فبراير 25 2010
“ÙØªØ ØºÙŠØª”.. بين الØقيقة والخيال
24 شباط 2010
* داود كتــّاب
كان الÙساد دائماً نقطة الضع٠ÙÙŠ القيادة الÙلسطينية، ÙˆØتى ÙÙŠ ذروة شعبية منظمة التØرير الÙلسطينية ÙÙŠ السبعينات والثمانينات، كانت العلاقة بين الثورة والمال نقطة الضع٠الرئيسية للØركة، ويعكس كمال بلاطة، الÙنان الÙلسطيني الذي ÙŠØظى بالاØترام الشديد، هذا الانقسام بشكل جيد ÙÙŠ لوØاته عن طريق الخلط والمزج بين كلمة الثورة وكلمة ثروة.
الأيام الأولى للسلطة الÙلسطينية شهدت أيضاً موجة من التساؤلات Øول الÙساد، وهذه المرة بقيادة أعضاء من المجلس التشريعي الÙلسطيني المنتخب، Ùقد صدر تقرير صارم تم توزيعه على الأعضاء من قبل لجنة يرأسها عزمي الشعيبي، عضو المجلس التشريعي الÙلسطيني الذي استمر بالكÙØ§Ø Ø¶Ø¯ الÙساد من خلال تأسيس “أمان”ØŒ وهي ائتلا٠منظمات Ùلسطيني غير Øكومية مكرسة للكÙØ§Ø Ù…Ù† أجل الشÙاÙية والوصول إلى المعلومات.
عند دخول المواطنين منطقة البيرة ورام الله تستقبلك لوØات إعلانية كبيرة أنشأتها مؤسسة “أمان” داعية المواطنين إلى إبلاغها عن أية Øالة سوء استعمال السلطة أو هدر الأموال العامة أو إساءة استعمال الممتلكات العامة.
وبما أن المصدر الرئيسي لدخل السلطة الÙلسطينية هو من الدعم الخارجي، Ùكان لا بد أن يتم التعامل مع هذه القضية بشكل Øازم، Ùعندما تولى سلام Ùياض، وهو مسؤول سابق ÙÙŠ البنك الدولي، وزارة المالية ÙÙŠ السلطة الوطنية، خرج عن أسلوبه المعتاد من أجل توØيد جميع مصادر الدخل وضمان الشÙاÙية ÙÙŠ مصاري٠السلطة الÙلسطينية، ÙˆÙÙŠ ذاك الوقت قد يكون Ùياض أول وزير عربي ينشر ميزانية الØكومة بأكملها على شبكة الإنترنت داعياً الجمهور إلى تدقيقها والتعليق عليها.
ÙˆÙياض، الذي استمر ÙÙŠ الشÙاÙية هذه عندما Ø£ØµØ¨Ø Ø±Ø¦ÙŠØ³Ø§Ù‹ للوزراء، Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ إقناع الممولين المانØين بØكومته صاØبة الأيدي النظيÙØ©ØŒ ونتيجة لذلك، Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ الØصول على مئات الملايين من الدولارات خصصت Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø·Ø© الÙلسطينية ÙˆÙ„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø¸Ù…Ø§Øª غير الØكومية المØلية والدولية، وتتوÙر الآن قاعدة بيانات متاØØ© للجمهور على موقع رئاسة الوزراء تتØدث بانتظام ØŒ ويتم إدراج جميع التبرعات للسلطة الÙلسطينية Ùيها، بما Ùيها المبلغ والهد٠والجهة المستقبلة، سواء كانت عامة أو خاصة.
ولكن.. ÙÙŠ Øين أن المنظمات غير الØكومية والسلطة الÙلسطينية قامت بعمل جيد ÙÙŠ مكاÙØØ© الÙساد وكسب ثقة الناس، Ùإن الوضع لم يكن جيداً داخل الÙصائل الÙلسطينية المختلÙØ©ØŒ Ùمن المعرو٠أن كلاً من Øركتي ÙØªØ ÙˆØماس تسيطر على وتنÙÙ‚ ملايين الدولارات دون Ù…Øاسبة، ÙˆÙÙŠ Øين أن بعضاً من هذه الأموال هي جزء من الأموال الخاصة التي يتم جمعها Ù„Øركتي ÙØªØ ÙˆØماس، Ùإن جزءا كبيراً منه يتعلق بميزانيات الرئاسة (ÙÙŠ رام الله) أو (رئاسة الوزراء ÙÙŠ غزة).
ÙˆÙÙŠ هذا المجال Ùميزانية الرئيس الÙلسطيني Ù…Øمود عباس، Ùˆ ميزانية إسماعيل هنية ÙÙŠ غزة (أو الØركة التابعة لكل منهما- ÙØªØ ÙˆØماس) غير معلنة للناس، وخلال المؤتمر السادس الأخير Ù„ÙØªØ Ùإن التقرير المالي الذي طال انتظاره لم ÙŠÙقرأ علناً، ولكن Ù†Ùسي أمره بسبب تركيز الأعضاء على الانتخابات، Ùيما يعتمد المسؤولون ÙÙŠ Øماس، الذين هم غير قادرين على استخدام النظام المصرÙÙŠ العالمي، على زعيمهم باستمرار Ù„Øمل Øقائب مليئة بالأموال النقدية.
إن مصاري٠Øركة ÙØªØ ÙƒØ«ÙŠØ±Ø§ ما تتم داخل مكتب الرئيس، وقد أعطى هذا الوضع أعضاءً ÙÙŠ أجهزة الاستخبارات ÙÙŠ رام الله وغزة سلطات هائلة، وقد تعرض رئيس جهاز المخابرات الÙلسطيني ÙÙŠ مدينة رام الله منذ أكثر من سنة مضت للتوبيخ بسبب السياسة التي كان يقوم ÙÙŠ Ù…Øاولة منه للإيقاع بأØد كبار مسؤولي عباس.
عملية الإيقاع بالÙØ® هذه جاءت على شكل امرأة أرسلت لإغواء مسؤول كبير ÙÙŠ مكتب عباس تم تسجيلها على شريط Ùيديو، وعندما ووجه بالشريط، قبل عامين رÙض عباس اتخاذ أي إجراء ضد مسؤوله الرÙيع المستوى (الذي لم يكن ذنبه يزيد عن Ù‡Ùوة أخلاقية)ØŒ ولكنه عاقب مدير مخابراته بتخÙيض رتبته.
قبل عدة أسابيع ظهر مسؤول عادي وهو الذي Ù†ÙØ° عملية التسجيل، ÙÙŠ المخابرات على القناة 10 التلÙزيونية الإسرائيلية، أظهر الÙيديو مطالباً عباس بإقالة مسؤوله الرÙيع وغيره، وتلاه تهديدات بالكش٠عن مزيد من الوثائق وأشرطة الÙيديو، وتبيّـن خلال مؤتمر صØÙÙŠ أن ممثل المخابرات ادعى أمورا أكبر مما عرض للرائي العام.
خلال هذا النقاش كله قليلون هم الذين سألوا سؤالا بسيطا Øول من الذي أمر بإجراء عملية نصب الÙØ® هذه ولماذا يقضي رئيس جهاز المخابرات التابع للرئيس بعض الوقت ÙÙŠ Ù…Øاولة لاقتØام خصوصية غرÙØ© نوم رجل ÙÙŠ منتص٠العمر.
يجب على ÙØªØ ÙˆÙ…ÙƒØªØ¨ الرئيس أن يتبعوا مثال Ùياض، ويخرجوا نظيÙين. ÙˆÙÙŠ Øين أنه قد يكون من الممكن تÙهم Øاجة الرئيس إلى Øرية التصر٠ÙÙŠ إنÙاق المال على القضايا الوطنية المشروعة، بما ÙÙŠ ذلك جمع المعلومات الاستخبارية، إلا أن الرأي العام الÙلسطيني لا يواÙÙ‚ على قيام الØكومة الÙلسطينية والرئاسة، الذين يعانون من عجز مالي، بالإنÙاق على ضباط الاستخبارات بهد٠التجسس على Øياة الأÙراد أو الموظÙين المسؤولين الشخصية.
*مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت الإخباري
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .