يونيو 06 2009
اسرائيل تصوت Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ù†Ù
إسرائيل تصوت Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ù†Ù
* بقلم داود كتاب
إن الØرب والعن٠يؤثران دوماً وبصورة مباشرة على الانتخابات. ÙالØرب مسؤولة عن Ø¥Øداث تØولات ضخمة ÙÙŠ Ø£Ùضليات الناخبين، وغالباً ما تتØسن شعبية الزعماء الراديكاليين والأØزاب الراديكالية بعد جولة من العن٠الØاد، على عكس الØال ÙÙŠ الأوقات العادية. وعلى هذا Ùإن الأقليات العرقية كثيراً ما تتمكن من التأثير على الموازين بين القوى المتناÙسة الرئيسية.
ويبدو أن هذا بالضبط ما Øدث ÙÙŠ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة. Øيث تمكن Øزب الليكود اليميني بقيادة بنيامين نتنياهو ØŒ بل ÙˆØزب إسرائيل بيتنا اليميني المتشدد تØت زعامة Ø£Ùيغدور ليبرمان من تØقيق نتائج Øاسمة وإبعاد Øزب العمل، الذي ظل مهيمناً طيلة تاريخ دولة إسرائيل، إلى مركز رابع متواضع.
كان زعماء إسرائيل يتناÙسون Ùيما بينهم طيلة الØملة الانتخابية على من يثبت منهم أنه سو٠يكون الأشد Øزماً (عنÙاً) ÙÙŠ التعامل مع الÙلسطينيين. ÙˆÙÙŠ أعقاب هجوم إسرائيل على غزة، تمنى الÙلسطينيون لو تختار إسرائيل زعيماً Øريصاً على التركيز على الØاجة إلى إنهاء المعاناة ورÙع الØصار والشروع ÙÙŠ إعادة البناء. ولكن يبدو أن ما Øدث كان العكس تماماً.
كانت المرة الأخيرة التي تأثرت Ùيها الانتخابات الإسرائيلية بالعن٠بهذا القدر من Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ عام 1996ØŒ Øين تØولت نتائج استطلاعات الرأي بصورة جامØØ© أثناء Ùترة الاستعداد للانتخابات، ÙسمØت لنتنياهو أخيراً بالÙوز بÙارق ضئيل للغاية على رئيس الوزراء شيمون بيريز . كان نتنياهو أثناء تناÙسه مع بيريز الأكبر سناً (والذي تولى منصبه بعد اغتيال اسØÙ‚ رابين ) يصبغ شعره باللون الأبيض لكي يبدو أكثر نضوجاً، ثم استغل Ùرصة Øرب مصغرة Ùاشلة خاضها بيريز ØŒ هذا إلى جانب غضب الناخبين العرب الإسرائيليين.
الآن Ø£ØµØ¨Ø Ø¨ÙŠØ±ÙŠØ² رئيساً لإسرائيل، ÙÙŠ Øين يترأس نتنياهو Øزب الليكود. ولكن شيئاً لم يتغير تقريباً: الØروب سيئة الإدارة والتدبير، ومØادثات السلام غير المكتملة، ثم المقاطعة من جانب عرب إسرائيل، والتي جعلت انتخابات 2009 الأخيرة تبدو وكأنها صورة طبق الأصل من انتخابات 1996ØŒ Øين تسبب اغتيال اسØÙ‚ رابين ÙÙŠ إنهاء المØادثات الÙلسطينية الإسرائيلية ÙÙŠ مرØلة Øاسمة، ÙÙŠ Øين تسببت الØرب غير الØكيمة التي خاضها بيريز ÙÙŠ جنوب لبنان ÙÙŠ تقليص تقدمه الكبير إلى التعادل تقريباً مع نتنياهو . وكان غضب المواطنين العرب ÙÙŠ شمال إسرائيل إزاء قتل أخوانهم عبر الØدود سبباً ÙÙŠ مقاطعتهم للانتخابات، الأمر الذي كل٠بيريز بضعة آلا٠من الأصوات التي كان ÙÙŠ Øاجة إليها لكي ÙŠÙوز.
جاءت انتخابات إسرائيل الأخيرة شبيهة على أكثر من Ù†ØÙˆ بانتخابات 1996. Ùقد جاءت ÙÙŠ أعقاب Øربين مثيرين للجدال (رغم أن المرشØين الØاليين لم يتورطوا بشكل مباشر ÙÙŠ Øرب 2006 ضد Øزب الله). كما أتت الانتخابات ÙÙŠ أعقاب Ù…Ùاوضات جادة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس ØŒ وهي المØادثات التي يقال عنها إنها قربت بين وجهات نظر الجانبين إلى Øد كبير.
ولكن الØروب والعن٠تتسبب دوماً ÙÙŠ ميل الجمهور الانتخابي Ù†ØÙˆ تÙضيل صقور اليمين، ولم تكن العملية الإسرائيلية ÙÙŠ غزة استثناءً من هذه القاعدة. ÙˆÙÙŠ هذه الانتخابات قرر العديد من المواطنين الÙلسطينيين ÙÙŠ إسرائيل أن يلزموا ديارهم مرة أخرى بسبب اشمئزازهم إزاء العدد الهائل من الخسائر ÙÙŠ Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø£Ø®ÙˆØ§Ù†Ù‡Ù… Ù€ ومن منطلق اعتقادهم بأن خروجهم للإدلاء بأصواتهم يعني تأييدهم للنظام السياسي المسؤول عن المجزرة.
والآن تشكل الإدارة الجديدة ÙÙŠ الولايات المتØدة العنصر الأكثر أهمية ÙÙŠ الأمر. ذلك أن النصر الØاسم الذي Øققه Ø§Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ عارض Øرب العراق والذي Ùضَّل المØادثات المباشرة مع إيران سو٠يؤثر بلا أدنى شك على العلاقات بين الولايات المتØدة وإسرائيل وبالتالي على عملية السلام. كما جاء تعيين جورج ميتشيل ØŒ الذي يعارض بناء المستوطنات الإسرائيلية ÙÙŠ الضÙØ© الغربية، والقرار الذي اتخذه ميتشيل بÙØªØ Ù…ÙƒØªØ¨ ÙÙŠ القدس، لينقل إلى الØكومة الإسرائيلية الجديدة بكل ÙˆØ¶ÙˆØ Ù…Ø§ ينبغي عليها أن تتوقع من إدارة أوباما .
كما كان العالم العربي ÙÙŠ Øالة من الغليان بعد 22 يوماً من القص٠الإسرائيلي لقطاع غزة، والذي نقلته شاشات التلÙاز ÙÙŠ بث مباشر. ولقد خرج الملايين من العرب ÙÙŠ مختل٠أنØاء الشرق الأوسط إلى الشوارع تعبيراً عن غضبهم الشديد إزاء عجز أي شخص عن وق٠المجزرة، الأمر الذي أدى إلى انقسامات شديدة، Øتى أن مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والسلطة الÙلسطينية تراجعت على Ù†ØÙˆ متسرع عن مواقÙها المعتدلة.
إن العقبة الرئيسية التي تعرقل الجهود العالمية الرامية إلى Ù…Øاولة التخÙي٠من المعاناة التي يعيشها أهل غزة تتلخص ÙÙŠ كيÙية التØايل على الكتلة الأضخم Øجماً ÙÙŠ المجلس التشريعي الÙلسطيني، أو قائمة إسماعيل هنية الإسلامية Ù„Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØºÙŠÙŠØ±. ولقد Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ التØدي أكثر إثارة للاهتمام بعد أن أبدت البلدان الأوروبية استعدادها للتعامل مع Øكومة Ùلسطينية موØدة تتضمن إسماعيل هنية . ولسو٠يكون الموق٠العملي الذي يتبناه الرئيس باراك أوباما ØŒ ورÙضه لاعتناق “الØرب ضد الإرهاب” التي شنتها إدارة بوش ØŒ من العوامل الرئيسية ÙÙŠ تØديد النتائج.
ولكن بعيداً عن العلاجات السطØية Ù„Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…ÙŠÙ‚Ø© التي Ø£Øدثتها إسرائيل ÙÙŠ جسم غزة، Ùإن أعمق هموم الÙلسطينيين تتلخص الآن ÙÙŠ ضمان توق٠مØاولات إسرائيل Ù„Ùصل غزة عن الضÙØ© الغربية. والØقيقة أن بعض الأطرا٠كانت Øريصة على تشويه صورة مصر والسلطة الÙلسطينية ÙÙŠ أعين الشعوب العربية، بسبب رÙضهما لجعل مصر مسؤولة عن قطاع غزة، وربما جعل الأردن مسؤولة عن الضÙØ© الغربية. ولكن ذلك Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø ÙƒØ§Ù† بمثابة ÙØ® من شأنه أن يدمر إمكانية قيام دولة Ùلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل.
على الرغم من نتائج الانتخابات إلا أن الÙلسطينيين ما زالوا يأملون ÙÙŠ إعادة الزخم إلى Ù…Øاولات ØÙ„ نقاط الخلا٠المتبقية مع إسرائيل. ÙˆÙÙŠ Øين يؤيد الإجماع الدولي الآن الØÙ„ القائم على الدولتين، Ùإن تسوية وضع مدينة القدس واللاجئين الÙلسطينيين سو٠تشكل العقبة الرئيسية التي ستواجه الجانبين.
إن الأمل الوØيد المتبقي الآن لاستئنا٠المÙاوضات يتلخص ÙÙŠ المقولة القديمة: “لا Ø£Øد غير نيكسون قادر على ÙØªØ Ø§Ù„ØµÙŠÙ†”ØŒ بمعنى أن لا Ø£Øد غير زعيم إسرائيلي من اليمين المتشدد قد يتمتع بالمصداقية الكاÙية لتØقيق السلام مع الÙلسطينيين. بيد أنه بات من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ù„Ù…Ø¤Ø±Ø®ÙŠÙ† الآن أن ريتشارد نيكسون كان مصمماً على الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الصين منذ اللØظة التي تولى Ùيها منصبه. ومن المØزن أن الإشارات التي قد تدل على أن أي٠من رؤساء الوزراء الإسرائيليين المØتملين على استعداد Øقاً لاتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة قليلة للغاية.
* داوود كتاب صØاÙÙŠ Ùلسطيني Øائز على عدة جوائز، وأستاذ الصØاÙØ© بجامعة برنستون.
Øقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2009.
www.project-syndicate.org
ترجمة: هند علي
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .