يناير 14 2009
معضلة Øماس مع الشرعية الدولية
معضلة Øماس مع الشرعية الدولية
بقلم: داود كتاب*
من الطبيعي والمنطقي أن تعتبر Øركة Øماس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 مجØÙاً بØقها. Ùمن الغريب أن يتوقع العالم Ø£Øداً من مقاتلي Øماس وباقي المقاومين الالتزام بقرار لوق٠إطلاق النار لم يشملهم ÙÙŠ نصوصه.
إلا أن المعضلة التي تواجه Øماس ÙÙŠ هذا الخصوص بالذات هو موقÙها Ù†Ùسه منذ سنوات من الشرعية الدولية وخاصة بعيد الانتخابات التشريعية ÙÙŠ شباط 2006. Ùمن الصعب أن يتعامل المجتمع الدولي مع جهة ترÙض اللعب بالملعب الدولي دبلوماسياً وسياسياً.
إن ضريبة العمل السياسي والدبلوماسي قد تكون صعبة على أية Øركة مقاومة، بما ÙÙŠ ذلك Øركة المقاومة الإسلامية، ولكنها ضرورية وضرورية جداً Ùيما إذا رغب أي طر٠الاستÙادة من الÙوائد المرتبطة بالانضمام الى المجتمع الدولي.
ÙˆÙÙŠ غياب الاستعداد بدÙع تلك الضريبة الاجبارية تعتمد بعض Øركات المقاومة على بناء تØالÙات مع جهات أو Øكومات قد تستطيع، ÙÙŠ وضع معين، أن تلعب دور الوكيل والمداÙع عن Øقوق تلك الØركة. ÙÙÙŠ Øرب إسرائيل على Øزب الله ÙÙŠ صي٠2006 لوØظت Øنكة Øزب اللة من خلال توكيل رئيس مجلس النواب اللبناني، ذات الانتماء الشيعي، للعب دور المداÙع والمØامي. ورغم أن دور “نبيه بري” Ø£Øياناً لم يكن اكثر من ساعي البريد، إلا أن وجود طر٠ذات مصداقية للطرÙين ساعد Øزب الله ÙÙŠ التعامل مع المجتمع الدولي دون دÙع تلك الضريبة.
ولكن Øماس Øرقت جسورها قبيل رÙض تمديد التهدئة مع كل من يمكن أن يلعب ذلك الدور. Ùالطر٠الأقرب والأكثر منطقية ÙÙŠ لعب ذلك الدور – الرئيس الÙلسطيني “Ù…Øمود عباس”- لم يتم إعطاؤه أية صلاØية ÙÙŠ تمثيل الØركة. ومصر، الدولة العربية الأكبر والأقرب جغراÙياً لمقاتلي Øماس ÙÙŠ غزة، أيضاً تم استثناؤها بعد أن تم رÙض دورها ÙÙŠ الساعة الأخيرة قبل إجراء لقاء المصالØØ© الوطنية الÙلسطينية ÙÙŠ تشرين الثاني الماضي. وبذلك جرت المÙاوضات والعمل الدبلوماسي ÙÙŠ أروقة مجلس الأمن الدولي ليس Ùقط بغياب Øماس بل أيضاً بغياب أية جهة عربية أو إسلامية تØظى بثقة كاملة للمقاتلين المقاومين ÙÙŠ غزة. ورغم أن الموق٠الرسمي الÙلسطيني والعربي كان متركزا على وق٠العدوان، إلا أن الموضوع السياسي كان مليئا بالتÙاصيل التي لم تكن Øماس أو باقي Ùصائل المقاومة (باستثناء كتائب شهداء الأقصى المقربين من ÙتØ) تشارك Ùيها.
أما على المستوى الدولي Ùقد نجØت اسرائيل ÙÙŠ الاستÙادة من الوقت الضائع لإدارة مؤيد اسرائيل الأمريكي، الأول عالمياً جورج بوش. Ùلما ØŒ مثلا, لم يتم التÙكير من قبل المقاومة بÙكرة تمديد ولو Ù„Ùترة قصيرة للتهدئة ولغاية انتهاء تقبّع بوش على سدة الرئاسة الأمريكية.
ومما يزيد الأمر تعقيداً هو موضوع اقترا٠إسرائيل جرائم Øرب ضد الشعب الÙلسطيني ونجاتها من العقاب الدولي. وهنا أيضاً لم تستطع Øماس الاستÙادة ÙÙŠ اللعبة الدولية. Ùعند اتهام الإسرائيليين باقترا٠جرائم Øرب Ùـإنهم يردون على التهم بالقول إنهم ÙŠØاولون تجنب المدنيين. ويقول الإسرائيليون إنهم يسقطون المناشير التØذيرية ويستخدمون صواريخ ذكية ÙˆÙÙŠ Øال ثبوت إصابة المدنيين يعبرون عن الأسÙ. ÙÙŠ Øين أن الصواريخ المطلقة من غزة الى اسرائيل Ùهي ÙÙŠ طبيعتها وهدÙها موجهة للمدنيين الأمر الذي لا ينكره المقاتلون من Øماس ولا ÙŠÙكرون ÙÙŠ الاعتذار بل ÙŠÙرØون عند ورود أية إصابة للمدنيين الإسرائيليين.
وبالطبع Ùإن عدم قدرة Øماس للرد على تلك التهم تضيّع Øقيقة عدم وجود Ùوائد من المناشير ÙÙŠ منطقة مغلقة ومكدسة بالمواطنين، والاهم أن اعتذار إسرائيل أيضاً لا يعيد الØياة للمدنيين الذين استشهدوا او أصيبوا؛ ومن المعرو٠Ùإن استخدام الإسرائيلي المÙرط للقوة والنتائج على الارض تثبت عدم الاكتراث من نتائج الهجمات الاسرائيلية. ولكن تبرير إسرائيل ودموعهم الكاذبة تعطي إسرائيل الÙرصة للادعاء للعالم أن هدÙهم الرئيسي عسكري ÙÙŠ Øين أن هد٠الطر٠الØمساوي مدني بغض النظر عن الØقيقة المغايرة على الارض.
ولمعرÙØ© اوسوع لمعضلة Øماس Ùد يكون من الضرورة الرجوع إلى عدة سنوات مضت والنظر إلى ما جرى Ùور الانتخابات الÙلسطينية عام 2006. Ùقد Ùازت قائمة التغيير ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¨ØºØ§Ù„Ø¨ÙŠØ© مقاعد المجلس التشريعي الÙلسطيني، وقد كل٠آنذاك الرئيس “Ù…Øمود عباس” رئيس القائمة “إسماعيل هنية” بتشكيل Øكومة موضØاً ضرورة تعامل الØكومة الجديدة بإيجابية بالاتÙاقات الموقعة من الØكومات الÙلسطينية التي سبقتها.
وكان الأمين العام للأمم المتØدة “كوÙÙŠ عنان” قد Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¢Ù†Ø°Ø§Ùƒ ما هو المطلوب من الØكومة الÙلسطينية الجديدة دولياً قائلا: “إذا Øولت Øماس Ù†Ùسها من Øركة مسلØØ© إلى Øزب سياسي ÙŠØترم قواعد اللعبة… أعتقد أنه سيتمكن المجتمع الدولي التعامل معها.” إلا أن هذا الطلب وجه بالرÙض Øيث تمسك “هنية” بالموق٠العبثي Ù„Øركة Øماس ÙÙŠ رÙض أي اتÙاق Ù„Øكومة سبقتها لا يتناسب مع Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ©. والعبثية ÙÙŠ ذلك الموق٠تكمن ÙÙŠ أنه يضع المجتمع الدولي ÙÙŠ موق٠صعب. Ùمن المستØيل ان يقبل المجتمع التعامل مع طر٠يرÙض الاعترا٠باتÙاقات ذات طابع دولي. وكما هو معرو٠مثلاً Ùإنه Øتى ÙÙŠ Øالات الانقلابات العسكرية تكون أول قرارات أي رئيس انقلاب الإعلان رسمياً عن قبول كاÙØ© الاتÙاقات المبرمة مع الØكومة التي تم الانقلاب عليها. وبالطبع Ùإن ما يجري غالباً هو أن رؤساء الانقلاب يعملون على عدم التØمس ÙÙŠ التعامل مع الاتÙاقات التي لا يرتاØون لها وعلى تغيير الاتÙاقات التي يستطيعون تغييرها.
يضع الوضع الØالي Øركة Øماس ÙÙŠ موقع لا تØسد عليه. Ùمن ناØية، ترغب وتطالب Øماس بØÙ‚ المجتمع الدولي االتدخل لوق٠العدوان على غزة ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت ترÙض Øماس مبدئياً الاعترا٠بالمعاهدات التي وقعتها السلطة الÙلسطينية. Ùالمطلوب Ù„Øقن الدماء أن تنزل Øركة Øماس عن الشجرة غير المنطقية التي صعدت عليها وتقبل بقانونية الشرعية الدولية وتلتزم بها بما ÙÙŠ ذلك قوانين الØرب. وعندئذ سيكون من الممكن المطالبة وبقوة من المجتمع الدولي توÙير الØماية المطلوبة والتØقيق ÙÙŠ جرائم الØرب الإسرائيلية، كما سيكون من المنطقي ÙÙŠ ذلك الوقت لنواب قائمة التغيير ÙˆØ§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø³Øب الثقة بØكومة “Ùياض” وإعطاء الثقة Ù„Øكومة “هنية” وعلى المجتمع الدولي آنذاك اØترام إرادة الشعب الÙلسطيني ولغاية الدورة الجديدة من الانتخابات.
*الكاتب صØÙÙŠ Ùلسطيني ومدير عام راديو البلد (عمان) وموقع عمان نت وبن ميديا للإعلام التربوي (رام الله). Info@daoudkuttab.com
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .