نوفمبر 03 2009
التدخل الخارجي يشكل عائقاً رئيسياً أمام التسوية الÙلسطينية
* بقلـم داود كتّاب
02 نوÙمبر/تشرين الثاني 2009
كان الرئيس الراØÙ„ ياسر عرÙات يؤكّد، عندما كان ÙÙŠ المنÙى، على موضوع “القرار الÙلسطيني المستقل”. لم يكن لتصريØاته عن الاستقلال علاقة بإسرائيل، Ùقد عر٠هؤلاء الذين تمكنوا من Øلّ رموز هذه الكلمات أن عرÙات كان يشير إلى معارضته للتدخل العربي ÙÙŠ الشؤون الÙلسطينية. تلك الأيام ولّت منذ Ùترة طويلة.
يجري تضخيم النزاع الØالي بين Øماس ÙˆÙØªØ Ø§Ù„ØªÙŠ تترأس منظمة التØرير الÙلسطينية، وتعقيده نتيجة لتدخل الدول العربية وغير العربية ÙÙŠ السياسة الÙلسطينية. ويتجسّد ذلك ÙÙŠ تصريØات المسؤولين والناطقين باسم الÙصيلين، إذ لا يؤكد أي من الطرÙين على استقلالية عملية صنع القرار لأنه Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ø¢Ù† أن هذه الاستقلالية، ÙÙŠ غياب دور ما للدول العربية أو الأجنبية لم يعد قائماً. يقرر القرب الجغراÙÙŠ والسلطة الإقليمية والقوة المالية الدول التي تملك التأثير الأكبر.
Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ¯Ø®Ù„ الأجنبي من قبل العرب وغيرهم من غير الÙلسطينيين واضØاً جداً بعد Ùترة قصيرة من Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£Ø¹Ø¶Ø§Ø¡ مرتبطين بØماس بالÙوز بغالبية الأصوات ÙÙŠ انتخابات عام 2006 للمجلس التشريعي الÙلسطيني. وقد نتج عن جهد بقيادة الولايات المتØدة سØب الشرعية عن السلطة الÙلسطينية الجديدة. جرى إخبار المجتمع الدولي وبشكل مباشر وجوب عدم الاعترا٠بتوقيع وزير المالية الÙلسطيني. Ùجأة لم يعد بإمكان الÙلسطينيين تØريك الأموال من الضÙØ© الغربية إلى غزة أو من أي مكان ÙÙŠ العالم إما إلى غزة أو الضÙØ© الغربية. ولم تجرؤ البنوك الإسلامية على تØدي هذا الØصار الذي تقوده الولايات المتØدة.
شكّلت صÙقة مكة Ù…Øاولة قامت بها المملكة العربية السعودية لتØقيق التسوية بين Øماس ÙˆÙتØØŒ وقد اØتوت على تÙاهم Ù…Ùاده أن يقوم زعماء ÙØªØ ÙˆØ§Ù„Ø³Ø¹ÙˆØ¯ÙŠÙˆÙ† بجهد للØصول على رÙع كامل أو جزئي للØصار على قيادة Øماس ÙÙŠ غزة. وعندما Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡ لن يتم رÙع الØصار تسلّم Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØªØµÙ„Ù‘Ø¨ ÙÙŠ Øماس القيادة وقام بالانقلاب الذي نتجت عنه سيطرة الØركة الإسلامية على غزة.
شكّلت مصر، بØكم Øقيقة Øدودها المشتركة مع غزة وعلاقاتها الممتازة مع منظمة التØرير الÙلسطينية، القائد Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ Ù…Øاولات التسوية بين Øماس ÙˆÙتØ. لم يقدّم السوريون والإيرانيون، الذين ÙŠÙنظَر إليهم عادة على أنهم المساندون السياسيون والماليون Ù„Øماس، الدعم الكاÙÙŠ. كذلك اتخذت قطر، ومعها قناة الجزيرة التلÙزيونية موقÙاً مسانداً Ù„Øماس أيضاً، خاصة بعد الØرب الإسرائيلية على غزة ÙÙŠ أواخر العام 2008. ساند معظم بقية العرب Ù…Øمود عباس والزعامة المتمركزة ÙÙŠ رام الله.
والآن تغير موق٠بعض القوى الأجنبية. تسبب التقارب بين إدارة الرئيس أوباما مع دمشق، وكذلك مع إيران (رغم كونه أقل وضوØاً) بالقلق لدى Øماس. كذلك راقب Øكام غزة وقياداتهم المقيمة ÙÙŠ دمشق عن كثب زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله المÙاجئة لدمشق.
ورغم أن الأطرا٠المتناÙسة أظهرت لبعض الوقت عدم اهتمام بالرأي العام المØلي الÙلسطيني والعربي، إلا أن اØتمالات إجراء انتخابات ÙÙŠ وقت لاØÙ‚ جعلت القادة أكثر وعياً بأعمالهم وتصريØاتهم. وهذا يجعل الشهور المقبلة Ùرصة سانØØ© للمستقلّين وزعماء المجتمعات المØلية ليرÙعوا أصواتهم ويضغطوا على كل من الطرÙين لتØقيق التسوية. ولهذا السبب نرى هذه الÙصائل وقد ركّزت اهتمامها على كي٠يَنظر إليها الجمهور، ولهذا يجري التلاعب بكل ØªØµØ±ÙŠØ Ø£Ùˆ تصر٠بأسلوب يجعل كل طر٠يظهر وكأنه يدعم التسوية، بينما يقوم بتصوير الطر٠الآخر على أنه معارض لها.
ورغم أنه قد يكون بالإمكان خداع الجمهور الÙلسطيني لبعض الوقت، إلا أنه من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡ لا يمكن خداعه طوال الوقت. Ùبينما يزداد الجمهور الÙلسطيني قوة، ويستطيع عرض قضيته المتعلقة بالمناداة بالتسوية بين الأطرا٠المتØاربة، سو٠تضطر هذه الأطرا٠للوصول إلى الوØدة رغم الضغوطات الخارجية. وإذا Ùشلت جميع الجهود بتØقيق التسوية بين الطرÙين، يتوجب وضع تاريخ Ù…Øدد كموعد أخير، يعلن هؤلاء القادة بØلوله أنهم سيÙضØون الطر٠الذي يؤخّر الوØدة الÙلسطينية، برأيهم.
* داود كتّاب صØÙÙŠ Ùلسطيني Øائز على جوائز، وأستاذ سابق بمنصب Ùيريس ÙÙŠ الصØاÙØ© بجامعة برنستون، يمكن الاتصال به على العنوان الإلكتروني info@daoudkuttab.com. ÙƒÙتب هذا المقال لخدمة Common Ground الإخبارية.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .