سبتمبر 10 2009
ظاهرة ما قبل تجميد اﻻستيطان الخطيرة
بقلم: داود كتاب
قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو المصادقة على بناء مستوطنات جديدة عشية الØديث عن تجميد الاستيطان، هو الأخير ÙÙŠ ظاهرة اسرائيلية خطيرة. وهذا التوجه تكرر مراراً منذ اربعين عاما مما يثير القلق على الساØØ© الدولية.
الضغط الأميركي أو الدولي بدأ يزداد على إسرائيل لوق٠النشاط الاستيطاني ÙÙŠ الأراضي المØتلة، لكن وتØت الضغط استجمع المستوطنون الإسرائيليون ومؤيدوهم قواهم بعزيمة أكبر وذلك للتوسع على Øساب الأراضي الÙلسطينية، وبناء المزيد من المستوطنات اليهودية، بل ÙˆØتى هدم المزيد من منازل العرب قبل أن يدخل ما يسمى بــ”التجميد” Øيز التنÙيذ.
بدون دÙع أي ثمن لمثل هذه الممارسات، أصبØت عملية السلام مجرد “نكتة”Ø› وعاجلاً أم آجلاً Ùإن الضغط الذي يمارسه العالم على إسرائيل سيبدأ “بالأÙول” ويذهب تجميد الاستيطان “المتوقع” دون تطبيق على أرض الواقع.
ولا نرى ÙÙŠ النهاية، إلا مزيدا من النشاط الاستيطاني اليهودي يطÙÙˆ على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø ÙÙŠ وقت المÙاوضات أكثر منه ÙÙŠ ذروة الصراع.
من الممكن تتبع هذا النموذج منذ عام 1967Ø› والإسرائليون يدركون تماماً بأن الØقيقية الوØيدة ÙÙŠ السياسة هي الØقائق المبنية على الأرض. Ùطالما تسيطر القوات الإسرائيلية على الأراضي المØتلة Ùإن Ùكرة تجميد الاستيطان لن تدوم. ÙˆÙÙŠ الØقيقة، Ùإن مطلب تجميد الاستيطان ليس سوى “دعوة” لشريØØ© واسعة من الإسرائليين ومؤيديهم لبناء المزيد والمزيد من المستوطنات على الأراضي الÙلسطينية المسلوبة، تØت طائلة الخو٠من التجميد.
عندما كان الزعيم المصري الراØÙ„ أنور السادات يرتب لزيارة السلام التاريخية إلى القدس، قام مجموعة من المستوطنيين الإسرائليين ببناء مستوطنة “إلون موريه” بالقرب من مدينة نابلس، ذات الكثاÙØ© السكانية الأعلى ÙÙŠ الضÙØ© الغربية. وذهبت المØاولات الدبلوماسية لوزير الخارجية الأميركية جيمس بيكر الثالث من أجل السلام سدى، ولم تسÙر سوى عن مزيد من بناء المستوطنات، كما هو الØال اليوم.
التقرير التالي والذي نشر ÙÙŠ الـ “نييورك تايمز” ÙÙŠ الرابع والعشرين من إبريل 1991ØŒ ØŒ ÙŠÙˆØ¶Ø Øقيقة الوضع إلى Øد كبير :
“اÙتتØت ثماني عائلات إسرائيلية ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… ÙÙŠ ساعة مبكرة مستوطنة يهودية جديدة على قمة تلة صخرية قاØلة، وهم يعيدون ما Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø³Ø¹Ù‰Ù‹ ÙÙŠ العقبة السياسية. ” Ùقد تركت الجرارات ثماني منازل متØركة ضمن ترتيبات إزالة جديدة على بعد أميال غرب رام الله وقبل ساعات من وصول وزير خارجية الولايات المتØدة جيمس بيكر الثالث إلى إسرائيل. ÙˆÙÙŠ وقت لاØÙ‚ من ذات اليوم، وصل نبأ إلى إسرئيل بأن بيكر أجل زيارته، الرابعة، إلى يوم الخميس.â€
الإØباط الذي Øمله بيكر معه بكونه “غير مرØب به”ØŒ عبر عنه أمام لجنة “المخصصات” ÙÙŠ مجلس الشيوخ الأميركي Øيث قال انه ÙÙŠ كل مرة يزور Ùيها الشرق الأوسط، يتم استقباله يمستوطنة جديدة.
المساعي التي قام بها بيكر اختتمت ÙÙŠ مؤتمر مدريد، ولكن الÙشل لازم هذه المساعي ÙÙŠ ØÙ„ الصراع. وبعد سنوات قليلة من مؤتمر مدريد، توصل الجانبان الإسرائيلي والÙلسطيني إلى اتÙاقية سرية أعلن عنها لاØقاً خلال ØÙÙ„ رسمي ÙÙŠ البيت الأبيض، ولكنها لم ØªÙ†Ø¬Ø Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ ÙÙŠ وق٠عمليات الاستيطان الإسرائيلي.
منذ اتÙاقية أوسلو ÙÙŠ عام 1993 تضاعÙت أعداد المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين ÙÙŠ الأراضي المØتلة.
ولتÙØص هذه الديناميكية لا بد من الاطلاع على أدبيات المستوطنيين أنÙسهم Ùالمنتدى العام الإسرائيلي يعبر باعتزاز عن Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Øركة الاستيطانية اليهودية Øيث يقول على موقعه اﻻليكتروني:
“ÙˆÙÙŠ أوقات كثيرة راÙÙ‚ بناء المستوطنات هجوم إعلامي Øاد وإدانة دولية، ولكن “قطار” الاستيطان لم يتوقÙØŒ واستمر الاستيطان ÙÙŠ التسارع Øتى ÙÙŠ عهد Øكومة “التدوير” بين عام 1984 إلى 1990والتي أخذ Ùيها كل من شيمون بيريز واسØÙ‚ رابين منصب الآخر (بيريز رئيساً للوزارء ورابين وزيراً للخارجية).
على كل Øال، هزمت Øكومة شامير ÙÙŠ الانتخابات، وأعلنت Øكومة اليسار الإسرائيلي الÙائزة بالانتخابات تجميد الاستيطان بشكل كامل Øتى ÙÙŠ تلك التي بدأ العمل Ùيها. ولكن وبالرغم من هذا القرار، وجدت طرق عديدة لاستكمال البناء ÙÙŠ المستوطنات ولاستيعاب قاطنين جدد، وزيادة الكثاÙØ© السكانية. â€
هذه الصعوبات لم تكن مقصورة على الإدارات الأميركية الجمهورية، Ùإدارة الرئيس كلينتون Øاولت أن ØªÙƒØ¨Ø Ù…Ø³Ø§Ø¹ÙŠ رئيس الوزراء نتيناهو لإنشاء مستوطنة جديدة بالقرب من بيت Ù„ØÙ…. توقÙت عمليات البناء Ù„Ùترة من الزمن ثم عاد العمل Ùيها من جديد؛ اليوم Ù†ØÙ† أمام مستوطنة “ها رØوما” المبنية على جبل أبو غنيم الÙلسطيني ØŒ تلك المستوطنة التي بنيت Ù„Ùصل بيت Ù„ØÙ… عن القدس وتضم اﻻن 19 أل٠مستوطن.
Øتى إدارة بوش-شيني لم تسلم من هذه الظاهرة:
.ÙÙÙŠ الخامس من كانون الثاني عام 2007ØŒ التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع وزيرة الخارجية الأميركي كونداليزا رايس، ÙˆÙÙŠ هذه الأثناء أصدر وزير الإسكان والبنى التØتية الإسرائيلي تعليمات ببناء المزيد من الوØدات الاستيطانية ÙÙŠ مستوطنة معالي أدوميم، المقامة على اراضي بلدة العيزرية شرقي مدينة القدس المØتلة والتي تعتبر من أكبر ثلاث كتل استيطانية ÙÙŠ الضÙØ© الغربية.
اختلط الأمر هنا على الجميع، Ùلم يعد الÙلسطينيون واثقين Ùيما إذا كان يتوجب عليهم أن يأملوا باستمرار Ù…Ùاوضات غير المÙيدة أم أن يأملوا باستمرار Øالة التوتر مع إسرائيل.
وكل مرة يتØدى الإسرئيليون العالم كما Øدث ÙÙŠ هذا الأسبوع، Ùإن المسؤولين الأميركيين وغيرهم يستنكرون ويأسÙون لقرار الØكومة الإسرائيلية. ولكن الØقيقة الوØيدة خلال الأربعين عاماً الماضية هي أنه وبالرغم من قرارت الأمم المتØدة والتصريØات القليلة المناوئة ØŒ يبقى البناء الإسرائيلي على الأراضي الÙلسطينية مستمراً.
ويرى الباØØ« اﻻمريكي ÙÙŠ جمعية السلام من أجل الشرق الأوسط ÙÙŠ واشنطن جي٠أرنسون أن القادة الإسرائيليين خدعوا وما يزالوا يخدعون نظراءهم الأميركيين، ويؤكد أنه وبينما أعلن قادة اليمين الإسرائيلي مثل بيجن وشامير ونتينياهو عن إنجازاتهم الاستيطانية بصوت عال، “تØدث آخرون مثل رابين Ùˆ باراك وأولمرت يساراً وبنوا يميناً”.
ويبقى الÙلسطينيون Ù…Øاصرين من جميع الجهات؛ ÙÙÙŠ Øال إصرارهم على تجميد الاستيطان سيجن جنون الجانب الإسرائيلي ويبدأ ببناء المستوطنات، وإذا تنازل الÙلسطينيون عن مطلب التجميد مقابل السلام Ùستستمر المستوطنات كذلك بالتزايد .
وما لم تدÙع إسرائيل ثمناً باهظاً نتيجة ممارساتها غير الشرعية وغير القانونية ÙÙŠ الأراضي المØتلة، Ùمن الصعب جداً تخيل Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ© السلام.
تعليق واحد ل “ظاهرة ما قبل تجميد اﻻستيطان الخطيرة”
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .
اسرائيا لها اساليب الضغط على المجتمع الدولي بتØرك امريكي تعطي Ùتره اطول لغض استخدام متعدد