يوليو 18 2009
على Ùياض الاعتماد على عدالة المØاكم لا الرغبة بالانتقام من “الجزيرة”
* بقلم: داود كتاب
رغم انه من الخطأ تØميل ناقل الأخبار بمسؤولية قائلها إلا إن تصريØات Ùاروق القدومي الأخيرة لم يكن سهلا تقبلها بدون رد. Ùنشر وإعادة نشر أقوال تدعو للتخوين كالتكÙير أمر مرÙوض ومخال٠للمواثيق والأخلاق.
من المعرو٠انه من الصعب تØميل وسائل الإعلام مسؤولية تصريØات يتم بثها خلال برامج Øية ولكن يصعب التساهل مع وسائل الإعلام التي تكرر تهم ÙŠÙهم منها بالخيانة العظمي دون ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙˆÙˆØ¶Ø¹Ù‡Ø§ ÙÙŠ إطارها المناسب. Ùعلى وسائل الإعلام الجماهيرية إن تتØمل مسؤوليتها الأخلاقية وعدم تكرار أقوال مشكوك ÙÙŠ مصداقيتها مهما كان مصدرها مهم إلا من خلال تØذير المشاهدين وإعطاء مجال للطر٠المتضرر إن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù…ÙˆÙ‚ÙÙ‡ بكل وضوØ.
من الطبيعي تقهم موق٠الرئاسة بالغضب من تلك التصريØات. ÙˆÙÙŠ هذا المضمار كان مناسبا موق٠رئيس الوزراء الÙلسطيني الذي طالب من المدعي العام بالبØØ« عن وجود أو عدم وجود مخالÙØ© للقانون الÙلسطيني وبالذات قانون المطبوعات الÙلسطيني.
ولكن قرار رئاسة الوزراء بإغلاق مكاتب وعمل Ùضائية الجزيرة جاء مخالÙا لتوجهات Ùياض ÙÙŠ دعم سيادة القانون والتأكيد على الشÙاÙية وضمان Øقوق الإنسان. لقد عبر العديد من سكان الضÙØ© الغربية وبØÙ‚ ÙÙŠ الآونة الأخيرة عن ارتياØهم لسياسات Ùياض لترسيخ الأمن والأمان وقد نشرت صØÙŠÙØ© النيورك تيمز مقال من نابلس عبر Ùيه السكان عن ارتياØهم للخطوات الأخيرة Ù„Øكومة Ùياض.
ورغم سمعة Øكومة Ùياض الطيبة وغياب أي شكاوي صارخة لانتهاك Øرية التعبير ÙÙŠ Ùلسطين إلا إن القرار الأخير جاء مخيبا لأمل الذين داÙعوا عن Øكومة رئيس الوزراء سلام Ùياض ÙÙŠ مجال اØترام الØريات العامة ÙÙŠ Ùلسطين. Ùالمعرو٠إن البند التاسع عشر من الإعلان الدولي Ù„Øقوق الإنسان ينص Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ ضرورة صيانة عمل الإعلام ÙÙŠ الØصول على المعلومات ونشرها وبكاÙØ© الوسائل.
لقد قامت Ùضائية الجزيرة خلال السنوات العشر الماضية بإنجاز كبير من خلال Ùرقها الإعلامية المنتشرة ÙÙŠ كاÙØ© أراضي Ùلسطين التاريخية بما Ùيها غزة والجليل إضاÙØ© إلى الضÙØ© الغربية بما Ùيها القدس الشريÙ. من المؤس٠إن Øيادية الجزيرة Ùيما يخص الخلاÙات الÙلسطينية الداخلية تعرض لهزة قوية خلال السنوات التالية وبالذات منذ Ø¥Øداث غزة ÙÙŠ Øزيران 2007. وقد بدا واضØا تØيز “الجزيرة” خلال الاعتداء الإسرائيلي على غزة Øيث تتطابق موق٠الجزيرة مع Øكومة قطر والتي أعطت موقع الرئاسة الÙلسطينية للØركات الإسلامية المعارضة خلال قمة الدوØØ© غير المكتمل نصابه.
هذه المواق٠قد تكون شكلت تراكماً معيناً ÙÙŠ رام الله ضد Ùضائية الجزيرة أدى إلى خطوة الإغلاق الأخيرة رغم إن مراسلو الجزيرة شاركوا ÙÙŠ أكثر من نشاط وطني Ùلسطيني وقامت الÙضائية بتغطية واسعة لعمل السلطة الوطنية بما ÙÙŠ ذلك مقابلات خاصة للجزيرة مع الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء Ùياض.
لقد عملت السلطة الوطنية الÙلسطينية خلال السنوات الماضية بتØسين وضع الجهاز القضائي من Øيث التجهيز والتدريب والمباني والوضع الإداري وقد بداء المواطن الÙلسطيني يشعر ÙÙŠ تØسن ملموس بتوجه جدي للÙضاء Ù†ØÙˆ الاستقلالية والمهنية والعدالة. ومن المعرو٠انه عندما يبت القضاء ÙÙŠ أي موضوع Ùيعمل على ترسيخ العدل بصورة عمياء Ùˆ بغض النظر عن إطرا٠القضية.
لقد عقدت Øكومة سلام Ùياض خلوة هامة ÙÙŠ الأسبوع الماضي تم مراجعة انجازاتها وإخÙاقاتها ووضعت الخطط والبرامج لرÙع من مستوى أدائها ÙÙŠ الأشهر القادمة ولغاية عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية المنوي عقدها ÙÙŠ وائل العام القادم. وقد خرج المجتمعون بمجموعة قرارات كان منها تشكيل مكتب إعلامي خاص برئاسة الوزراء وتم نعيين المÙاوض السابق Ùˆ الأستاذ الجامعي غسان الخطيب مدير لمكتب الإعلام الØكومي الÙلسطيني. ÙˆÙÙŠ هذا المضمار شكل قرار إغلاق مكاتب الجزيرة ÙÙŠ Ùلسطين صÙعة كبيرة ÙÙŠ Ù…Øاولة رÙع مستوى العمل الإعلامي الÙلسطيني.
من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† قرار إغلاق مكاتب الجزيرة مضر بالعمل الÙلسطيني على كاÙØ© المستويات كما ويضر Ù…Øاولات Øكومة Ùياض الØثيثة إقناع المجتمع الدولي بمهنيتها والتزامها بالمعايير الدولية. لقد انتقدت مؤسسات Øقوقية Ùلسطينية وعربية ودولية قرار إغلاق مكاتب الجزيرة والذي بدا واضØا انه عكس الرغبة بالانتقام بدل من العدالة.
من الضروري أن يسارع رئيس الوزراء الÙلسطيني بإعادة الأمور إلى نصابها الصØÙŠØ ÙˆØ¥Ø¹Ø·Ø§Ø¡ المجال للسلطة القضائي المستقله بمعالجة الموضوع وإطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø·Ø© الرابعة للاستمرار ÙÙŠ عملها الإعلامي المستقل وبدورها الرقابي كمراقب لعمل السلطات الثلاث.
* إعلامي Ùلسطيني وأستاذ إعلام سابق ÙÙŠ جامعة برنستون الأمريكية. dkuttab@ammannet.net
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .