مارس 15 2010
خطأ اللقاءات المغلقة ÙÙŠ السÙارة الأمريكية
بقلم داود كتاب
لقد زرت السÙارة الأمريكية أكثر من مرة وشاركت ÙÙŠ أكتر من اجتماع مع مسئولين أمريكان وضيو٠على السÙارة من كبار المسئولين كان من بينهم ممثل البيت الأبيض الخاص بالعالم الإسلامي رشاد Øسين، والسناتور الأمريكي جون كيري.
وقد شارك ÙÙŠ الاجتماع العديد من شخصيات الأردن الرسميين وغير الرسميين، وأذكر لقائي مع ممثل أوباما للعالم الإسلامي كي٠Ùوجئ بØجم الغضب Ùˆ ÙˆØدة الموق٠لكاÙØ© المشاركين المدعوين للسÙارة خاصة يتعلق بما تقوم به إسرائيل ÙÙŠ الأراضي المØتلة، وشعور المشاركين بأن إدارة أوباما قد تخلت عن تعهداتها وأقوالها ÙÙŠ الأيام الأولي لتوليها زمام السلطة ÙÙŠ واشنطن.
قد تعد لقاءات مواطنين أو مسئولين لضيو٠السÙارة الأمريكية أمرا روتينيا لا مشكلة Ùيه مبدئيا، إلا أن اللقاء الأخير الذي عقد ÙÙŠ السÙارة مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدين خلق مشكلة Øقيقية بسبب طريقة ترتيب اللقاء والمواضيع التي يقال أنه تم تداولها، وما سمي أنه الاتÙاق الضمني للØضور مع السÙارة بعدم الكش٠عن أسماء الØضور وتÙاصيل وقائع اللقاء.
إن هذا الأمر الأخير قد يكون أسوأ ما Øدث لأنه Ø³Ù…Ø Ø¨Ø®Ù„Ù‚ انطباع وكأن اللقاء كان تآمريا يتØايل على رغبة الأكثرية وعلى رغبة القوى الÙاعلة الأردنية، ÙˆÙÙŠ رأيي المتواضع، كان من الأÙضل عدم عقد اللقاء من أن يعقد ويتم التØÙظ عليه، ÙالشÙاÙية والمØاسبة هي من العناصر الأساسية والمهمة ÙÙŠ خلق نظام ديمقراطي Ùاعل ومتجاوب مع مطالب المجتمع المدني.
ورغم معرÙØ© الجميع بأن Øكومة أوباما جاءت نقيضا لكل شيء كانت إدارة بوش وشيني والمØاÙظين الجدد تؤمن به، إلا أن الشكوك ÙÙŠ رغبة واشنطن بالتدخل ÙÙŠ الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط لا تزال تشغل وبØÙ‚ القوى الوطنية الÙاعلة ÙÙŠ الأردن وباقي الدول العربية والإسلامية.
لا شك ÙÙŠ أن قوى المعارضة المطالبة بإلØØ§Ø Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø²ÙŠØ¯ من الØريات الشخصية والعامة تشعر بالإØراج من التعاون مع واشنطن بسبب مواق٠الأخيرة من قضايا العرب المركزية وأهمها القضية الÙلسطينية. ورغم Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø´Ø§Ø±Ø¹ العربي لكلمات الإدانة الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين بما Ùيهم بايدين وكلينتون، إلا أن المواطن العربي لم يعد يهتم بالأقوال ÙÙŠ الوقت الذي يرى على الأرض الÙلسطينية عربدة وإساءة Ù„Øقوق الإنسان الÙلسطيني ممثلة بسياسة الاØتلال الكولوني ÙˆÙرض الوقائع دون أي رادع أو Ù…Øاسب.
إن قدرة المسؤولين الأمريكيين على إيجاد شريك Øقيقي لهم ÙÙŠ المجتمعات المدنية العربية مرتبط ارتباطا مباشر بالتزامها الØقيقي (وليس Ùقط اللÙظي) بكاÙØ© الØريات ولكاÙØ© الشعوب بغض النظر عن مصالØها الضيقة. لقد خلق اللقاء الأخير مشاكل عديدة لقوى المجتمع المدني التي تØاول أن تØاÙظ على Øيادية بين المطالبة بالØريات الأساسية وبين التعاون مع أية جهة تلتقي معها ÙÙŠ هذا التوجه، بمجرد إصدار السÙارة بيانا صØÙيا مقتضبا يقر باللقاء دون إعلان عن أسماء المشاركين وأهم نتائج اللقاء.
ومن المعلوم ÙÙŠ عالم السياسة والإعلام أن الإÙØµØ§Ø Ø§Ù„Ù‚Ù„ÙŠÙ„ لمعلومة معينه دون إعطاء Ùرصة لتداولها ومتابعتها مع أصØاب الشأن يخلق شائعات أسوأ بكثير ÙÙŠ مضمونها من التÙاصيل الØقيقية للقاء ذاته.
Ùقد يذهب البعض إلى التخو٠من أن مثل تلك اللقاءات المغلقة والمكتومة قد تناقش مطالب إسرائيلية ÙÙŠ موضوع التوطين للÙلسطينيين ÙÙŠ الأردن من خلال إسناد Øقوق سياسية للاجئين الÙلسطينيين والذي يعتبرها البعض تدخلا ساÙرا ÙÙŠ المعادلة الديمغراÙية الدقيقة ÙÙŠ الأردن Ùˆ لكن لا يوجد أي دليل على ذلك. ومن غير Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ù† كان معارضا لعلنية تÙاصيل اللقاء، هل كانت السÙارة أم المشاركين، ولو كنت أنا من بين المشاركين لما قبلت أن يكون مثل هذا التكتم لأنه يخلق الشائعات التي قد يكون أسوأها أن هناك مؤامرة تتم Øياكتها خل٠الكواليس وخل٠أسوار السÙارة الأمريكية.
قد يكون سبب الكتمان Ù…Øاولة من قبل الجهات الرسمية الأمريكية الابتعاد عن موضوع الØديث العلني عن الديمقراطية ÙÙŠ عالمنا العربي بسبب غضب الشارع العربي على Ù…Øاولات واشنطن ÙÙŠ الإدارة السابقة Ùرض الديمقراطية رغم أن٠العرب، ولكن رد الÙعل جلب النتيجة العكسية لأن سرية اللقاء تم تÙسيرها بأمر يختل٠عن ذلك ودخلت قي إطار منا٠أصلا لمبدأ الديمقراطية من Ø´ÙاÙية ومشاركة المواطنين بكاÙØ© أطياÙهم بأمور Ù…Ùصلية مثل الانتخابات.
الأمر الآخر الملÙت ÙÙŠ مشكلة الكتمان هو مشكلة تضارب Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ† Ø£Ùراد ومؤسسات مستÙيدة من Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Øكومة الأمريكية وبين قدرة تلك الجهات على التعامل بØيادية وشÙاÙية مع من قد يعتقد البعض أنها الجهة المانØØ©.
ورغم أن هناك من يستطيع أن يؤكد أن Øصولها للتمويل لعملها ÙÙŠ مجال الترويج للØريات والديمقراطية لا يؤثر على Øياديتها ÙÙŠ التعامل مع كيÙية ومضمون صياغة قانون مثل قانون الانتخابات، إلا أنه من الصعب إنكار إمكانية Øصول مظهر من مظاهر تضارب المصالØ.
Ùقد يقول قائل إن متلقي Ø§Ù„Ù…Ù†Ø Ù„Ù† يكون له الجرأة ÙÙŠ مواجهة الممول ÙÙŠ أمر لا ÙŠØ±ØªØ§Ø Ù„Ù‡ØŒ والكثير من أصØاب هذه الأقوال لا يعر٠مثلا أن القانون الأمريكي يمنع Øتى الجهات الرسمية الداعمة لبرنامج إعلامي التدخل ÙÙŠ مضمون عمل ذلك الإعلام انسجاما مع التعديل الأول ÙÙŠ الدستور الأمريكي.
ولكن يبقى الأمر صعبا لقبوله للعديد من القوى الأردنية التي تشك أصلا ÙÙŠ نوايا الجهات الخارجية، لا سيما قوى عظمى لها Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ø¶ØØ© ÙÙŠ المنطقة. لقاء بعض قوى المجتمع المدني مع نائب الرئيس الأمريكي أمر طبيعي بل مرØب به إذا ما كنا ننظر بØيادية وبعيدا عن العواط٠والتوجهات المسبقة المبنية على التخوÙات المبالغ بها، ونرى العديد من قوى المعارضة العربية تطالب علنا لجهات الدولية التدخل ÙÙŠ Øمايتها من القيود على الØريات تقوم بها Øكوماتها.
ولكن مع الترØيب بÙكرة إجراء مثل تلك اللقاءات إلا أن الأساس ÙÙŠ ذلك يتطلب ضرورة أن يتم ذلك علنا وبشÙاÙية كاملة ÙÙŠ كاÙØ© مراØله من Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ù…Ø¹Ø§ÙŠÙŠØ± اختيار المشاركين لجدول أعمال اللقاءات وانتهاء بالإعلان الصادق ÙˆØ§Ù„ØµØ±ÙŠØ Ù„ÙˆÙ‚Ø§Ø¦Ø¹ اللقاء. إن توÙر مثلك تلك الشÙاÙية ستلعب دورا هاما ÙÙŠ إعادة الثقة بنوايا الØكومة الأمريكية – إن كانت كذلك- ÙÙŠ دعم الØريات والديمقراطية المبنية على مبدأ مشاركة المواطنين ÙÙŠ قرارات بلدهم وبالطريقة التي تعتبرها تلك القوى المناسبة لها دون Ùرض ديمقراطية بلون غربي أو أمريكي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .