فبراير 17 2011
بعد تونس ومصر من هم الرابØون والخاسرون
بقلم داود كتاب
بعد انتصار الثورة الشعبية المصرية، وقبلها التونسية Ùإنه Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الممكن تØديد الÙائزين والخاسرين ÙÙŠ جميع أنØاء العالم العربي.
قد يكون من الكليشيهات أن نعتبر أن الطغاة هم اكبر الخاسرين وأن الشعوب هم الÙائزون، إﻻ أن الØكام الذين استطاعوا أن ÙŠØكموا لسنوات طويلة إلى جانب مقاومة ضئيلة اكتشÙوا Ùجأة أن المقاعد التي تشبثوا بها أصبØت ساخنة بشكل لا يطاق. كما لا بد من التأكيد أن الأØزاب الØاكمة تشعر هي أيضاً بأن الأرض بدأت تهتز تØت أقدامها. وبينما تزيد قوة الشعب Øجماً وشجاعة، Ùإن هذه الأØزاب التي Øكمت لسنوات دون أي تØد٠يذكر تواجه أيضا الموجة ذاتها، وهي غير قادرة أن تق٠أمام تمØيص شعوبها.
شجاعة الشباب العربي التي ظهرت Øديثا انتشرت من بلد إلى آخر. لقد تم انتزاع الØÙ‚ ÙÙŠ التظاهر والتعبير الذي كان Ù…Øظوراً لسنوات عديدة ÙÙŠ البلدان العربية وذلك نتيجة للتضØيات التي Øدثت ÙÙŠ الشوارع. وما أن تم كسر Øاجز الخو٠Øتى Ùاز الشبان بالØÙ‚ ÙÙŠ التجمع وهو ØÙ‚ أساسي منصوص عليه ÙÙŠ الإعلان العالمي Ù„Øقوق الإنسان.
من المعرو٠أن الشجاعة أمر معدÙ. لقد انتشرت هذه الشجاعة التي عبر عنها شبان تونسيون ومصريون غاضبون ÙÙŠ جميع أنØاء العالم العربي الذي اكتش٠شبانه أن لديهم قوة مذهلة عن طريق الوقو٠ÙÙŠ وجه Øكامهم.
ربما يمكن مشاهدة هذه القوة المكتشÙØ© Øديثاً من خلال التغييرات التي تØدث ÙÙŠ عالم الإعلام العربي. إن مئات الملايين من العرب الذين أجبروا على استهلاك الأخبار والتعليقات من خلال ØÙنة من مسؤولي الإعلام الØكومي يكتشÙون ويتمتعون بمصادر بديلة ومستقلة للمعلومات. إن تداعيات “تسونامي السلطة الشعبية” التي بدأت ÙÙŠ تونس ومصر أصبØت Ù…Øسوسة Øتى داخل وسائل الإعلام الØكومي. كثيرون بدأوا يغيّرون أسلوبهم، ÙÙŠ Øين أن البعض الآخر ما زال يتمسك بأسلوبه الدعائي ويكتش٠أن موظÙيه يتخلون عنه وهم غير راغبين ÙÙŠ الاستمرار ÙÙŠ الكذب على شعبهم.
إضاÙØ© إلى Ùوز الشباب واﻹعلام Ùهناك Øركات سياسية تÙعتبر من ضمن الرابØين. إن الإخوان المسلمين والإسلاميين المماثلين الذين داÙعوا لسنوات عن سياسة أيديولوجية (على نقيض الجهاديين) يختبرون شعوراً بالقوة والتجديد السياسي. لقد بدأت بعض الØكومات Øواراً مع قادتهم الذين كانوا Øتى عهد قريب مهمشين أو صنÙوا على أنهم غير شرعيين سياسياً.
كما وتلقت القومية العربية Ùجأة دÙعة قوية نتيجة للثورة الشعبية ÙÙŠ العواصم العربية. Ùهذا الÙمنَظّر اﻷول للقومية العربية- عزمي بشارة- Ø£ØµØ¨Ø Ø¬Ø²Ø¡Ù‹ لا يتجزأ من التغطيات المتواصلة لثورة الشباب العربي. وهذه صور جمال عبد الناصر تعود Ùجأة لتملي شاشات التلÙزيون والصÙØات اﻷولى من الصØ٠والمجلات العربية.
من ناØية أخرى، إن القوى الغربية التي دعمت وظلت لسنوات تدعم هؤلاء الØكام ولم تداÙع عن ضرورة اØترام شركائها من الزعماء العرب بالØقوق السياسية لشعوبهم هي من بين أكبر الخاسرين ÙÙŠ العالم العربي ÙÙŠ ما بعد الانتÙاضة الشعبية التونسية والثورة المصرية.
لا يمكن للسياسات الخارجية لدول مثل الولايات المتØدة والاتØاد الأوروبي، التي تلقت بانتظام إشارة إيجابية من هؤلاء الØكام مقابل تأييدهم لسياساتها الداخلية، لا يمكنها أن تستمر كما هي.
يتم الآن تمكين الشعوب من تونس ومصر ودول عربية أخرى من رسم السياسات الخاصة بهم. كي٠سيكون تأثير كل هذا على الصراع العربي الإسرائيلي ليس واضØاً بعد.
لقد أظهرت Ø£Øداث الأشهر القليلة الماضية أن غالبية السكان العرب تركز على القضايا الداخلية وتصر على Øكوماتهم أن توجه السياسات المستقبلية Ù†ØÙˆ توÙير Ùوائد اقتصادية أو اجتماعية. وهذا لن يعزز بالضرورة القدرات التÙاوضية للمÙاوضين الÙلسطينيين ولكنه سيزيل Ù…Øاولات المناÙقة من قبل القادة العرب الذين تظاهروا بأنهم أعطوا الأولوية Ù„ØÙ„ القضية الÙلسطينية.
ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه، Ùإن البلدان العربية كلما أصبØت أكثر ديمقراطية كلما أضع٠هذا من مطالبة إسرائيل ÙÙŠ التÙوق العسكري وأضع٠ادعاءها بكونها الدولة الديمقراطية الوØيدة ÙÙŠ الشرق الأوسط، وهكذا يرغمون الإسرائيليين أن يكونوا أكثر استعداداً للاستجابة للتطلعات الÙلسطينية ÙÙŠ الØرية والتØرير.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .