠ العام 1919ØŒ وتقرير بيل ÙÙŠ العام 1937ØŒ والورقة البيضاء البريطانية ÙÙŠ العام 1939ØŒ ولجنة استقصاء الØقائق الإنجليزية الأميركية ÙÙŠ العام 1945ØŒ وخطة التقسيم التابعة للأمم المتØدة ÙÙŠ العام 1947. ومنذ ذلك الوقت توالت قرارات الأمم المتØدة: القرار رقم 194ØŒ ثم القرار 242ØŒ ثم القرار 338ØŒ وبعد ذلك خطة روجرز وخطة ميتشيل وخطة تينيت، ثم اتÙاقيات كامب ديÙيد وطابا، والخطة السعودية، Ùˆ”خارطة الطريق”ØŒ ومبادرة جنيÙØŒ ثم “خيار الشعب” ومبادرة السلام العربية.
مما لا شك Ùيه أن الÙلسطينيين والعرب أيضاً يتØملون المسؤولية لعجزهم عن إدراك وتÙهم Ù…Øنة الشعب اليهودي. Ùرغم أن الÙلسطينيين لا يد لهم ÙÙŠ المشاعر الأوروبية المعادية للسامية والمØرقة النازية، إلا أنهم ما كان ينبغي لهم أن يتجاهلوا مأساة اليهود. كان الÙلسطينيون منهمكين ÙÙŠ مقاومتهم للصهيونية إلى الØد الذي عجزوا معه عن تÙهم الاØتياجات الجوهرية لليهود، كما Ùشلوا ÙÙŠ تقدير التأثيرات المترتبة على أعمال العن٠العشوائية ضد المدنيين الإسرائيليين.
ومع استغراقهم ÙÙŠ غضبهم المشروع، أخÙÙ‚ الÙلسطينيون والعرب ÙÙŠ الاتÙاق على توجه جاد ÙÙŠ التعامل مع الإسرائيليين، ÙˆÙشلوا ÙÙŠ تبني إستراتيجية سياسية صالØØ© للتعامل مع الاØتياجات اليومية للÙلسطينيين وآمالهم الوطنية. Ùرغم الهجمات عبر الØدود، وعمليات الاختطاÙØŒ والدبلوماسية العربية والدولية، والمØادثات السرية، والمقاومة السلمية، والتÙجيرات الانتØارية، والصواريخ، والمبادرات الإقليمية العربية، ومبعوثي السلام الدوليين، إلا أن كل ذلك لم ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ إنهاء الاØتلال. ومع كل تØرك جديد، كان الزعماء الÙلسطينيون، المخدوعون بالتصريØات الجوÙاء من جانب الدول العربية بالتضامن مع قضيتهم، ÙŠÙشلون ÙÙŠ القياس الدقيق لقوتهم ÙÙŠ مقابل قوة الإسرائيليين.
والØقيقة أن الدول العربية لم تقترب Øتى ÙÙŠ مساعداتها للÙلسطينيين من مضاهاة مستوى المساعدات التي قدمتها الولايات المتØدة والأوروبيون لهم، ناهيك عن مستوى الدعم الغربي Ù€ السياسي والعسكري، وأيضاً المالي Ù€ الذي كان المÙØªØ§Ø Ù„Ø¥Ø±ØºØ§Ù… الإسرائيليين على قبول مطالبة الÙلسطينيين بالØرية. وبينما كان الدعم الأوروبي، على الصعيدين الشعبي والخاص، لإسرائيل، وخاصة أثناء سنوات تأسيسها، مكثÙاً للغاية، Ùقد عمدت الولايات المتØدة إلى بناء جدار ناري تمثل ÙÙŠ استخدام ØÙ‚ النقض وتوÙير الØماية السياسية لإسرائيل، Ùضلاً عن تزويدها بالدعم المالي الهائل. ÙˆÙÙŠ تقرير واشنطن عن شئون الشرق الأوسط، قدَّر مسئول خارجية الولايات المتØدة المتقاعد شيرل ماكارثر مجموع مساعدات الولايات المتØدة المباشرة لإسرائيل أثناء الÙترة من العام 1949 إلى العام 2006 بØوالي 108 مليار دولار.
وبعد الولايات المتØدة تأتي ألمانيا باعتبارها الجهة المانØØ© الرئيسية للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل. وإلى Øد كبير كان العنصر الأضخم ÙÙŠ المساعدات الألمانية يأتي ÙÙŠ هيئة تعويضات للإسرائيليين عن الÙظائع التي ارتكبتها ألمانيا النازية. وبلغ إجمالي المساعدات الألمانية للØكومة الإسرائيلية، وأÙراد إسرائيليين، ومؤسسات إسرائيلية خاصة Øوالي 31 مليار دولار، أو 5345 دولار للÙرد، وبذلك يبلغ مجموع مساعدات الولايات المتØدة وألمانيا لكل Ùرد إسرائيلي Øوالي عشرين أل٠دولار.
إن Ùشل الØركات الوطنية الÙلسطينية ÙÙŠ مواجهة قوة إسرائيل يصب الآن ÙÙŠ مصلØØ© الإسلاميين. Ùأثناء التسعينيات اكتسبت Øركة المقاومة الإسلامية المعروÙØ© باسم Øماس المزيد من القوة، بعد عودة رئيس منظمة التØرير الÙلسطينية ياسر عرÙات وتأسيس السلطة الÙلسطينية كنتيجة لاتÙاقيات أوسلو. Ùقد أتى رÙض Øماس لاتÙاقيات أوسلو بثماره السياسية، بعد أن بات من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ Ù†ØÙˆ متزايد ÙÙŠ أعين الÙلسطينيين أن المصاÙØات الØارة ÙÙŠ Øديقة البيت الأبيض لن تسÙر عن النهاية المطلوبة للاØتلال الإسرائيلي، أو Øتى عن توق٠الأنشطة الاستيطانية غير القانونية التي تمارسها إسرائيل.
ولكن رغم الإخÙاقات التاريخية العديدة، واستيلاء Øماس ÙÙŠ شهر يونيو/Øزيران 2007 على السلطة ÙÙŠ غزة، ورغم وضع Øركة Øماس المنبوذ ÙÙŠ الغرب، ما زالت الولايات المتØدة تؤكد مراراً وتكراراً أن العام 2008 سو٠يكون عام التوصل إلى اتÙاقية سلام. ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت، يبدو أن الÙشل بات مصيراً Ù…Øتماً Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ù… العربي الذي يدعو إلى إنشاء دولة Ùلسطينية على Øدود 1967 ÙˆØÙ„ عادل لمشكلة اللاجئين ÙÙŠ مقابل التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل من جانب الدول العربية.
بعد ستين عاماً من الإخÙاقات، ومع اختÙاء الجيل الذي عاش النكبة من المشهد، ما زالت التسوية السياسية القادرة على توÙير الØرية للÙلسطينيين ÙÙŠ دولة مستقلة تقوم إلى جانب إسرائيل الآمنة، وإيجاد ØÙ„ عادل لمشكلة اللاجئين، تبدو أكثر أهمية من أي وقت مضى Ù€ إلا أنها تبدو أيضاً أبعد منالاً من أي وقت مضى.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .